رفض نواب كويتيون مطالب الولايات المتحدة لاستضافة مترجمين أفغان، عملوا لحساب الجيش الأمريكي، والذين بدأت عملية نقلهم خشيةً من انتقام محتمل من حركة "طالبان" منهم.
وعدد نواب مجلس الأمة (البرلمان) الكويتي، أسباب رفضهم، إلى "الأمن القومي والاستراتيجي، والتركيبة السكانية"، محذرين الحكومة من قبول هذه المطالب.
وسبق أن ذكرت صحيفة "بوليتيكو"، فقد وصلت المحادثات التي تجريها واشنطن لإيواء المترجمين الأفغان وأسرهم "ولو مؤقتا"، في الكويت، إلى مراحلها الأخيرة، إذ ينتظرون الموافقة على تأشيراتهم.
وزاد من التكهنات حول هذه الخطوة، زيارة وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، إلى الكويت، الأسبوع الماضي، وإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين هناك.
وعلى الرغم من عدم صدور أي قرار رسمي أو إعلان كويتي أو أمريكي، بشأن هذه الخطوة، إلا أن النواب عبروا عن رفضهم لاستضافة المترجمين الأفغان.
وقال النائب "أحمد مطيع العازمي": "الكويت غير قادرة على احتضان هؤلاء المطلوبين لجهات أخرى وبهذه الأعداد الكبيرة"، لافتا إلى أن استضافة هؤلاء المترجمين تأتي بمثابة "تهديد صريح للأمن القومي والاستراتيجي".
وأضاف إنه "يجب على رئيس الوزراء رفض الطلب الأمريكي بهذا الخصوص"، متابعا أن "الكويت خط أحمر".
نرفض رفضا قاطعا
— د.أحمد مطيع العازمي (@drahmadmote3) July 31, 2021
أي خطوة لاستضافة
الكويت المتعاونين الأفغان
الذين عملوا مع الجيش الأمريكي
الكويت غير قادرة
على احتضان هؤلاء
المطلوبين لجهات أخرى
وبهذه الأعداد الكبيرة
وهو تهديد صريح
لأمننا القومي والاستراتيجي
وعلى رئيس الوزراء
رفض الطلب الأمريكي
بهذا الخصوص
الكويت خط أحمر
بدوره، حذر النائب "بدر الحميدي" من موافقة الحكومة على استضافة هؤلاء المترجمين، قائلا: "تداولت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أن الولايات المتحدة تضغط لتسكين عدد كبير من الأشخاص بعد انسحابهم من أفغانستان للعمل في الكويت.. إن صحت هذه المعلومة فهذا سيشكل خللا في التركيبة السكانية".
وأضاف: "لذلك نحذر الحكومة من اتخاذ مثل هذه القرارات".
تداولت وسائل الإعلام و التواصل الاجتماعي إن الولايات المتحدة تضغط لتسكين عدد كبير من الأشخاص بعد انسحابهم من أفغانستان للعمل في الكويت ..
— بدر ناصر الحميدي (@BaderNAlhumaidi) July 31, 2021
إن صحّت هذه المعلومة فهذا سيشكل خلل في التركيبة السكانية و لذلك نحذر الحكومة من اتخاذ مثل هذه القرارات !
كما أكد النائب "عبدالعزيز الصقعبي"، أن ممارسة وزير الخارجية الأمريكي ضغطاً على الكويت للقبول بإيواء الأفغان المتعاونين مع الجيش الأمريكي "دون وضوح التفاصيل والغايات أمر خطير لا يمكن القبول به".
وزاد: "على وزير الخارجية ألّا يقبل بالضغوطات على حساب أمننا الوطني".
الصقعبي:
— فيدز (@feeds) July 30, 2021
ما يثار حول ممارسة وزير الخارجية الأمريكي ضغطاً على الكويت للقبول بإيواء آلاف الأفغان المتعاونين مع الجيش الأمريكي دون وضوح التفاصيل والغايات أمر خطير لا يمكن القبول به
على وزير الخارجية ألّا يقبل بالضغوطات على حساب أمننا الوطني وسأقوم الأحد بتوجيه سؤال برلماني حول ذلك pic.twitter.com/n7suaQ3j7j
وكان النائب "مرزوق الخليفة" قد تقدم بسؤال لوزير الخارجية الشيخ "أحمد الناصر"، بهذا الشأن، طالب فيه بتوضيح حقيقة الأمر الذي تداولته صحف أمريكية، وعدد المترجمين الذين سيدخلون الكويت في حال تمت المفاوضات والموافقة، والجهة المسؤولة عن مصروفهم.
النائب مرزوق الخليفة يتقدم بسؤال لوزير الخارجية عن إستضافة المترجمين الأفغان المتعاونيين مع القوات الامريكية pic.twitter.com/JWnUauk4MF
— مرزوق الخليفة (@MarzuqAlkhalifa) July 30, 2021
كذلك، أعلنت نخب كويتية وحركات رفض هذا التوجه الأمريكي، حيث أصدرت الحركة التقدمية بيانا رفضت من خلاله نقل هؤلاء المترجمين إلى الكويت.
وقالت الحركة إنها ترفض هذه الخطوة لعدة اعتبارات منها "الخشية من تكريس حالة من الارتهان والتبعية للولايات المتحدة، والتخوف من تحويل الكويت إلى ساحة لتصفية الحسابات بين أطراف الحرب الأهلية الأفغانية".
الحركة التقدمية الكويتية ترفض المشروع الأميركي لنقل آلاف المرتزقة الأفغان وإقامتهم في بلادناhttps://t.co/fOrgs4fT6k pic.twitter.com/uTanOs4sjc
— الحركة التقدمية الكويتية (@altaqadomia) July 31, 2021
وتعرضت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن"، لضغط مكثف من الحزبين في الأسابيع الأخيرة، لتسريع مسار حوالي 18 ألف طلب معلق لبرنامج تأشيرة الهجرة الخاصة مع انتهاء الوجود القتالي الأمريكي في أفغانستان.
والأفغان الذين ساعدوا الجيش الأمريكي خلال ما يقرب من 20 عاما من الصراع، عملوا كمترجمين ومترجمين فوريين، ويتم استهدافهم بشكل متزايد بالانتقام من قبل "طالبان"، حيث تحقق الجماعة المسلحة مكاسب سريعة في أفغانستان وسط انسحاب الولايات المتحدة.
وقال "بلينكن"، الخميس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره "الصباح"، إن موضوع نقل المترجمين الأفغان تم طرحه خلال اجتماعاته في الكويت، دون تفاصيل.
ويوجد في الكويت بضع قواعد عسكرية أمريكية، منها معسكر عريفجان الواقع في الصحراء، ويتواجد فيه آلاف الجنود الأمريكان، ويضم قاعدة لمشاة الفرقة الثالثة، إضافة إلى وجود عدة معسكرات أخرى منها: معسكر الدوحة غرب العاصمة الكويتية، وقاعدتا أحمد الجابر وعلي السالم الجويتان.