استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

تحديات الأزمة الدبلوماسية المغربية الجزائرية ومصالح إسبانيا

الأحد 29 أغسطس 2021 10:36 ص

تحديات الأزمة الدبلوماسية المغربية-الجزائرية ومصالح إسبانيا

كيف ترى إسبانيا قرار الجزائر عدم تجديد أنبوب الغاز الذي يمر إليها عبر المغرب؟

قررت الجزائر عدم تجديد اتفاقية مرور أنبوب الغاز الذي ينطلق من الأراضي الجزائرية ويمر عبر المغرب وينتهي في إسبانيا.

لن تتأثر إسبانيا نهائيا بالقرار الجزائري بحكم وجود أنبوب غاز بديل يعمل منذ 2012 من غرب الجزائر لجنوب إسبانيا وقدرته 16 مليار متر مكعب سنويا.

تتبنى الدول الأوروبية خاصة فرنسا وإسبانيا استراتيجية توازن في العلاقات مع المغرب والجزائر فهما شريكان بمحاربة الهجرة والجريمة وتوفير استثمارات هامة.

ثمة موقف أسباني يطالب بالحفاظ على أنبوب الغاز عبر المغرب ورفع صادراته وصادرات أنابيب أخرى لتصبح إسبانيا نقطة توزيع الغاز لنفسها والبرتغال وفرنسا ومد أنبوب لبريطانيا.

*     *     *

قطعت الجزائر العلاقات الدبلوماسية مع المغرب في تصعيد جديد في العلاقات الثنائية، كما قرر هذا البلد عدم تجديد اتفاقية مرور أنبوب الغاز الذي ينطلق من الأراضي الجزائرية ويمر عبر المغرب وينتهي في إسبانيا.

وهذه القرارات تحمل انعكاسات في غرب البحر الأبيض المتوسط، حيث تجد باريس ومدريد نفسهما في موقف حرج للغاية. ويكفي أن أزمة ملف وجود زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا للعلاج ارتبط في البدء بالغاز أكثر من نزاع الصحراء.

وتحرص الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا وإسبانيا دائما على تبني استراتيجية توازن في العلاقات مع المغرب والجزائر، فهما بلدان رئيسيان في محاربة الهجرة والإجرام المنظم ويتوصلان بنسبة هامة من الاستثمارات علاوة على صفة الجزائر كمصدر رئيسي للغاز ونسبيا النفط لكل من إسبانيا والبرتغال وإيطاليا ومرشحة لدول أوروبية أخرى مثل فرنسا.

وأوردت جريدة «الموندو» في عدد الجمعة من الأسبوع الجاري مقالا تحليليا تبرز فيه القلق الذي يسيطر على حكومة مدريد خوفا من قيام المغرب أو الجزائر بمطالبتها والضغط عليها لتبني موقف سياسي لصالح هذا البلد أو ذلك بعد أزمة قطع العلاقات بينهما.

وعمليا، كانت أزمة استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي للعلاج من كوفيد خلال نيسان/أبريل الماضي، وهي الجبهة التي تنازع المغرب السيادة على الصحراء الغربية، مفجرا لأحدى الأزمات الكبرى بين الرباط ومدريد خلال العقود الأخيرة!

ولا تتجاوزها إلا أزمة جزيرة ثورة صيف 2002 المرتبطة بالطابع الجيوسياسي لأنابيب الغاز الجزائرية نحو إسبانيا سواء المغاربي-الأوروبي الذي دخل الخدمة سنة 1996 وسينتهي نهاية تشرين الأول/أكتوبر المقبل أو «ميد غاز» الذي ينطلق من الجزائر بحرا إلى ألمرية الأندلس ودخل الخدمة سنة 2012.

وبررت دبلوماسية مدريد استقبال غالي باستحالة رفض طلب للجزائر التي توفر قرابة النصف من الغاز للسوق الإسبانية.

وهكذا، كانت مدريد تدرك احتمال أن يتسبب استقبالها لإبراهيم غالي في أزمة مع المغرب، وحدث ذلك بالفعل وسحب الأخير سفيرته كريمة بنعيش التي لم تعد حتى الآن، ولكنها فضلت إرضاء الجزائر حفاظا على مصالحها في الطاقة على حساب غضب المغرب.

والتساؤل هو: كيف ترى إسبانيا قرار الجزائر باحتمال عدم تجديد أنبوب الغاز الذي يمر عبر المغرب؟ في البدء، لن تتأثر إسبانيا نهائيا بالقرار الجزائري بحكم وجود أنبوب غاز بديل يعمل منذ سنة 2012 وينطلق من غرب الجزائر إلى جنوب إسبانيا وقدرته 16 مليار متر معكب سنويا، أي ثلث أكثر من الأنبوب الذي يمر عبر المغرب. وتوجد ثلاثة مواقف وسط الدولة الإسبانية بشأن هذا الملف، وهي:

الموقف الأول: وهو كلاسيكي يفضل دائما الحصول على الغاز مباشرة من الجزائر بدون المرور بدولة، أي المغرب، تجمعها بإسبانيا علاقات متوترة بين الحين والآخر. وكان هذا الطرح قد ظهر أساسا مع أزمة جزيرة ثورة سنة 2002. وكان هذا التيار وراء تشجيع الجزائر إنشاء الأنبوب الثاني. وكان معهد الدراسات الاستراتيجية «ريال إلكانو» قد نشر دراسات حول الموضوع بعد أزمة جزيرة ثورة.

الموقف الثاني: تيار يعتقد في ضرورة خلق مصالح اقتصادية متشابكة غرب البحر الأبيض المتوسط بين الدول الأعضاء من أجل إرساء السلام والتفاهم، ويرى في الأنبوب الذي يمر عبر المغرب انطلاقا من الجزائر عنوانا لهذا التعاون.

يستشهد هذا التيار بالتعاون في مجال الغاز بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي وخاصة ألمانيا عبر الأنبوب المتعدد الذي يحمل اسم «نورد ستريم» إذ رغم التوتر القائم بين الغرب وروسيا ويصل الى مستوى الحرب الباردة يتم الحفاظ على التعاون الاقتصادي العميق مثل مجال الطاقة، وفي هذه الحالة الغاز.

الموقف الثالث: وهو موقف يطالب بالحفاظ على أنبوب الغاز بل والرفع من صادراته وصادرات الأنابيب الأخرى لتتحول إسبانيا إلى نقطة رئيسية لتوزيع الغاز لنفسها وللبرتغال وفرنسا بل والتفكير في مد الأنبوب إلى بريطانيا عبر فرنسا.

وطرحت بريطانيا سنة 2016 ضرورة الاهتمام بالغاز الجزائري علاوة على القطري ليكون ضمن البدائل للغاز الروسي إبان الأزمات. وفكرة الأنبوب العابر لإسبانيا وفرنسا ثم بريطانيا مطروحة ولكنها لم تتبلور بالشكل الكافي حتى الآن.

* د. حسين مجدوبي كاتب صحفي مغربي

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

الجزائر، المغرب، الأزمة الدبلوماسية، أنبوب الغاز، أسبانيا، فرنسا، إبراهيم غالي،

ما الذي يدفع التوترات المتصاعدة بين الجزائر والمغرب؟

لبحث نقل الغاز الطبيعي.. وزير خارجية إسبانيا يزور الجزائر الخميس

إسبانيا تعتبر اتفاقية الصيد بين المغرب وأوروبا أولوية