وسط غياب غربي مرجح للزيادة في المستقبل، تحاول الصين وروسيا استغلال الأوضاع الجديدة في أفغانستان والقيام بمغامرة كبرى مع حركة "طالبان" التي نجحت في السيطرة مؤخرا على مقاليد السلطة في الدولة الحبيسة التي تقع في آسيا الوسطى.
ووفق صحيفة "التايمز" البريطانيةP فإن الصين وروسيا تقومان بترتيب أوراق خطة مصالحهما التي يسعون إلى تحقيق أهدافها مع الحكام الجدد لأفغانستان.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي سارعت فيه السفارات الغربية بإخلاء دبلوماسييها وإحراق وثائقها السرية بعد انهيار الحكومة الأفغانية وسيطرة "طالبان"، كانت سفارتا الصين وروسيا بشكل معتاد.
وفي الوقت الذي طالب فيه رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" الحلفاء الغربيين بعدم الإسراع في الاعتراف بحركة "طالبان"، فإن روسيا والصين لم يقدما أي التزام حول هذا الأمر، حيث أطلقا بالفعل علاقاتهما الودية مع الحركة المتمردة.
ولفتت الصحيفة إلى أن التهديدات التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها بتحويل أفغانستان إلى دولة "مارقة" إذا عادت "طالبان" إلى الأساليب الوحشية سوف تكون جوفاء، ولن يكون لها تأثير كبير، إذا ما قررت روسيا والصين السير في الاتجاه المعاكس.
وأوضحت أن روسيا والصين يملكان حق النقض (الفيتو)، في مجلس الأمن، وهو المنتدى الذي نجحت الصين في منعه من شن إجراءات انتقامية ضد ممارسات حلفائها المناهضة لحقوق الإنسان.
وقالت إن "الصين تستطيع تقديم شريان حياة اقتصادي لأفغانستان، إذا تلاشى الدعم الغربي".
وذكرت الصحيفة أن الصين تتطلع إلى فرص التعدين الواعدة في أفغانستان منذ سنوات، لكن الصراع في الدولة منع ذلك، لديها عقد لاستغلال منجم نحاس كبير جنوب كابل، لكنها لم تتمكن من استغلاله بشكل كامل.
وكان تقرير في عام 2014 أشار إلى أن الجبال غير المأهولة في أفغانستان قد تحتوي على ما يقرب من تريليون دولار من المعادن الأرضية النادرة القابلة للاستخراج.
وفي نفس الوقت، فإن أفغانستان عارضت طويلا دخول مبادرة الحزام والطريق الصينية، إلا أن هذا ربما يتغير الآن.
كما تعهدت "طالبان" بعدم التدخل في الشؤون الداخلية الصينية، والتي تتضمن حملة القمع التي تمارسها بكين ضد أقلية الإيجور المسلمة في إقليم شينجيانج.
في المقابل، فإنه من المتوقع أن تتغاضى الصين عن انتهاكات "طالبان" على طول الحدود الأفغانية.
وأشارت الصحيفة إلي أن انتصار "طالبان" ربما يعيد رسم الخريطة الاستراتيجية في آسيا الوسطى، بينما يخاطر الغرب بأن يتراجع دوره أمام خصومه في المنطقة.