لام وزير الصحة الإيراني، "سعيد نمكي" من وصفهم بـ"الأصدقاء" الذين تخلوا عن بلاده، ولم يقدموا لها المساعدة لمواجهة تزايد أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

يأتي ذلك، بعد أكثر من عام ونصف العام من فتك الوباء بإيران، وبعد ملايين الإصابات ومئات آلاف الضحايا، وعلى وقع تسجيل أرقام قياسية يومية في حالات الإصابة والوفاة على مدى الأسابيع والأيام القليلة الماضية.

وقال "نمكي": "لم تكن مهمتنا توفير اللقاح، بل أن يستورد الآخرون اللقاحات ونحن نقوم بواجبنا، لكنهم فعلوا شيئا خاطئا، وادعوا أنهم أصدقاؤنا، إلا أنهم تركونا في وسط المجزرة".

وشدد "نمكي" على ضرورة تحديد وترتيب أدوات التعامل مع تفشي جائحة كورونا مجددا.

وبينما لم يحدد الوزير الإيراني من هم المقصودين بكلمة "الأصدقاء"، وبعد قرار المرشد "علي خامنئي" حظر اللقاحات الأمريكية والبريطانية في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، زعم المسؤولون في إيران، قيامهم بشراء لقاحات كافية من روسيا والصين، بل شاركوا في إنتاج لقاح مشترك مع كوبا.

وجاءت تصريحات "نمكي" في سياق دفاعه عن أداء وزارته -التي سيغادرها قريبا- خلال زيارته إلى مدينة مشهد شمال شرق إيران، والتي تتزايد فيها الإصابات والوفيات بشكل غير مسبوق.

وأوضح في الوقت نفسه، أن "عملية استيراد اللقاحات تسارعت وتيرتها".

وأضاف: "سنستورد 120 مليون جرعة من لقاحات كورونا، بحلول أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني".

والأربعاء، قال رئيس مركز مكافحة فيروس كورونا، بالعاصمة الإيرانية طهران، "علي رضا زالي"، إن السلطة الحاكمة في بلاده لا تأخذ فيروس كورونا على محمل الجد، ولا تسمح بشراء اللقاحات لأنها مكلفة.

وانتقد في تصريحات أدلى بها للإعلام المحلي، الأربعاء، عدم سعي طهران للانخراط في مفاوضات جدية لشراء لقاحات مضادة للفيروس.

وقال "خامنئي" في وقت لاحق الأربعاء إن "كورونا هي اليوم قضية البلاد الأولى والمستعجلة".

وأضاف "خامنئي" في كلمته التي خصصها للحديث عن وباء كورونا، أن: "أرقام الإصابات والخسائر العالية في الأرواح مؤلمة حقا، فإعلان أكثر من 500 عائلة الحداد في يوم واحد ليس شيئا بسيطا".

ومع اشتداد أزمة كورونا في إيران، وُجهت انتقادات لضعف عملية التطعيم والتدخل السياسي في الأمر، وسعى مختلف المسؤولين الحكوميين إلى التنصل من المسؤولية.

وكان "سعيد نمكي" أحد الأطباء الذين أيدوا، في يناير/ كانون الثاني الماضي، أمر "خامنئي"، بحظر استخدام اللقاحات الأمريكية والبريطانية، ووصفه بأنه قائم على "دراسات علمية".

كما كان "بهرام عين اللهي"، وزير الصحة المقترح من قبل الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي"، أحد الموقعين على رسالة من مجموعة من الأطباء كانت موجهة إلى الرئيس السابق "حسن روحاني"، تؤكد على ضرورة حظر استيراد اللقاحات، ليس فقط من الولايات المتحدة وبريطانيا، ولكن أيضا من فرنسا.

 والخميس، أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، عن وفاة 568 شخصا، وتسجيل 39 ألفا و49 إصابة بفيروس كورونا.

ووفق بيانات رسمية، سجلت إيران -التي تعد أكثر دول الشرق الأوسط تضررا من كورونا - حتى الأربعاء قرابة 96 ألف وفاة، من أصل نحو 4 ملايين ونصف المليون إصابة.

يذكر أن الموجة الخامسة من كورونا انتشرت في جنوب إيران، منذ مطلع يوليو/ تموز الماضي، وامتدت إلى معظم أنحاء البلاد.