استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أبعاد الهزيمة الأمريكية فى أفغانستان

الاثنين 23 أغسطس 2021 11:58 ص

أبعاد الهزيمة الأمريكية فى أفغانستان

السبب الجوهرى للهزيمة الأمريكية فى أفغانستان كان غطرسة الإمبراطورية.

لم يهتم الأمريكيون بفهم المجتمع الأفغانى بتعقيداته العرقية والإثنية والثقافية والاجتماعية.

القائمون على غزو أفغانستان واحتلالها لم يقرأوا التاريخ ولا تعلموا دروسه بل كانوا يقولون علنًا إن التاريخ والحاضر ليس مهمًا لأنهم «بصدد تغييره».

اعتبر المحتلون أن القوة العسكرية الأمريكية الاستثنائية قادرة على إيجاد نتائج مختلفة لاحتلال تقليدى انتهى زمنه بهزائم واضحة حول العالم وبأفغانستان نفسها.

*     *     *

بعدما انسحبت الولايات المتحدة من أفغانستان، باستثناء 650 جنديًا فقط لتأمين سفارتها ومطار كابول، مع الإبقاء على قوة أمريكية من 3500 جندى بالكويت لمواجهة التبعات، عادت وأعلنت مؤخرا عن إرسال 3000 جندى لتأمين إجلاء بعض الأمريكيين العاملين بسفارتها هناك.

وقد جاء الإعلان عقب استيلاء حركة طالبان على قندهار متوجة بذلك سيطرتها على 80% من أراضى أفغانستان.

اللافت أن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، نيد برايس، استخدم تعبير «تغيير موقع» المدنيين بالسفارة، من كابول لأمريكا، ورفض بإصرار تعبير «الإجلاء».

أكثر من ذلك رفض برايس الإفصاح عن عدد الذين سيتم إجلاؤهم، وإن كانت ضخامة عدد القوات تقدم الإجابة. وهو ظل يردد «أولوية حماية الأمريكيين» جنبًا لجنب مع تعبير بالغ السيولة يؤكد على الإبقاء على «العلاقة الدائمة مع الشعب الأفغانى».

والأغرب فى ذلك المؤتمر الصحفى كان أن المتحدث باسم الخارجية رفض الإفصاح عما إذا كانت السفارة الأمريكية ستظل فى موقعها الحالى، بعدما ترددت أنباء عن احتمال نقل أعمالها لمطار كابول!

غير أن المسكوت عنه فى كل ذلك أن الولايات المتحدة لم تعد تسعى للنصر ولا هى اعترفت بالهزيمة بعد احتلال دام عشرين عامًا كلفها 2 تريليون دولار، خصوصًا بالنظر للأهداف التى أعلنتها وقت الغزو.

فهى لم تهزم طالبان، ولم تُنشئ قوات أفغانية فاعلة، ولم تبنِ نظام حكم قويًا، ولا هى طبعًا «حررت المرأة الأفغانية»، هذا فضلًا عما خلفته وراءها من كوارث للمجتمع الأفغانى.

فعلى سبيل المثال، ووفقًا لمعهد واتسون للشؤون الدولية، ففى الفترة الممتدة من 2017 حتى 2020 وحدها، ازداد عدد الضحايا المدنيين بنسبة 330%. وقد وصل عدد الضحايا الأفغان منذ الغزو إلى 240 ألفًا على الأقل، فضلًا عن أعداد هائلة من المصابين واللاجئين.

وقد فاقمت تبعات الاحتلال معدلات الفقر وسوء التغذية والتلوث البيئى وأدت لتدهور الرعاية الصحية، فضلًا عن انتشار الآلاف من مختلف أنواع الذخيرة الحية والتى تنفجر عند الاقتراب منها لتصيب عشرات الآلاف من المدنيين، خصوصًا الأطفال.

وأسطورة «تحرير المرأة الأفغانية» لم تكن أقل وطأة. وهى الأسطورة التى روجت لها أعلى مستويات السلطة بأمريكا. فلا أحد نسى ما قالته لورا بوش وقتها من أنه بفضل الغزو «لم تعد المرأة الأفغانية حبيسة منزلها»!

ففضلًا عن أن تحرير المرأة فى أى مجتمع لا علاقة له بالقنابل، فإن ما أنفقته الولايات المتحدة على تحسين أوضاع المرأة كان نسبة ضئيلة للغاية من ميزانية الاحتلال منذ البداية.

ووفقًا لـ«نيويورك تايمز»، فإن الإنفاق الأمريكى على الاحتلال طوال العقدين «كان يزيد بمقدار ألف مرة عن الإنفاق على تحسين أوضاع المرأة». وحتى التحسن النسبى فى مجال تعليم المرأة، فقد تعلق بالنخب الحضرية أكثر من غيرها. والحكومات الأفغانية التى نصبتها أمريكا لم تكن، فى الواقع، أفضل حالًا من طالبان فيما يتعلق بالمرأة.

والحقيقة أن السبب الجوهرى للهزيمة الأمريكية فى أفغانستان كان فى تقديرى ما يمكن أن نسميه غطرسة الإمبراطورية. فالقائمون على غزو أفغانستان واحتلالها لم يقرأوا التاريخ ولا تعلموا دروسه بل كانوا يقولون علنًا إن التاريخ والحاضر ليس مهمًا لأنهم «بصدد تغييره».

ولم يهتموا أيضًا بفهم المجتمع الأفغانى بتعقيداته العرقية والإثنية والثقافية والاجتماعية. كانوا يعتبرون أن القوة العسكرية الاستثنائية للولايات المتحدة قادرة على إيجاد نتائج مختلفة لاحتلال تقليدى انتهى زمنه بهزائم واضحة ليس فقط حول العالم وإنما فى أفغانستان نفسها.

* د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية المساعد، باحثة في النظام السياسي الأمريكي.

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

الهزيمة الأمريكية، أفغانستان، الولايات المتحدة، التاريخ، غطرسة الامبراطورية،

تركي الفيصل: هزيمة أمريكا بأفغانستان تنذر بتحولات كبرى في موازين القوى