أكدت هيئة الصحة بدبي خلو الإمارة من أية حالات لمرض الحمى الشوكية، ونفت تماماً ما تم تداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي من وجود حالات إصابة بمرض التهاب السحايا، داعية أفراد المجتمع كافة إلى تحري الدقة فيما يتم تداوله في مثل هذه الأمور، ونبذ الشائعات، والاعتماد على التقارير الرسمية الموثوقة، من دون الالتفات إلى شائعات من شأنها الإضرار بالمصلحة العامة وإثارة البلبلة في أوساط المجتمع.

وقالت الهيئة في بيان لها إنها «فوجئت بأنباء عارية عن الصحة، وشائعات تشير إلى وجود حالات إصابة بالحمى الشوكية والتهاب السحايا»، مؤكدة أن «سياسة الشفافية المعتمدة في التعامل مع المجتمع، تحتم عليها الوقوف بحسم أمام ما يتردد من أقاويل لا أساس لها».

الهيئة أشارت إلى وجود منظومة وقائية متطورة لمواجهة أية أمراض معدية وافدة، مؤكدة أنها تسخر جميع جهودها وإمكانياتها للكشف المبكر عن أية أمراض، إضافة إلى حزمة من الإجراءات الوقائية والعلاجية المتصلة بالرعاية المتكاملة.

وفاة حالة واحدة

وكانت إحدى المستشفيات الخاصة قد شهدت، مؤخراً، وفاة طفلة في الرابعة من عمرها، ما جعل البعض يربط بين حالة الوفاة وما يتردد من شائعات مغرضة، حول وجود إصابة بالحمى الشوكية والتهاب السحايا، وهو ما نفته التقارير الطبية الرسمية الخاصة بحالة الوفاة، في الوقت نفسه أشارت الهيئة إلى أنها قامت بعمل الفحوصات اللازمة والمسح الوقائي الشامل، ضمن إجراءاتها الاحترازية تجاه حالة الوفاة.

وأكدت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي أنها تتحقق من وفاة طالبة في السنة الثانية من الروضة «FS2» بمدرسة خاصة في دبي بمرض التهاب السحايا، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية في الإمارة، وطالبت أفراد المجتمع باستقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، وتحري الدقة قبل نشر أي معلومة قد تؤدي إلى إثارة قلق المجتمع.

وقالت الهيئة رداً على انتشار شائعة تتعلق بإصابة طلبة بالتهاب السحايا، إنها لم تتلقَّ أي معلومات إلا عن حالة واحدة مصابة بمرض التهاب السحايا، وعلمت بأنها توفيت في المستشفى الذي كانت تعالج فيه السبت الماضي، وليس في المدرسة، مؤكدة عدم تلقيها أي معلومات عن وجود حالات تعاني المرض ذاته في المدرسة ذاتها، أو في أي مدرسة أخرى في دبي.

وأشارت إلى أن إدارة المدرسة الخاصة تواصلت مع ذوي الطلبة، وأفادتهم بتفاصيل الواقعة، وتعمل على طمئنتهم بشكل آني ورسمي.

وطالبت الهيئة ذوي الطلبة بضرورة تحري الدقة حول المعلومات التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والحد من انتشار الشائعات، واستقاء المعلومات والأخبار من المصادر الرسمية التي ترد من الجهات المعنية في هذا الشأن، وذكرت أنها تتابع التزام إدارة المدرسة بكل إجراءات الصحة والسلامة العامة.

ويعرف التهاب السحايا، أو الحمى الشوكية، بأنه عبارة عن التهاب حاد للأغشية الدماغية المغلفة للدماغ والنخاع الشوكي، وتتعدّد أسباب التهاب السحايا وتشمل العدوى عن طريق الفيروسات، أو البكتيريا، أو غيرها من الكائنات الدقيقة، وأقل شيوعاً عن طريق بعض الأدوية، وقد يكون التهاب السحايا مهدّداً للحياة بسبب قربه من الدماغ والنخاع الشوكي.

والأعراض الأكثر شيوعاً لالتهاب السحايا، هي: الصداع وتيبُّس العنق المرتبط بالحمى، والارتباك أو تغيُّر حالة الوعي، والتقيُّؤ، وعدم القدرة على تحمل الضوء (رُهاب الضوء)، أو الضجة الصاخبة (رُهاب الصوت)، أما لدى الأطفال فغالبا تظهر فقط أعراض غير خاصة، مثل التهيُّج والنعاس.