استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

درعا مجددا وعين الأردن التي «تسهر ولا تنام»: اشتباك في توقيت تطبيع العلاقات

الاثنين 9 أغسطس 2021 12:38 م

درعا مجددا وعين الأردن التي «تسهر ولا تنام»: اشتباك في توقيت تطبيع العلاقات

في القياسات الأردنية معاناة عمان كانت كبيرة لسنوات طويلة عندما يتعلق الأمر بملف درعا.

في القياسات الجديدة الأردن يفتح صفحة للتطبيع مع النظام السوري لكن أحداث درعا تؤثر سلبا على معطيات الاشتباك بدلالة الاضطرار لإغلاق معبر جابر.

الأردن لا يريد ميليشيا تابعة لإيران أو لبنان قرب درعا ولا مزيدا من الجاهزية العسكرية والاستنفار للتعامل مع مسلحين على بعد 50 كيلومترا عن الحدود.

يعتبر الأردن تطورات الأحداث الأخيرة في درعا أجندة غامضة ولا يريد لها ان تنتهي بإدخال الجيش السوري مجموعات مسلحة بزعم محاربة التنظيمات الإرهابية.

*     *     *

لأسباب قد يفهمها جميع المراقبين لا ترغب عمان في ان تكون عندما يتعلق الأمر بالحدود الملاصقة لسوريا، في موقع لا يسمح لها بالمناورة ولا المبادرة، الأمر الذي يعني الالتزام مجددا بقواعد الاشتباك القديمة على الحدود الأردنية السورية وفقا لما سبق ان أشار إليه عدة مرات رئيس مجلس النواب الأسبق سعد هايل السرور حيث ان العين الأردنية على الحدود السورية ينبغي ان تسهر ولا تنام لا في الحرب ولا في السلام.

يبدو ان قواعد الاشتباك كما رسمها مبكرا وقبل سنوات خبير في الملف السوري مثل سعد هايل السرور مستمرة. فالتجربة اليوم تثبت مجددا بان العيون الأردنية الساهرة بالقرب من الدولة الجارة السورية يتوجب ان تبقى في حالة سهر ومراقبة بدليل ليس فقط اندلاع الأحداث الأخيرة في منطقة درعا في بعدها العسكري والأمني الذي ينتج صداعا كبيرا للأردنيين، ولكن أيضا بدليل ان الأحداث اندلعت في درعا بدون أي توقع أو تكهن مسبق وفي الوقت الذي تندفع فيه العلاقات الأردنية السورية إلى آفاق جديدة.

وبدليل إضافي له علاقة هذه المرة في ان الجيش الأردني يعلن بشكل يومي وقد أعلن ذلك ثلاث مرات في الأسبوع الماضي عن حصول انتهاكات حيث عمليات تسلل منهجية نشطة تحاول اختراق الحدود باتجاه الأردن أغلبها حسب المعطيات الأمنية ذات صلة بتجارة الممنوعات والمخدرات ويتصدى لها الجيش الأردني. قبل أيام قليلة الأسبوع الماضي قتل متسلل من الجانب السوري على هامش اشتباك مع القوات العسكرية الحدودية الأردنية.

وقبل ذلك بيومين عملية تسلل إضافية، والأسبوع الماضي ثالثة بمعنى ان عمليات التسلسل واختراق الحدود أما هربا من الجحيم الأمني أو لأسباب تتعلق باللاجئين أو لأسباب تتعلق بتهريب المخدرات والبضائع مرة أخرى ومحاولات متكررة من معارضين مسلحين للجيش السوري للتعامل برخاوة مع الحدود الأردنية، كل تلك عمليات تتصدى لها القوات الأردنية بحزم وتثبت في البعد الفني العسكري بأن العين الأردنية لا تغفى ولا تنام عندما تتعلق الأمور بالحدود مع سوريا وبصرف النظر عن الحرب أو السلم الصدامي أو الهدوء. ولا تزال الحدود الأردنية مع سوريا ليست أقل من صداع ووجع رأس حاول سياسي بارز في وقت سابق تشبيه بوجع الضرس.

الأردن يراقب مجددا كل صغيرة وكبيرة على الحدود مع درعا والأحداث الأخيرة في درعا تسببت عمليا بإعادة إغلاق معبر جابر الحدودي الضخم بعد سنوات من إغلاقه وبعد أيام فقط من إعادة افتتاحه .

