ألمح "سيف الإسلام"، نجل الرئيس الليبي المعزول الراحل "معمر القذافي"، إلى احتمال ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، وذلك في حوار مع صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

وقال "سيف الإسلام" إنه يحضر للعودة إلى الحياة السياسية، وأنه استغل غيابه عن الساحة السياسية لمراقبة الأوضاع في المنطقة، وعمل بهدوء على تنظيم أنصار والده، ضمن ما يعرف بـ"الحركة الخضراء".

وشن نجل "القذافي" هجوما لاذعا على السلطات في ليبيا الآن بعد الثورة، قائلا: "لقد اغتصبوا البلد وأذلوه، ولم يعد هناك أمل.. لا مال أو أمن ولا حياة وإن ذهبت إلى محطة الوقود فلن تجده، نصدّر النفط والغاز إلى إيطاليا وننير نصفها، ولكننا نعاني من انقطاع دائم للتيار الكهربائي، إنه أكثر من فشل، بل مهزلة".

وبعد اختفاء دام عشر سنوات، قال "سيف الإسلام": "نحن نشبه السمك والشعب الليبي يشبه البحر، من دونهم نموت".

وبحسب مقابلات مع أفراد، رأت الصحيفة أن هناك من يريد دعم نجل "القذافي"، ونقلت عن محامية ليبية قولها إن عملها غير الرسمي لقياس الرأي العام، يشير إلى أن ثمانية أو تسعة من كل عشرة ليبيين سيصوتون لـسيف الإسلام"، حال ترشحه بالانتخابات المقبلة.

واعتبرت الصحيفة أن فوز "سيف الإسلام" لو حدث، سيكون انتصارا للمستبدّين العرب والكرملين الروسي.

وبحسب دبلوماسي أوروبي على معرفة بالشأن الليبي، "يعتقد الروس أن سيف الإسلام قد يفوز"، ومن الواضح أن أطرافا خارجية أخرى تدعم "سيف الإسلام"، لكنه تكتم حول الحديث عن هذه النقاط.

وأشارت "نيويورك تايمز" إلى أن حرب الوكالة بين قوى خارجية، منها مصر والإمارات وتركيا وروسيا قد يكون لبعضها مصلحة في عودة نجل "القذافي"، ولكن لو عاد، فسيكون ذلك بمثابة إحراج للولايات المتحدة التي قادت حملة الإطاحة بـ"القذافي" مع حلف الناتو.

وتقول الصحيفة إن "سيف الإسلام" يواجه أيضا عقبة خارج ليبيا، فهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية على خلفية ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بسبب دوره في قمع المعارضين عام 2011، إلا أن "سيف الإسلام" واثق من قدرته على تجاوز المشاكل القانونية لو اختاره الشعب الليبي.

ويعتبر "سيف الإسلام" أن ما حدث في ليبيا "لم يكن ثورة"، قائلا: "يمكنك أن تسميها حربا أهلية أو أيام بؤس، لكنها لم تكن ثورة".

ووصف نجل "القذافي" الحكومات المختلفة التي حكمت ليبيا منذ الثورة بأنها "مجموعة من المسلّحين الذين يرتدون البدلات".

وأضاف: "ليس من مصلحتهم أن تكون لدينا حكومة قوية، ولذا فهم يخشون الانتخابات. إنهم يعارضون فكرة وجود رئيس ودولة ".

وشدد على أنه "الوحيد القادر على توحيد الليبيين وجمعهم تحت راية واحدة"، على حد قوله، وهو ما علقت عليه "نيويورك تايمز" بالقول إنها "فكرة تنم عن غطرسة لا تقل عن غطرسة أبيه الذي دمر مؤسسات الدولة وعاش الليبيون في عهده في حالة خوف دائم على حياتهم وممتلكاتهم بسبب قراراته العشوائية، ولم تكن لجانه الثورية سوى حفنة من المتعصبين الذين روعوا عامة الشعب وامتلكوا صلاحية الزج بهم في السجن متى ما أرادوا".