لماذا لم تسم تركيا انتزاع قيس سعيد السلطة في تونس انقلابا؟

الخميس 5 أغسطس 2021 11:36 م

سلط موقع "ميدل إيست أي" الضوء علىما وصفه بتجنب الحكومة التركية وصف الإجراءات الاستثنائية التي أعلنها الرئيس التونسي "قيس سعيد" في 25 يوليو/تموز الماضي بالانقلاب.

ونقل الموقع عن مسؤولين تركيين قولهما إن الحكومة التركية حرصت أيضا على الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة واتباع نهج دبلوماسي لتشجيع استمرار العملية الديمقراطية في تونس، بعد إجراءات "سعيد" التي أطاحت برئيس الحكومة وجمدت البرلمان ورفعت الحصانة عن نوابه.

وذكر الموقع أن قرارات الرئيس التونسي الذي قال إنها لمدة 30 يوما فقط أغرقت البلاد في حالة من الاضطراب السياسي، ولم يقدم "سعيد" خارطة طريقة حتى الآن لخطته ما أثار مخاوف بعودة الحكم الاستبدادي.

وأوضح الموقع أنه رغم وصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي (الحاكم) انتزاع قيس سعيد للسلطة بالانقلاب، إلا أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" ووزير خارجيته ابتعدا عن هذا الوصف.

وقال مسؤول تركي كبير طلب عدم الكشف عن هويته للموقع إن: "أردوغان وسعيد تجمعهما علاقات ودية ولا نرغب في إفسادها".

وتابع المسؤول: "لا نريد إغلاق الباب والسماح للحكومة التونسية بالاستماع فقط لبعض الدول الإقليمية مثل الإمارات".

يذكر أن الرئيس التركي زار نظيره التونسي في عام 2019، بعد أشهر قليلة من انتخاب الثاني رئيسا للبلاد.

وذكر المحلل السياسي "طارق مجريسي" أن أنقرة قرأت المشهد وأدرت مدى الدعم الشعبي الذي حظيت بها قرارات "سعيد" الاستثنائية.

وعقب قائلا "الأتراك اختاروا أن يكونوا دبلوماسيين، ويعتقدون أن اتخاذ أي موقف قوي ضد سعيد في تلك اللحظة لن يؤدي إلا إلى نفور التونسيين منهم وزيادة جرأة خصومهم الجيوساسيين الذي يأملون بالفعل من الاستفادة من ذلك".

وأشار الموقع إلى أن الكثيريين عقدوا مقارنات بين موقف تركيا من كل من تونس ومصر، حيث أطاح انقلاب عسكري وحشي بالرئيس المنتخب "محمد مرسي" في عام 2013، وأثار ذلك إدانة الجهات السياسية والمجتمع التركي وتسبب ذلك الموقف في تدهور العلاقات بين القاهرة وأنقرة.

وفي هذا الصدد، قال المسؤول التركي: "سعيد رئيس منتخب من الشعب، ولا يمكن مقارنة الحالتين.. نعتقد أن اتباع نهج أكثر دبلوماسية ومن وراء الكواليس سيكون أكثر فائدة للديمقراطية التونسية".

وأضاف المسؤول التركي أن الأمر الثاني الذي دفع أنقرة إلى تبني نهجها الحالي أن الأتراك لديهم ثقة كبيرة في راشد الغنوشي رئيس البرلمان، زعيم حزب النهضة.

وقال إن "الغنوشي يعرف كيف يناور سياسيا ونعتقد أنه يمكنه أن عقد صفقة مع سعيد لعودة الأمور إلى طبيعتها".

ولفت المسؤول إلى أن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" سوف يقوم بجولة في المنطقة الأسبوع المقبل يستهلها بزيارة إلى الجزائر ثم تونس ليرى ما يمكن أن تفعله أنقرة لتحسين الأوضاع.

وفي هذا الصدد، أعرب "المجريسي" عن اعتقاده بأن تركيا يمكن أن تحاول دعم الجزائر كوسيط في تونس وبالتالي تستمر في تنمية نفوذها في المنطقة.

وأضاف: "هناك علاقة جيدة بين الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون وسعيد، والتوسط في هذه القضية سيكون وسيلة مثالية لهما ليثبتا للعالم أنهما عادتا كقوة إقليمية".

 

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا تونس النظام التونسي الرئيس التونسي راشد الغنوشي قيس سعيد

صوت أمريكا: إغلاق الأمن التونسي مكتب الجزيرة عودة لزمن الديكتاتورية

انقلاب أم لا؟ تضارب في أوساط ناشطي تونس حول انتزاع قيس سعيد السلطة

مصالح مهددة.. ماذا تريد تركيا في تونس؟

تفسير رد فعل تركيا الحذر على تحولات السلطة في تونس