ألمح وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" إلى عدم ممانعة واشنطن التعامل مع حكومة تسيطر عليها حركة "طالبان" أو تشارك بها في أفغانستان، قائلا إن "الولايات المتحدة يمكنها العمل مع أية حكومة أفغانية تحترم حقوق الجميع، بما فيها النساء والأقليات، ولا تمنح أراضيها ملجأ للإرهابيين"، على حد قوله.
وأضاف "بلينكن"، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، بالتزامن مع حصار بدأته حركة "طالبان" على العاصمة الأفغانية كابل، حيث يتواجد مقاتلوها على تخوم المدينة، وسط أنباء عن بدء دخولها، أن "أفغانستان ستكون دولة منبوذة إذا لم تحترم طالبان حقوق الإنسان حينما تكون في السلطة".
وعبر "بلينكن" عن دهشته من سرعة تراجع قوات الحكومة الأفغانية أمام قوات "طالبان"، معتبرا أن القوات الأفغانية لم تكن قادرة على الدفاع عن أفغانستان.
ورفض الوزير الأمريكي تحميل إدارة الرئيس "جو بايدن" مسؤولية ذلك الأمر، قائلا إن الانسحاب من أفغانستان كان ضروريا، وأن إدارة "بايدن" جاءت إلى البيت الأبيض بينما كانت "طالبان" في أوج قوتها بأفغانستان.
وقال "بلينكن" إن "الفكرة القائلة بأنه كان من الممكن الحفاظ على الوضع الراهن من خلال إبقاء قواتنا هناك خاطئة"، مضيفا أن التركيز الأساسي هو إخراج جميع الأمريكيين من البلاد بأمان.
وردا على سؤال من "سي إن إن" حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد عرضت على حركة "طالبان" أي شيء مقابل وعد بممر آمن للأمريكيين وغيرهم للخروج من أفغانستان، قال "بلينكن" إن واشنطن لم تطلب شيئا من الحركة، ولكن أخبرتها أنهم إذا تدخلوا مع أفرادنا، وعملياتنا ونحن نمضي قدمًا في هذا الانسحاب، فسيكون هناك رد عسكري سريع وحاسم.
وفي وقت سابق، قالت "سي إن إن" إن الممثل الأمريكي الخاص لأفغانستان "زلماي خليل زاد"، طلب من مقاتلي "طالبان" عدم دخول كابل حتى يتم إجلاء المواطنين الأمريكيين، وفقًا لمصدر مطلع على المناقشات.
ومساء الأحد، قالت حركة "طالبان" إنها أمرت قواتها بالدخول إلى كابل، بعد فرار الشرطة والقوات الأمنية بالعاصمة، وقالت إن القرار جاء لمنع حدوث عمليات سرقة وفوضى، وذلك بعد أن كانت قالت، في وقت سابق، الأحد، إنها لا تريد دخول العاصمة بالعنف وأنها أمرت مقاتليها بالمرابطة على تخوم كابل وعدم دخولها.