استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أبعد من فيروس!

الجمعة 6 أغسطس 2021 06:59 م

 

أبعد من فيروس!

 

هل تسرّبَ فيروس وباء كوفيد-19 خطأً من مختبر علمي أم هو نتاج حيواني طبيعي؟

مع ندرة التبرّع بالأعضاء أي الأمرين أسوأ: صناعة أعضاء بديلة في أجسام حيوانية أم ترك المريض يواجه مصيرا محتوما يمكن تجنّبه بزرع عضو جديد؟

تقوم مختبرات علمية بتلقيح خلايا حيّة مستخرَجة من جسم الإنسان مع خلايا حيّة مستخرجَة من الحيوان لإنتاج أعضاء بشرية لزرعها بجسم إنسان مريض يحتاجها.

يطرح «اللعب» بالخلايا الحيّة للإنسان علامات استفهام كبيرة حول كرامة الإنسان وخصوصيته وتفرّده وأهمّ وأخطر علامات الاستفهام تتعلق بتغيير ما خلقه الله.

إذا اكتمل تكوّن الأعضاء البشرية في الحيوان يُتخلص منه ويُنقَل العضو المزروع فيه لجسم إنسان يحتاجه: فأي إنسان سيكون هذا؟ بل أي نوع من الحيوانات سيكون؟

*     *     *

ما تزال منظمة الصحة العالمية تبحث عن جواب على السؤال التالي: هل تسرّبَ فيروس وباء كوفيد-19 خطأً من مختبر علمي، أم هو نتاج حيواني طبيعي؟

وبانتظار التوصل إلى جواب علمي حاسم، فإن العالم كله، شرقاً وغرباً، يقرّ بحقيقة ثابتة وهي أن هذا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجرّدة قلَبَ أسس العلاقات الإنسانية رأساً على عقب.

لكن فيروس كوفيد-19 ليس وحده الذي يقوم بذلك، فهناك مختبرات علمية، في الشرق والغرب، تعمل على تلقيح خلايا حيّة مستخرَجة من جسم الإنسان مع خلايا حيّة مستخرجَة من الحيوان. والهدف العلمي هو إنتاج أعضاء بشرية لزرعها في جسم إنسان مريض يحتاج إليها. وانطلقت هذه العملية من أمرين:

- الأول هو كثرة المحتاجين إلى أعضاء بديلة وقلّة المتبرّعين بهذه الأعضاء.

- الثاني هو تقدّم طبّ زراعة الأعضاء بعد التغلّب على مشكلة الرفض الذاتي لدى جسم الإنسان لأي عضو جديد من خارج تكوينه.

غير أن القضية لا تقف هنا. إن «اللعب» بالخلايا الحيّة للإنسان يطرح علامات استفهام كبيرة حول الكرامة الإنسانية، وحول خصوصية الإنسان وتفرّده، ولعلّ أهمّ وأخطر علامات الاستفهام تلك التي تتعلق بالتدخل في المشيئة الإلهية بهدف تغيير ما خلقه الله.

تبدأ الخطورة الأخلاقية في «اللعب» بخلايا جنين في طور التكوين. المختبرات العلمية في أوروبا وأميركا توقفت عن ممارسة هذه اللعبة الطبيّة لأسباب أخلاقية ودينية. لكن هناك مجتمعات أخرى متقدمة علمياً، ولكنها لا تحسب لهذه الأسباب أي حساب. ومن هنا كان تدخّل منظمة الصحة العالمية.

فالمنظمة تعرف الآن أن ثمة مختبرات طبية تعمل على إنتاج أعضاء بشرية في أجسام حيوانات حيّة. حتى إذا اكتمل تكوّن هذه الأعضاء يتمّ التخلص من الحيوان، ويُنقَل العضو المزروع فيه إلى جسم إنسان يحتاج إليه. فأي إنسان سيكون هذا؟ بل أي نوع من الحيوانات سيكون؟

العلماء العاكفون على هذه التجارب يواجهون تلك الأمور من زوايا مختلفة؛ منها أن إنتاج أعضاء بديلة يمكن أن ينقذ حياة كثير من الناس. وفي الولايات المتحدة وحدها يوجد مائة ألف شخص على لائحة الانتظار. وكذلك الأمر في أوروبا والصين والهند ودول أميركا الجنوبية والقارة الأفريقية.. ولا توجد إحصاءات عن العالم العربي.

ومن هنا يطرح العلماء السؤال التالي: إذا كانت الحاجة متزايدة إلى أعضاء بشرية بديلة، وإذا كان التبرّع بالأعضاء لإنقاذ حياة المرضى قليلاً جداً، فأي الأمرين يكون الأسوأ: صناعة أعضاء بديلة في أجسام حيوانية، أم ترك المريض يواجه المصير المحتوم الذي يمكن تجنّبه بزرع العضو الجديد؟

هناك بُعْد أخلاقي وديني لهذا الأمر، لكنه بُعْد متغيّر مع تغيّر النتائج.

فمثلاً عندما أنتج العلماء حبوب القمح والأرز الملقحة اصطناعياً، مما زاد في حجم الحبة وفي كمية الإنتاج، ارتفعت أصوات الاعتراض من كل حدب وصوب على أساس أن هذا التلقيح يمكن أن يؤدي إلى إصابة الإنسان بأمراض سرطانية خبيثة لأنها إنتاج غير طبيعي.

لكن هذه الصناعة الزراعية أصبحت الآن شائعة جداً وتشمل مواد أخرى عديدة، ويُقبل الناس على استهلاكها دون أن تحدث شيئاً لهم مما كانت تتوقعه التحذيرات.

كذلك الأمر عندما اكتشف الأطباء كيف يتغلّبون على حالات العقم (عدم الإنجاب) عند المرأة أو الرجل، واستخدموا عملية التلقيح بوساطة الأنابيب ثم زرعها في الجسم. وهناك الآن آلاف الأطفال الأصحاء وُلدوا بهذه الطريقة العلمية الجديدة.

من هنا، ليس «الفيروس» وحده هو الذي يغيّر العالم. إن الإنسان نفسه يغيّر العالم أيضاً من خلال التصرف بجيناته الحيّة. ومع ذلك لا يزال هذا الإنسان عاجزاً عن اكتشاف كنه ذلك الفيروس الغامض!

* محمد السماك كاتب لبناني

المصدر | الاتحاد

  كلمات مفتاحية

الفيروس، كوفيد-19، كورونا، زراعة الأعضاء البشرية، الإنسان، الحيوان،