موقع أمريكي: FBI اختلق وجود خلية إرهابية تابعة للقاعدة بعد هجمات سبتمبر

الأحد 15 أغسطس 2021 10:12 ص

كشف موقع  أمريكي، السبت، أن إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) إحباطه ما وصفها بـ "أكبر مؤامرة" في السنوات التي أعقبت هجمات 11 سبتمبر/أيلول، عبر الكشف عن خلية إرهابية تابعة لتنظيم ""القاعدة""، كان مجرد "خدعة واحتيال".

وذكر "إنترسبت" أن الخلية المزعومة لم تتضمن أي أسلحة، أو خطط، أو حتى تنظيم "القاعدة" نفسه، مشيرا إلى أن التهديد الغامض وغير المعقول الذي أطلقته مجموعة من عمال البناء في ولاية فلوريدا لتفجير مبانٍ أمريكية، من بينها برج سيرز في شيكاجو، من صُنع مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه، الذي سعى عملاؤه السريون إلى البحث عن هؤلاء الرجال وجنّدوهم، ووعدوهم بالمال، ودربوهم على مدار شهور لتوريطهم في مؤامرةٍ تهدف إلى ارتكاب أعمال عنف لم يكونوا ينوون ارتكابها فعلاً، ولم يمتلكوا حتى القدرة على تنفيذها.

وترتبط هذه القضية بالحي الفقير الذي يُمزقه العنف بمدينة ميامي، حيث عاش الـ7 رجال السود، المتورطون في الخلية المزعومة، وكان أكبر تحقيق أجراه المكتب الفيدرالي حولها بعد هجمات سبتمبر/أيلول.

ووُثقت محنة الرجال السبعة (معظمهم من هايتي) في فيلم وثائقي جديد من إنتاج "فرونت لاين" بعنوان "في ظلال 11 سبتمبر" للمخرج البريطاني "دان ريد"، وأورد أن مخبرين تلاعبا بالرجال السبعة كي يُعلنوا ولاءا كاذبا للقاعدة.

وعلق "ريد" على ذلك بقوله: "الأمر كان سخيفاً جداً، ولا يكاد يُصدَّق. لمْ أفهم كيف ورط هؤلاء الرجال أنفسهم في ذلك المأزق".

ويشير "إنترسبت" في هذا الصدد إلى أن قصة الرجال السبعة، الذين حُكم على 5 منهم بأحكام بالسجن بلغ مجموعها 43 عاماً، تعدّ حكاية منسيَّة تماماً حول المدى الذي صُرح للوكالات الحكومية بأن تصل إليه في فترة الهلع التي تلت أحداث 11 سبتمبر/أيلول، وحول السخافات التي باعها جهاز العدالة الجنائية الأمريكي للجمهور باسم الأمن القومي.

ومهدت القضية الطريق لمئات من العمليات التي تُسمى عمليات "اللدغ" بمكتب التحقيقات الفيدرالي في السنوات التالية، حيث واصل المكتب تأطير الأفراد الذين كانوا في الغالب فقراء وسذجاً بقدرات مشكوك فيها على التخطيط بشكل مستقل لأي هجمات.

وكان زعيم الخلية الإرهابية المزعومة "نارسيل باتيست" صاحب عمل في مجال البناء، ومُعلماً روحياً غريب الأطوار يتبعه عدد قليل من الرجال المخلصين لمعبد Moorish Science بأمريكا، وعقيدتهم خليط بين المسيحية واليهودية والإسلام، وتتمحور قضيتهم حول تحسين الأحوال المعيشية للأفارقة الأمريكيين.

أغلب أتباع "باتيست" كانوا من الشباب الفقراء الذين يجوبون شوارع مدينة ميامي. ومع تنصيبه لنفسه "زعيماً إلهياً" لهم راحوا يُقدمون تدريبات على الفنون القتالية وتعاليم روحية لأطفال الحي.

وبحسب الرواية الرسمية، فقد علِم مكتب التحقيقات الفيدرالي بالمجموعة عندما أدلى كاتب متجر يمني كان يعمل مخبراً في إدارة شرطة نيويورك للمكتب بمعلومة، مفادها أن المجموعة طلبت منه إجراء اتصال مع تنظيم "القاعدة".

هذه المعلومة بدت غير محتملة حتى بالنسبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، لكنه استأجر الكاتب كمخبر ولفَّق مخططاً لتقديم المجموعة إلى مخبر آخر ادَّعى أنه على صلة بزعيم تنظيم "القاعدة" آنذاك "أسامة بن لادن".

استغل "باتيست"، الذي كان يكافح لسداد الديون المتعلقة بالأعمال التجارية، ما ظن أنها فرصة للاحتيال على الرجلين من أجل الحصول على المال، وهما من جهتهما ظلا يعدانه به، بينما كانا يقودانه تدريجياً للإدلاء ببيانات أكثر عن تأييده لـ"القاعدة". وهو من جهته ظل يسايرهما.

في هذا الإطار، وافق "باتيست" على تزويد أحد المخبرين بقائمة بالعناصر التي يُفترض أنه يحتاجها لتنفيذ هجوم في شيكاجو، وضمن ذلك أحذية تصل إلى الركبة.

وأضاف "باتيست"، الذي أظهره فيديو المراقبة لمكتب التحقيقات الفيدرالي، وهو يكافح للتمييز بين مسدس ومدفع رشاش أمام المحقق الصلب الذي يحقق معه: "كان عليَّ أن أختلق شيئاً ما في ذلك الوقت وهناك. لم أكن أعرف أسماء أسلحة. لم أمتلك سلاحاً في حياتي".

لكن تحت ضغط المخبرين، كرر "باتيست" قَسم الولاء المكتوب بشكل غريب لـ""القاعدة""، وأقنع، بكل حسم، شركاءه الستة بفعل ذلك أيضاً.

عقب ذلك، أدلى "باتيست" بتصريحات مفجعة حول مؤامرة مختلقة لتفجير المباني وإطلاق النار على الناجين، متفاخراً في وقت ما بأنها ستكون "أكبر من 11 سبتمبر/أيلول".

وبعد مزيد من الضغط، وافق "باتيست" على القيادة حول ميامي، في سيارة وكاميرا وفرهما مكتب التحقيقات الفيدرالي، لالتقاط صور للمباني الفيدرالية.

واعتقد "باتيست" طوال المحنة أنه كان يخدع مخبري مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين كانوا هم أنفسهم يصنعون تهديداً يعلمون أنه ليس حقيقياً. وكان الهدف النهائي لكلا الطرفين هو جني الأموال.

إلا أن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين يعملون مع المخبرين لإنشاء اللدغة، لم يعتقدوا أن التهديد كان حقيقياً، ومع ذلك فقد استشهدت وزارة العدل الأمريكية بـ"أعمال باتيست العلنية" لتوجيه تهم به تتعلق بالإرهاب.

ووصفت الوزارة تلك القضية آنذاك بأنها "انتصار كبير" في حربها التي بدأت حديثاً على "الإرهاب".

وإزاء تلك المعلومات، خلص "في ظلال 11 سبتمبر/أيلول" إلى أن الضحايا ليسوا الرجال السبعة وعائلاتهم فحسب، بل هو أيضاً الشعب الأمريكي، الذي "لفقت حكومته الخوف لتبرير سلطاتها".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

القاعدة fbi 11 سبتمبر جون بيستول أمريكا

FBI يكشف بالخطأ اسم مسؤول سعودي دعم منفذي هجمات سبتمبر.. تعرف عليه

أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر تتحدث عن إتلاف أدلة تربط السعودية بالجناة