قرار وزير الداخلية الأردني مازن الفراية بإغلاق المركز الحدودي مع سوريا بعد نحو أسبوع فقط من إعادة تشغيله وبحماس تحدث عنه رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة، مؤشر إضافي على ان ما يجري في درعا او على الحدود مع الأردن مسألة تخص السيادة بالنسبة للأردنيين ولا تزال تحتاج إلى المزيد من الرقابة والسهر والأعين التي لا تغفل إطلاقا.

النزوح واللجوء

الأحداث الأخيرة والصدامات في درعا يخشى الأردن ان تؤثر على أمنه الحدودي من عدة زوايا أهمها على الإطلاق حصول اضطراب أمني يمكن ان يؤدي إلى المزيد من النزوح واللجوء وتلك ورقة تشكل ضغطا كبيرا اليوم على الاقتصاد والبنية التحتية في الأردن، وعمان لا تريد إطلاقا ان تعود للحالة التي تتعرض فيها للضغط من المنظمات الدولية بسبب حالات نزوح جديدة جراء التصعيد العسكري في الجزء السوري من الحدود وخصوصا في محيط بلدة درعا، حيث أواصر علاقات إيجابية بين عدد كبير من أبناء عائلات وعشائر تلك المنطقة وأقارب لهم من الجانب الأردني.

بمعنى آخر مسألة اللجوء في غاية الحيوية بالنسبة للأردنيين وأي صدامات عسكرية يمكن ان تعيد إنتاج مشهد النزوح الضاغط على الأردنيين وبالتالي الأردن مضطر إلى التعامل مع الجانب الإنساني في المسألة كما يرجح لـ«القدس العربي» المراقب الأردني والناشط السياسي محمد خلف الحديد، الذي يراقب بتعاطف كل ما يجري في درعا ويعتبر من الناشطين الراصدين لمسار الأحداث هناك حيث تعسف وظلم بتوقيع النظام السوري.

العنصر الضاغط الثاني على الأعصاب الحيوية المشدودة الآن بسبب عودة صداع درعا عند الأردنيين وذلك المتمثل بالجزء الأمني من تداعيات الأحداث. فالصدامات تؤثر على الحدود وترفع من الاستنفار والجاهزية حتى العسكرية على الجانب الأردني لكن الأهم ان الصدامات يمكن ان تخلط الأوراق بين المسلحين العسكريين في محيط بلدة درعا، فآخر ما يريده وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي وقد سبق له ان شرح المسألة في الماضي، هو ان تحصل إشكالات أمنية وتؤدي إلى المزيد من المعاناة والنزوح كما تؤدي إلى وجود تفاضل عددي لمجموعات مسلحة معادية للشعبين الأردني والسوري.

الأردن بهذا المعنى لا يريد ان يرى ميليشيات تابعة لإيران أو لبنان أو العراق أو لأي بلد آخر بالقرب من جوار منطقة وبلدة درعا ولا يريد الاتجاه نحو المزيد من الجاهزية العسكرية والاستنفار للتعامل مع وجود مسلحين على بعد لا يقل عن 50 كيلومترا عبر الفاصل الحدودي بين البلدين.

لذلك يعتبر الأردن تطورات الأحداث الأخيرة في درعا بأجندة غامضة إلى حد ما ولا يريد لها ان تنتهي بإدخال الجيش السوري لمجموعات مسلحة على أساس انها تحارب التنظيمات الإرهابية أو المتشددة مجددا مثل «داعش» أو جبهة النصرة.

في القياسات الأردنية معاناة عمان كانت كبيرة لسنوات طويلة عندما يتعلق الأمر بملف درعا.

لكن في القياسات الجديدة الأردن يفتح صفحات نحو التعامل مع النظام السوري وإعادة التطبيع وما يحصل اليوم في درعا يؤثر سلبا على معطيات الاشتباك هنا بدلالة الاضطرار مجددا لإغلاق معبر مركز حدود جابر.

* بسام البدارين كاتب صحفي وإعلامي أردني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

سوريا، درعا، الأردن، النظام السوري، نزوح، لجوء، تطبيع العلاقات، إيران،