الصين تستعد للاعتراف بطالبان حال سقوط كابل.. ماذا تريد في المقابل؟

الجمعة 13 أغسطس 2021 01:29 م

قالت صحيفة "يو إس نيوز" الأمريكية، نقلا عن مصادر مطلعة، إن الصين تستعد للاعتراف بحركة "طالبان" كحاكم شرعي لأفغانستان إذا نجحت في الإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في كابل.

وأوضحت الصحيفة، دون أن تكشف عن هوية مصادرها، أن هذه الخطوة المحتملة ستقوض نفوذ إدارة "جو بايدن" المتبقي على "طالبان"، بينما تواصل الأخيرة حملتها لاستعادة السيطرة على المدن الأفغانية.

وضغطت بكين علنا على "طالبان" لمواصلة العمل نحو اتفاق سلام مع حكومة الرئيس "أشرف غني"، وهي نتيجة يبدو أن الصين تفضلها حقا، وتضغط الولايات المتحدة بإلحاح متزايد لتحقيقها.

ومع ذلك، فإن التقييمات العسكرية والاستخباراتية الصينية الجديدة للحقائق على الأرض في أفغانستان دفعت القادة في الحزب الشيوعي الصيني إلى الاستعداد لإضفاء الطابع الرسمي على علاقتهم مع طالبان، وفقا لمصادر استخبارات أمريكية وأجنبية مطلعة على التقييمات الصينية.

وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تواصل فيه "طالبان" تحقيق انتصارات على القوات الأفغانية؛ حيث استعادت حتى الجمعة 15 ولاية من إجمالي 34 ولاية.

ويمكن للموقف الصيني أن يقوض المحاولات الأمريكية للضغط على الحركة للعودة بحسن نية إلى المفاوضات الدبلوماسية في الدوحة؛ حيث عاد المبعوث الأمريكي هذا الأسبوع لإجراء محادثات جديدة.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "جين ساكي" الجمعة: "إذا ادعت طالبان أنها تريد الشرعية الدولية، فإن هذه الإجراءات لن تمنحهم الشرعية التي يسعون إليها.. يمكنهم أن يختاروا تكريس نفس الطاقة لعملية السلام كما هو الحال في حملتهم العسكرية. نحثهم بشدة على القيام بذلك".

ولم يصدر تعقيب فوري من جانب وزارة الخارجية الصينية على هذه الأنباء.

وحصلت الصين على وعود بالفعل من "طالبان" بعدم إيواء أي متطرفين داخل أفغانستان لديهم خطط لشن تمرد في أجزاء من غرب الصين، ولا سيما مقاطعة شينجيانج المضطربة، وهو وعد يتجاوز بكثير أي شيء استطاعت الولايات المتحدة القيام به. 

استثمارات اقتصادية

ومن المرجح أن يسمح أي نوع من الاستقرار في أفغانستان للصين بجني فوائد الاستثمارات الاقتصادية السابقة في المنطقة، بما في ذلك حقوق التعدين في البلاد.

وجاء في التقرير الأخير للمفتش العام الأمريكي الذي يشرف على إعادة الإعمار في أفغانستان أن الصين قد زادت بشكل كبير من مصالحها الاقتصادية في أفغانستان مؤخرًا، مما شجع على استكمال بناء طريق يربط بين البلدين.

وقال المتحدث باسم وزارة الأشغال العامة الأفغانية: "أعربت الصين عن اهتمامها الكبير بالاستثمار في أفغانستان، لا سيما في قطاع التعدين، وسيكون هذا الطريق مفيدا لذلك أيضا".

ومؤخرا، استولت "طالبان" على مساحات شاسعة من تلك الأراضي كجزء من حملة واضحة للسيطرة على معابر الحدود الشمالية لأفغانستان.

وسعت الصين، أيضا، إلى الاستقرار في أفغانستان من أجل مشاريع البنية التحتية الإقليمية التي تسعى إليها بالفعل في باكستان المجاورة كجزء من استثمارات مماثلة تُعرف عالميا باسم "مبادرة الحزام والطريق".

وتبدو باكستان في قلب العلاقة المتنامية بين الصين وطالبان.

