اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" أن اختيار النخبة الحاكمة في لبنان للملياردير "نجيب ميقاتي" رئيسا للوزراء بمثابة إهانة لمعاناة اللبنانيين.
وقالت المجلة إن اختيار "ميقاتي" للمهمة جاء بعد تعثر امتد لنحو عام في جهود تشكيل حكومة بعد انفجار مرفأ بيروت وإقالة حكومة "حسان دياب".
وأوضحت أن "ميقاتي" كان رئيسا للوزراء عندما رست سفينة محملة بآلاف الأطنان من نترات الأمونيوم في ميناء بيروت، قبل أن تنفجر بعد ذلك بأعوام.
وعقبت أنه في إهانة واضحة للبنانيين عاد "ميقاتي" للسلطة الآن بعد عام من انفجار السفينة؛ ما ألحق أضرارا قاتلة ببعض أشهر معالم المدينة.
ومنذ 26 يوليو/تموز، يعمل "ميقاتي" على تشكيل حكومة جديدة خلفا لـ"سعد الحريري" الذي اعتذر عن المهمة بعد تكليفه بها بـ9 أشهر جراء خلافات مع الرئيس "ميشال عون".
وحصل "ميقاتي" (65 عاما) على دعم 72 نائبا برلمانيا من أصل 128 بينهم نواب كتلة "تيار المستقبل"، بزعامة "الحريري"، ونواب كتلة "حزب الله".
وللمرة الأولى، كُلف "ميقاتي" برئاسة حكومة تشرف على الانتخابات النيابية في 2005، ولم يترشح حينها للبرلمان، ثم أعيد انتخابه نائبا عامي 2009 و2018.
وأُعيد تكليفه رئيسا للوزراء في 25 يناير/كانون الثاني 2011.
وبسبب خلاف حاد داخل مجلس الوزراء بشأن انتخابات نيابية وتعيينات أمنية، قدم "ميقاتي" استقالة حكومته، في 23 مارس/آذار 2013، وتابع مهامه كرئيس لحكومة تصريف أعمال حتى 15 فبراير/شباط 2014.
وجاء "ميقاتي" إلى السياسة من قطاع رجال الأعمال، ويُعد من أغنى الرجال في لبنان بثروة تقدر بنحو 2.7 مليار دولار.
وذكرت "فورين بوليسي" أن الثروة الضخمة التي يمتلكها "ميقاتي"، المنحدر من طرابلس أفقر مدينة في لبنان، تكشف اتساع الخلل السياسي وعدم المساواة في بلد يجد فيه معظم الناس صعوبة في تخيل كيف سيكسبون قوتهم مرة أخرى.
ورأت المجلة أن "معظم اللبنانيين ينظرون إلى ميقاتي في المقابل على أنه رمز لنظام قديم وفاسد".
ففي أكتوبر/تشرين الأول 2019، الشهر الذي اندلعت فيه الاحتجاجات في لبنان، اتُهم بالفساد بسبب التربح غير القانوني من قروض الإسكان المخصصة للفئات ذات الدخل المنخفض، لكن القضية دُفنت.