تحقق وزارة العدل الأمريكية في تورط اثنين من كبار المسؤولين الأولمبيين من الكويت، أحدهما يشتهر بأنه "صانع الملوك" في انتخابات اللجنة الأولمبية الدولية، والآخر رئيس الهيئة الحاكمة الدولية للسباحة، للاشتباه في الابتزاز والرشوة المتعلقة بالفيفا وسياسة كرة القدم الدولية، وفقًا لوثائق حصلت عليها وكالة "أسوشيتيد برس".

وقدمت السفارة الأمريكية في الكويت طلبًا رسميًا إلى السلطات المحلية عام 2017 للمساعدة في تأمين الأدلة بما في ذلك سجلات الحسابات المصرفية المتعددة الموجودة في الدولة الخليجية، وفقًا لإحدى الوثائق.

وتضمن الطلب وثيقة بتاريخ 7 يونيو/حزيران 2017 بعنوان: "طلب مساعدة في التحقيق مع الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح، وحسين المسلم، ورضا شريم، ووحيد كرداني، وآخرين".

وتؤكد الوثائق أن الشيخ "الفهد" يخضع للتحقيق وتحقق الحكومة الأمريكية مع مسؤولين أجانب رفيعي المستوى كجزء من تحقيق الفيفا الواسع الذي بدأ منذ أكثر من عقد.

وقال الشيخ "الفهد" لوكالة "أسوشييتد برس" هذا الأسبوع عن الطلب الأمريكي: "طلبت من الكويت أن تمنحهم كل شيء". "ليس لدي شيء أخفيه".

وتولى "المسلم"، وهو حليف مقرب للشيخ "أحمد الفهد"، منصب رئيس الهيئة الإدارية للسباحة FINA في يونيو/حزيران وعلى مدى 16 عامًا الماضية كان المدير العام للمجلس الأولمبي الآسيوي.

وفي أولمبياد طوكيو في يوليو/تموز الماضي ، أخبر "المسلم" "أسوشييتد برس" أنه لم يرتكب أي خطأ ولم يتم استجوابه بشأن القضية من قبل السلطات الأمريكية.

ولم تعلق FINA على الفور على القضية الخميس، بينما رفضت اللجنة الأولمبية الدولية القيام بذلك.

ويحاكم الشيخ "الفهد" حاليا في جنيف بشأن نزاع بين الفصائل السياسية في العائلة المالكة في الكويت.

ونفى ارتكاب أي مخالفات وقال إن هذه القضية لها دوافع سياسية.

ويُنظر إلى الشيخ البالغ من العمر 58 عامًا على أنه أمير محتمل في المستقبل للمملكة الغنية بالنفط، وهي مكانة غذت المنافسة.

وبعد الكشف عن لائحة الاتهام في جنيف قبل 3 سنوات، وافق الشيخ "الفهد" على التنحي مؤقتًا عن اللجنة الأولمبية الدولية ورئاسة اتحاد اللجان الأوليمبية الدولية ANOC وله تأثير في انتخابات كرة القدم الآسيوية.

وكشفت وثيقة وزارة العدل التي اطلعت عليها وكالة "أسوشييتد برس" تفاصيل مدفوعات يبلغ مجموعها حوالي مليون دولار من الكويت - تم نقلها من حسابات شخصية يحتفظ بها 3 من الرجال والمنظمات الأولمبية التي يديرها الشيخ -إلى مسؤول الفيفا من جوام.

واعترف هذا الرجل، المواطن الأمريكي "ريتشارد لاي"، بتهم التآمر المالي في محكمة فيدرالية في أبريل/نيسان 2017 ووافق على دفع 1.1 مليون دولار كغرامات. لم يتم الحكم عليه بعد.

ويعتبر الشيخ "الفهد" و"المسلم" متآمرين في عام 2017 من وثائق المحكمة الفيدرالية في تلك القضية. واعترف "لاي" بتلقي رشاوى من فصيل كويتي أراد شراء النفوذ والأصوات في كرة القدم الآسيوية والعالمية.

ومنذ عام 2013، يدير الشيخ "أحمد الفهد" وحلفاؤه الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. إنهم يسيطرون على معظم أصوات هيئة كرة القدم البالغ عددها 46 في اجتماع FIFA السنوي الذي يضم 211 عضوًا ، ويمكنهم تعيين أشخاص في لجان FIFA.

ونفى الشيخ "أحمد الفهد"، و"المسلم" ارتكاب أي خطأ في قضية الفيفا، ولم يتم توجيه اتهامات لهما واستمرا في عملهما الأولمبي على الرغم من تورطهما في دفع رشاوى.

ولم تدل السلطات الأمريكية بأي تعليق آخر.

وقالت المتحدثة باسم وزارة العدل "نيكول نافاس أوكسمان" في بيان إلى وزارة العدل: "من حيث السياسة، لا تعلق وزارة العدل علنًا على طلبات المساعدة القانونية المتبادلة من وإلى البلدان الشريكة لنا، بما في ذلك تأكيد أو إنكار وجود مثل هذه الطلبات".

وفي الأسبوع الماضي، أعادت وزارة العدل التأكيد على التزامها بتحقيقها الأوسع في الفيفا عندما أعلنت دفع عشرات الملايين من الدولارات من الأموال المصادرة ومصادرتها من مسؤولي كرة القدم الفاسدين إلى سيطرة الفيفا كتعويض.

وقال "مايكل ج. دريسكول" من مكتب نيويورك الميداني التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي في بيان الأسبوع الماضي: "عملنا لم ينته بعد، لن نستسلم حتى يرى الجميع العدالة لما لقد فعلوا".

وتظهر الوثائق التي اطلعت عليها وكالة "أسوشييتد برس" أنه في غضون أسابيع من اعتراف "لاي"، طلبت وزارة العدل من السلطة المركزية لدولة الكويت المساعدة في الحصول على أدلة محتملة.

وذكرت أن المدعين الفيدراليين في نيويورك يحققون فيما إذا كان الرجال المذكورون وغيرهم "انتهكوا القوانين الجنائية للولايات المتحدة من خلال تقديم و/أو قبول و/أو تسهيل الرشاوى والرشاوى وأنواع أخرى من المدفوعات غير المشروعة (لمسؤولي الفيفا) وغسل مدفوعات الرشوة هذه. والعائدات، وهو سلوك يشكل أيضًا ابتزازًا".

وكشف أن حساب ANOC ، في البنك الأهلي، تم استخدامه لتحويل دفعتين بقيمة 50 ألف دولار لكل منهما في عام 2015.