خبير: التحول للنظام الرئاسي ينقذ تونس.. وآخر: تراجع سعيد هو الحل

الأربعاء 28 يوليو 2021 08:29 م

رأي "رياض الصيداوي" مدير المركز العربي للدراسات السياسية والاجتماعية في جنيف أن تحول تونس للنظام الرئاسي ينقذها من أزمتها الحالية، بينما اعتبر "عبداللطيف الدربالة" القانوني والمحلل السياسي، أنه لا حل سوى تراجع الرئيس "قيس سعيد" عن قراراته التي تصفها المعارضة بالانقلاب.

وألمح الرئيس التونسي في الكثير من خطاباته إلى رغبته في تعديل النظام السياسي بإقرار النظام الرئاسي لكن هذه الخطوة تستوجب أولا وجود المحكمة الدستورية لم ترَ النور منذ 7 أعوام بسبب التجاذبات بين الأحزاب.

ومنذ مساء الأحد، أقال "سعيد" 24 مسؤولا بارزا في مؤسسات حكومية ووزارات سيادية ومناصب قضائية، أبرزهم رئيس الحكومة ووزير الدفاع وزيرة العدل، كما جمد عمل البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه.

قرارات الرئيس التونسي وصفها معارضون بالانقلاب، وفي وقت لاحق، أعلن رئيس البرلمان وزعيم حركة النهضة الإسلامية "راشد الغنوشي" عن تكوين جبهة وطنية لمواجهة "سعيد".

التراجع هو الحل

ورأي "الدربالة" أنه لا حل للأزمة التونسية سوى بتراجع الرئيس عن قراراته، مشيرا إلى أن الرئيس يرغب بتأسيس نظام سياسي جديد للبلاد، حسبما نقل موقع "الحرة" الأمريكي.

وأضاف "الدربالة" أن "الرئيس سعيد يطمح أن تكون هذه المرحلة أطول لإعادة صياغة المشهد السياسي بالطريقة التي يحلم بها، بحيث تكون المنظومة تحت إمرة الرئيس فقط فيما يقتصر البرلمان على مراقبة عمل الحكومة".

وذكر "الدربالة" أنه لا يجب أن يتم إسناد مهام النيابة العامة للرئيس "سعيد" على اعتبار أنه سيكون صاحب الحق في فتح تحقيقات وتوجيه اتهامات لأحد.

وولفت إلى أن "الرئيس سعيد كان مشاركا في بث الشلل بالحياة السياسية وتأزيم الوضع في تونس"، محملا إياه المسؤولية للنتيجة التي وصلت لها البلاد حاليا بعد استحواذه على كافة السلطات، على حد قوله.

ورجح "الدربالة" أن يلطف "سعيد" الأجواء المتوترة في الوقت الحالي بعد بيانات الدول الكبرى التي طالبته بالحوار مع الأحزاب السياسية، والضغوطات من قبل مؤسسات المجتمع المدني الداخلية.

وقال إنه "يمكن إنقاذ المسار الديمقراطي وحفظ ماء وجه الجميع وإنهاء حالة الانقسام بعد ضغوطات من قبل منظمات المجتمع المدني في البلاد".

قال "الدربالة" إن النظام البرلماني الحالي لم يحصل على حقه في العمل بطريقة طبيعية منذ الثورة؛ لأنه بعد سنوات من الديكتاتورية والحزب الواحد شهدت تونس ولادة أطيافا سياسية مختلفة دون أن يكون لها خبرة لتشكيل حكومة ائتلافية، على حد وصفه.

وأوضح "الدربالة" أن البلاد "لا تملك أحزابا قوية مستمرة ... فكل حزب يأخذ السلطة وبمجرد وصوله يتفكك وينحل".

التحول للنظام الرئاسي

وفى المقابل، رأي "الصيداوي" أن حل الخروج من هذه الأزمة تتمثل في التحول إلى النظام الرئاسي، معتبرا أن النظام البرلماني فشل في تونس، كما هو الحال في لبنان والعراق، على حد وصفه.

وأضاف: "الأزمة الحالية هي أزمة هيكلية وليست ظرفية. النظام البرلمان في البلاد أثبت عجزه... التفكير في استفتاء للتحول إلى نظام رئاسية مثلما فعل شارل ديجول في فرنسا أو أردوغان بتركيا من شأنه أن يخرج تونس من الأزمة".

وأوضح قائلا: "في السنوات العشر الأخيرة لا يوجد استقرار سياسي للبلاد، إذ لا تدوم الحكومة التونسية إلا أشهر محدودة على الرغم من كونه نظام ديمقراطي يصلح للتصدي للدكتاتورية".

وقال "الصيداوي" إن "الرئيس سعيد منتخب وصل عن طريق صناديق الاقتراع ولم يأت على ظهر دبابة... هو صاحب الشرعية، علاوة عن كونه رجل قانون حصل على ثقة الشعب باعتباره شخصا نزيها".

وبرر "الصيداوي" توسيع الرئيس لصلاحياته بموجب القرارات الأخيرة حتى يحصل على المجال اللازم لمكافحة الفساد في ظرف استثنائي تعيش فيه البلاد "مأزق حقيقي سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، بالإضافة إلى تردي القطاع الصحي بسبب جائحة فيروس كورونا"، وفقا لـ"الصيداوي".

ودلل على رأيه باتجاه الرئيس "سعيد" لإسناد مهام النائب العام لنفسه حتى "يفتح ملفات الفاسدين ويقيل المسؤولين المتورطين بناء على المعلومات الاستخباراتية التي يمتلكها".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تونس قيس سعيد انقلاب راشد الغنوشي

رايتس ووتش تدعو الرئيس التونسي إلى إلغاء الإجراءات القمعية

في اتصال مع سعيد.. الشيخ تميم يدعو لتجاوز الأزمة التونسية عبر الحوار

رسميا.. فرنسا تدعو تونس لتعيين رئيس جديد للحكومة بأسرع وقت  

تونس.. اتحاد الشغل: سنقدم قريبا لسعيد خارطة طريق لحل الأزمة

مسارات حرجة.. إلى أين تتجه تونس تحت قيادة قيس سعيد؟