اعتبرت وكالة "بلومبرج" أن كلمة السر وراء المساعي التركية الرامية لإدارة مطار "حامد كرازي" الدولي بالعاصمة الأفغانية كابل، هي مخاوف نظام الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" من تدفق اللاجئين الأفغان المحتمل إلى أراضي بلاده.

وقالت الوكالة إنه عادة ما تمضي غالبية اللاجئين الأفغان تجاه باكستان وإيران اللتين استقبلتا عددا كبيرا منهم خلال سنوات الحرب التي مضى عليها 40 عاما، لكن عددا لا يستهان به منهم يختار تركيا كوجهة له على أمل الوصول إلى أوروبا.

وذكرت أن تركيا تعتبر من أكثر التجمعات في العالم للاجئين، وهناك أكثر من 3.7 مليون لاجئ في البلد، حسب إحصائيات المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وأشارت إلى أن غالبية اللاجئين في تركيا سوريون فيما يصل عدد الأفغان في تركيا إلى 13 ألف لاجئ وهو عدد كبير.

واستشهدت الوكالة بتصريحات للرئيس التركي قال فيها إنه لا يريد تحول بلاده إلى "غرفة انتظار" حتى تحين فرصة خروج.

ورغم تلقي تركيا مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي للعناية باللاجئين إلا أن مجرد وجودهم يعتبر مصدرا لعدم الاستقرار السياسي والمشاكل للرئيس.

وأدت مظاهر الحنق على الأجانب بين الأتراك إلى حوادث عنف في أنقرة. وكان السوريون هم الأكثر تضررا منها ولكن الأفغان الذين يصلون إلى تركيا سيجدون أمامهم استقبالا معاديا.

وبالنسبة لـ"أردوغان" الذي تتراجع شعبيته وسط تراجع في الاقتصاد فالثمن السياسي لموجة جديدة من اللاجئين يفوق أي مساعدات مالية من الاتحاد الأوروبي، وفقا لـ"بلومبرج".

وذكرت الوكالة أن الجانب التركي يرى أنه من الأفضل إقناع "طالبان" بممارسة حكم لين وسيطرة متشددة على الحدود لإبقاء الأفغان داخل حدود بلدهم، كما سيعطي التأثير التركي على كابل رأسمالا سياسيا لأنقرة لدى الناتو ومع إدارة "جو بايدن".

وذكر الوكالة أن إدارة مطار كابل بالنسبة بالرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" هي طريقة لبناء موطئ قدم لها في أفغانستان للتأثير على "طالبان".

لكن النظام التركي يشعر حاليا بحالة من الترقب والقلق، بعد عدم إبداء "طالبان" أي رغبة في قبول عرض أنقرة السابق بحراسة المطار واعتبروا هذا الأمر بمثابة نكسة، ما دفعهم لتقديم العرض بصيغة أخرى.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أن الشركات الخاصة وليس القوات التركية قد تقدم الأمن للمطار.

وسواء تعاونت تركيا مع "طالبان" من خلال الرجال بالزي العسكري أو بزي الشركات فإن "أردوغان" راغب بلعب دور رئيسي في إدارة البوابة الأساسية لأفغانستان على العالم.