استنكر ائتلاف الكرامة قيام السلطات التونسية بإيقاف عضو الائتلاف النائب "ماهر زيد"، على خلفية شكوى قضائية سابقة تم إسقاطها ضده، مطالبا بإطلاق سراحه فورا.
وأكدت محامية "زيد"، "حنان الخميري" أن السلطات رفضت الإفراج عن موكلها، رغم تقديم ما يثبت سقوط الدعوى ضده، وفقا لما أوردته صحيفة "القدس العربي".
وتحت عنوان "فضائح الانقلاب"، دون رئيس الكتلة البرلمانية لائتلاف الكرامة "سيف الدين مخلوف" عبر "فيسبوك": "إيقاف نائب الشعب المنتخب ماهر زيد. في قضية سياسية منتهية من 2019 وعنده فيها كف تفتيش. سابقة خطيرة من النيابة العمومية بهدف التنكيل الفارغ بنائب شعب إرضاء للمنقلب الذي نصب نفسه رئيسا عليها، فرضيت. ماهر يبات ليلة في السجن ويخرج غدا. والانقلاب سيسقط".
وأضاف النائب عن الائتلاف "محمد العفاس": "ماهر زيد قدم أكثر من 240 قضية ضد فاسدين، منهم نواب في المجلس، يتم إيقافه هو وترك الفاسدين ليشمتوا به. بلد القانون والحريات!".
وتعود القضية المذكورة إلى عام 2017 (صدر الحكم في 2018) حيث وجه القضاء لزيد تهما تتعلق بـ "هضم جانب موظف بالقول، وارتكاب أمر موحش ضد رئيس الدولة (الباجي قائد السبسي آنذاك)، ونسبة أمور غير قانونية لموظف عمومي متعلقة بوظيفته، والإساءة إلى الغير عن طريق الشبكات العمومية للاتصالات"، إلا أن القضاء التونسي أصدر لاحقا بطاقة "كف تفتيش" بعد سحب الدعوى.
ويأتي إيقاف "زيد" بعد ساعات من إيقاف النائب المستقل "ياسين العياري" وإيداعه السجن بتهمة "تحطيم معنويات الجيش"، حيث نفت الرئاسة التونسية أي علاقة لها بعملية إيقاف "العياري"، فيما طالبت رئاسة البرلمان بإطلاق سراحه فورا.
ولم يعد "زيد" أو "العياري" متمتعين بالحصانة البرلمانية منذ الإعلان عن قرارات الرئيس التونسي "قيس سعيد" وصدورها رسميا في الرائد الرسمي (الجريدة الرسمية).
وكان "زيد" قد خرج بتصريحات إعلامية، خلال الساعات القليلة الماضية، وصف فيها تجميد "سعيد" للبرلمان وإقالته للحكومة واستحواذه على كافة السلطات بأنه "انقلاب شاركت فيه كل من الإمارات والسعودية ومصر"، واعتبر أن رد فعل حركة النهضة "كان احترافيا وحمى تونس من بحور دماء".
ورفضت غالبية الأحزاب قرارات "سعيد"، واعتبرها البعض "انقلابا على الدستور"، بينما أيدتها أخرى، معتبرة إياها "تصحيحا للمسار".
ويُنظر إلى تونس على أنها الدولة العربية الوحيدة التي نجحت في إجراء عملية انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضًا ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها، ومنها مصر وليبيا واليمن.
