رحب القيادي البارز بحركة النهضة التونسية "عبداللطيف المكي"، بعودة الحوار مع رئيس الجمهورية "قيس سعيد"، مشيرا إلى أن رئيس الحركة "راشد الغنوشي" غير متمسك بمنصب رئاسة مجلس النواب.

وقال "المكي"، خلال حوار إذاعي الإثنين، إن عودة البرلمان للعمل ضرورية، "لكن بعد إصلاح جميع الأخطاء التي وقع بها سابقا"، داعيا إلى صيغة مقبولة لاتفاق حول هذه العودة.

وأكد القيادي بـ"النهضة"، أن الحركة "تختلف مع رئيس الجمهورية في بعض الأمور، لكنها تتفق معه في المبادئ ونزاهة الحكم".

وأشار إلى إمكانية عودة الحوار مع "سعيد"، رغم رفض الحركة في وقت سابق للإجراءات الاستثنائية التي اتخذها، وخاصة تجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة والإشراف على النيابة العامة.

كما رحب "المكي" بعقد لقاء عاجل بين "سعيد" و"الغنوشي" لتجاوز الأزمة السياسية في البلاد.

ومنذ 25 من يوليو/تموز الماضي، تعيش تونس أزمة سياسية حادة حين قرر "سعيّد" إقالة رئيس الحكومة "هشام المشيشي"، وأن يتولى هو السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب وترؤسه النيابة العامة، ولاحقا أقال مسؤولين وعَيَّنَ آخرين.

ورفضت غالبية الأحزاب التونسية قرارات "سعيد" الاستثنائية، واعتبرها البعض "انقلابا على الدستور"، بينما أيدتها أخرى رأت فيها "تصحيحا للمسار".

ويعتبر مراقبون ما يحدث في تونس انتكاسة للمسار الديمقراطي، بعد أن كان يُنظر إليها على أنها الدولة الوحيدة التي تمكنت من إنجاز انتقال ديمقراطي من بين دول عربية أخرى شهدت أيضا قبل سنوات ثورات شعبية أطاحت بالأنظمة الحاكمة فيها.