وتعرضت باكستان بدورها لنفوذ صيني من خلال العدد المتزايد من الاستثمارات الاقتصادية التي مولتها بكين هناك، ولا سيما الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني أو الممر الاقتصادي الباكستاني الذي يتدفق عبر مناطق في الشمال.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن عدم سقوط كابل ليس مضمونا كما يصر المسؤولون الأمريكيون على ذلك.

وفي اتصال هاتفي قبل أسبوعين، أكد الرئيس الصيني "شي جين بينج " للرئيس الأفغاني "أشرف غني"، "دعم الصين الثابت للحكومة الأفغانية".

لكن المسؤولين المطلعين على المداولات الداخلية يقولون إن هجمات "طالبان" فاجأت إدارة "بايدن" في سرعتها ونجاحها الواضح.

واستأنفت وزارة الدفاع الأمريكية في الأيام الأخيرة حملة قصف ضد مواقع "طالبان" لدعم القوات البرية الموالية للحكومة، رغم أن المتحدث باسم البنتاجون "جون كيربي" قال، الأربعاء، إن هذه العمليات تنتهي مع الانسحاب الكامل المخطط للقوات الأمريكية بحلول نهاية الشهر.

ولم يُظهر الرئيس "جو بايدن" الثلاثاء أي إشارات على استعداده للتراجع عن قراره بالانسحاب الكامل.

وقال "بايدن" للصحفيين في البيت الأبيض في إشارة إلى الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابل: "أعتقد أنهم بدأوا يدركون أنه يتعين عليهم الاجتماع سياسيا. سنواصل الحفاظ على التزامنا، لكنني لست نادما على قراري".

حرب أهلية

ومع اقتراب الموعد النهائي للانسحاب الأمريكي من أفغانستان، بدأت الصين في الاستعداد لما تعتبره حالات طارئة أكثر واقعية من شأنها أن تمنح كلا من بكين و"طالبان" ما تسعى إليه في المستقبل القريب.

يقول "تايلر جوست"، وهو أستاذ في جامعة "براون" يدرس اتخاذ قرارات الأمن القومي الصيني: "إذا كنت تشك في احتمال وصول حكومة جديدة إلى السلطة، فمن المفيد أن تكون في وضع جيد لمساومتها والحصول على تنازلات. في هذه الحالة، من المرجح أن تكون أي روابط محتملة بين الأفغان وشينجيانج في مقدمة أولويات صانعي القرار الصينيين".

ويبقى أن نرى ما إذا كانت طالبان ستفي بوعودها بحرمان المقاتلين الأجانب من الملاذ الآمن بعد أن أمضوا عقدين في رفض المطالب الأمريكية بتقديم تنازلات مماثلة بشأن تنظيم "القاعدة".

ومع ذلك، فإن الصين لا تثقل كاهل "طالبان" بالتوقعات البيروقراطية السامية للولايات المتحدة وشركائها الغربيين بشأن مستقبل أفغانستان.

يقول "جوست": "لا تضع بكين بالضرورة نفس التركيز على العوامل التي تعتبرها الولايات المتحدة أساسية لمستقبل أفغانستان، مثل الحفاظ على الانتخابات الديمقراطية أو حقوق الإنسان"

ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت نوايا الصين فيما يتعلق بـ"طالبان" ستمنحها ما تسعى إليه، كما يقول "يون سون"، مدير برنامج الصين في مركز ستيمسون.

ويقول "سون" إن أفغانستان قد تنهار في حرب أهلية طويلة الأمد؛ ما قد يقوض الترتيبات التي تسعى إليها الصين أو أي قوة أجنبية أخرى هناك.

لكن ما يتضح من تحركات الصين الأخيرة هو أن الأهداف الأمريكية المتغيرة لأفغانستان لم تنجح.

ويضيف "سون": "بشكل أساسي الاعتراف بشرعية طالبان يعني الفشل الكامل لحرب امتدت 20 عاما من قبل الولايات المتحدة في أفغانستان".

المصدر | يو اس نيوز+ ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الصين طالبان أفغانستان باكستان بايدن الصين طالبان أفغانستان باكستان بايدن

الصين تعلن استعدادها إقامة علاقات ودية مع طالبان

الصين: القيادة الحالية لطالبان أكثر عقلانية