اعتبر "يوسي كوبرواسر" القائد السابق لشعبة البحوث التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، أن هناك عدة دروس مستفادة من عودة حركة "طالبان" للسيطرة على أفغانستان بالتزامن مع انسحاب القوات الأمريكية.
وقال "كوبرواسر" في تحليل نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" إن الدرس الأول هو أن اعتماد إسرائيل بشكل كامل على واشنطن يحمل بين طياته مخاطر عميقة، مضيفا أن تل أبيب يجب أن تعترف بأن هناك قيودا للغطاء الذي توفره أمريكا.
وتابع: "ينبغي (على إسرائيل) دراسة أسس الدفاع عن النفس بالقوة الذاتية، وعدم الاعتماد بشكل كلي على الدعم الأمريكي.. وأن هذا الأمر يتناسب مع الصراع الذي تخوضه إسرائيل ضد النفوذ وضد البرنامج النووي الإيراني".
ولفت إلى أن "الأمريكيين يبدون نوعا من التردد فيما يتعلق برد الفعل إزاء سلسلة من الاستفزازات من جانب إيران، وحتى من جانب الفلسطينيين".
وعقب قائلا: إن "تولي إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حماية أمنها بشكل مباشر في الضفة الغربية وفي غور الأردن أثبت إلى أي مدى يعد أمرا إيجابيا".
وذكر أن ما حدث في أفغانستان "يوفر فرصة سانحة أمام إسرائيل، لترسيخ وتوسيع بمعاهدات التطبيع المعروفة باسم باتفاقات إبراهيم، والعمل على تعزيز العلاقات مع دول أخرى لديها شعور بالإحباط من الأداء الأمريكي".
ودعا "كوبرواسر" إلى ضرورة أن تستغل إسرائيل الأزمة الاقتصادية التي تواجهها إيران وأذرعها في أنحاء الشرق الأوسط.
ورأى "كوبرواسر" أن "تقليص دور أمريكا كقوة عظمى دولية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، بداية من عهد دونالد ترامب، وصولا إلى الإدارة الحالية، وما نجم عنه من تطورات سيكون دليلا إضافيا على الضعف الأمريكي النابع من فقدان الاستعداد لدفع ثمن الحرب المستمرة ضد التطرف".
وأشار إلى أن هذا التطور من شأنه أن يعزز وضع إيران وتنظيمي "القاعدة" و"داعش"، فضلا عن جماعة "الإخوان المسلمين"، وسيشجعهم على تحدي أمريكا وحلفائها، من بينهم إسرائيل.
