بلومبرج: الخلاف السعودي الإماراتي سيتواصل لحين التحول للطاقة الخضراء

الأحد 25 يوليو 2021 06:43 م

سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على انتهاء الخلاف النفطي بين السعودية والإمارات بإعلان الأخيرة دعمها لاتفاق تحالف "أوبك+" الجديد بشأن زيادة تقليص تخفيضات إنتاج النفط، ما يعد بمثابة انتصار لأبوظبي على الرياض.

وتضمن الاتفاق الجديد رفع خط الأساس لإنتاج الإمارات بواقع 330 ألف برميل يوميا، من 3.5 إلى 3.17 ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو/أيار 2022.

ووفقا لـ"بلومبرج"، فقد انتصرت الإمارات في مواجهتها الأخيرة مع السعودية هذا الشهر؛ لأنها كانت أكثر استعدادا بكثير من الأخيرين لاحتمال انهيار اتفاق تحالف أوبك+ وأيضا التحول نحو الطاقة المتجددة.

وأشارت الوكالة إلى أن الستار لم ينزل بعد على الخلافات بين الرياض وأبوظبي بتوافق الأسبوع الماضي، كما لن يكون الدافع لاستمرار الانقسام بين القوتين الخليجيتين هو التوتر التاريخي والسياسي.

وأوضحت "بلومبرج" أن الدافع وراء استمرار الخلافات بين السعودية والإمارات، سيكون تعارض وجهات النظر بشأن عملية التحول العالمي بعيدا عن الاعتماد على الوقود الأحفوري، والطريقة التي يمكن بها حماية مصالح البلدين على أفضل وجه أثناء عملية الانتقال للطاقة المتجددة والنظيفة.

وذكرت الوكالة أن الإمارات لديها استراتيجية واضحة، فهي تسعى لجذب الاستثمار وأن تصبح دولة رائدة على الصعيد العالمي في مجال الطاقة المتجددة وصناعة البتروكيماويات.

ولفتت الوكالة إلى أن الإمارات قامت بالفعل بتنويع اقتصادها؛ إذ يأتي ما يقرب من ثلث الإيرادات الحكومية فقط من النفط والغاز في الإمارات العربية المتحدة.

بينما في المقابل تمثل عائدات الهيدروكربونات ما لا يقل عن ثلثي الإيرادات الحكومية في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى غير الإمارات.

علاوة على ذلك، أصبحت الإمارات وجهة مهمة للاستثمارات الأجنبية المتعلقة بالطاقة الخضراء.

وفي مجال النفط والغاز، تركز الإمارات على زيادة طاقتها الإنتاجية وتأمين احتياجات الأسواق في الاقتصادات الناشئة - وهي الأماكن الوحيدة التي سيستمر فيها الطلب على النفط في النمو في السنوات المقبلة.

كما تحرز الإمارات تقدمًا جيدًا نحو هدفها المتمثل في أن تكون قادرة على إنتاج 5 ملايين برميل من النفط يوميًا بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 3.5 مليون برميل في عام 2018.

وبحسب "بلومبرج" فإن الغرض من هذه الزيادة الكبيرة في الإنتاج، في وقت يكون فيه التحول العالمي بعيدًا عن الوقود الأحفوري هو اكتساب قوة دافعة مزدوجة.

أولا: على المدى القصير والمتوسط​​، تريد الإمارات العربية المتحدة أن تكون في وضع يمكنها من الاستفادة من مواردها النفطية واستثمارها قدر الإمكان خلال فترة الانتقال.

ثانيًا: على المدى الطويل، تسعى أبوظبي إلى ضمان أنها واحدة من منتجي النفط القلائل الذين لا يزال العالم يعتمد عليهم، حتى عندما يتم تلبية معظم احتياجات الطاقة في العالم من خلال مصادر طاقة أخرى.

وفي مقابل هذا التسارع الإماراتي، والحديث لـ"بلومبرج"، فإن السعودية أصبح لديها نهج مشابه للإمارات ولكن بمستويات أبطأ، والاختلاف بينهما يظهر أكثر من خلال الجدول الزمني للتحول للطاقة المتجددة.

وكما يتضح من حصص الإنتاج الأخيرة، فإن الإمارات تبدو في وضع أفضل للتعامل مع الانتقال المبكر للطاقة المتجددة.

وأضافت الوكالة أن الخلاف الأخير أظهره حقيقة أن الإمارات تفضل المخاطرة بانهيار اتفاق تحالف أوبك+ بدلاً من ربطها بحصة لا تعكس قدرتها الإنتاجية المتزايدة.

ومن الواضح أن الإمارات تشعر بأنها مستعدة للمنافسة على حصتها في السوق بأسعار نفط منخفضة إذا لزم الأمر، بدلاً من تقييد الإنتاج لدعم الأسعار، وفقا للوكالة.

 في المقابل، تحرص السعودية على إبقاء اتفاقية أوبك+ على قيد الحياة.

وتحتاج السعودية قبل أن تتمكن من مواجهة معركة للحصول على حصتها في السوق بأسعار منخفضة للغاية أو الابتعاد عن دور أوبك الحالي في إدارة الأسواق، إلى مزيد من الوقت لتنويع اقتصادها وجذب المزيد من الاستثمار الأجنبي إلى قطاعات أخرى.

وأشارت الوكالة إلى أن يوم تصدع "أوبك+" سوف يأتي على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، إما بدافع دخول إيران للسوق بسرعة أكبر مما يتوقعه الآخرون، أو خلال إشارات تدل على أن نمو الطلب سيتباطأ أو سيتوقف بشكل كبير، وحينها سيفضل منتج أو أكثر مصالحهم تكمن في الاستحواذ على أكبر قطعة من السوق المتقلصة وعدم الالتزام بالتفاهمات.

تشير أحداث الأسابيع الماضية إلى أن الإمارات - وليس روسيا، التي لديها طاقة إنتاجية زائدة قليلة على أي حال - هي مرشح جيد لقيادة عملية الخروج.

وبغض النظر عن الدولة التي ستؤدي إلى انهيار اتفاق "أوبك+" الحالي، فإن الانهيار المحتمل في أسعار النفط سيحبط جهود الابتعاد عن النفط والتحول للطاقة المتجددة؛ حيث يصبح النفط مصدر الطاقة الأيسر تكلفة وليس الأقل.

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

أوبك الخلاف النفطي الإمارات السعودية الطاقة المتجددة

ما وراء أوبك.. سباق التنويع بين السعودية والإمارات

بعد 7 أشهر من قمة العلا.. الانقسامات تواصل تهديد مجلس التعاون الخليجي

كيف يؤثر التحول الأخضر على العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ومنطقة الخليج؟