واشنطن بوست: محاولة بن لادن لتغيير العالم انعكست سلبا على تنظيم القاعدة 

الثلاثاء 7 سبتمبر 2021 11:17 م

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، أن محاولة زعيم تنظيم "القاعدة" الراحل "أسامة بن لادن" لتغيير العالم عبر تنفيذ هجمات 11 سبتمبر/أيلو 2001، انعكست سلبا على تنظيمه، ولا تزال تلك التداعيات مستمرة حتى الآن على الجماعة التي تفرق شملها حول العالم.

وأشارت الصحيفة إلى أن "بن لادن" الذي كان يحلم بتوحيد المسلمين وتدمير أسطورة أمريكا التي لا تقهر، كان يأمل أن تعمل هجمات سبتمبر/أيلول على دفع الأمريكيين لمطالبة حكومتهم بوقف تدخلاتها العسكرية في الخارج.

ولكن بدلا من ذلك، والحديث للصحيفة، حشدت الهجمات المواطنين وراء أطول حرب أمريكية في الخارج والتي امتدت لأكثر من 20 في أفغانستان، ولم تنته إلا قبل أيام أسابيع عندما سحبت واشنطن قوات العسكرية من هناك في 31 أغسطس/آب المنصرم.

وتابعت الصحيفة الأمريكية، أنه جانب ذلك، أثارت هجمات 11 سبتمبر/أيلول رد فعل كان يخشاه بعض قادة "طالبان" و"القاعدة"، الذين قيل إنهم عارضوا مهاجمة أمريكا حيث شعر معظم المسلمين في جميع أنحاء العالم بالاشمئزاز من القتل الجماعي للمدنيين باسم دينهم.

وبعد الغزو الذي قادته أمريكا لأفغانستان في عام 2001، فر قادة "القاعدة" إلى باكستان أو إيران.

وأدى ذلك إلى تحول القاعدة من مجموعة متماسكة كانت مركزة في السابق في أفغانستان وباكستان إلى شبكة ممتدة من المنظمات المحلية عبر إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط لامركزية أيديولوجيا وتنظيميا.

ولم تكن الفروع مفيدة تماما، فقد ضعفت قبضة قادة "القاعدة" على التنظيم، وظهرت انقسامات داخل المشهد المتطرف حول قضايا من بينها استخدام العنف ضد المدنيين المسلمين.

وأوضحت الصحيفة أن مقتل "بن لادن" على يد قوات البحرية الأمريكية في باكستان عام 2011 وجه ضربة لـ"القاعدة"، لكن ثورات الربيع العربي في ذلك العام قدمت فرصا جديدة للتنظيم لتوسيع وجوده.

ووفق الصحيفة فقد حصل تنظيم "القاعدة" على تعهدات بالولاء من جماعات إسلامية متورطة في حروب أهلية في سوريا وليبيا وأماكن أخرى.

وعندما خرج تنظيم "الدولة" من فرع تنظيم "القاعدة" في العراق، سعى لأن يكون بديلا أكثر قسوة، وجاذبية في عيون الإسلاميين المتطرفين في جميع أنحاء العالم ونجح في بناء "دولة" وآلة دعاية بشكل مختلف عن أي شيء آخر حققه "القاعدة".

ومع ذلك، تمكن "القاعدة" من التمسك بفروعه، حيث ضمن استعداد التنظيم المركزي للاندماج في الحركات المحلية بقاءه.

لكن تحول "القاعدة" إلى القضايا المحلية أنتج مفارقة: حتى عندما ساعدت السمعة التي اكتسبتها من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول على توسيع نطاق تواجدها الدولي بشكل كبير، فإن فروعها الآن مهتمة بخوض المعارك في الداخل أكثر من اهتمامها بشن الحرب ضد أمريكا.

كما أدت الشراكات والقدرات المتعلقة بمكافحة الإرهاب التي تم تطويرها منذ 11 سبتمبر/ أيلول إلى تقليل التهديد الذي يواجه الغرب إلى حد كبير. طردت أمريكا وشركاء التحالف "الدولة" من آخر أراضيها في عام 2019.  ولم ينجح المتطرفون الإسلاميون في شن هجوم داخل أمريكا منذ ديسمبر/كانون الأول من ذلك العام.

وفي هذا الصدد، وصف "فواز جرجس" الأستاذ في كلية لندن للاقتصاد، "القاعدة" في أفغانستان بأنها "هيكل عظمي لما كانت عليه في السابق".

وكتب "دانييل بيمان"، وهو موظف سابق في لجنة 11 سبتمبر/ أيلول تعليقا على انسحاب أمريكا من أفغانستان، في "فورين أفيرز": بدلا من تحقيق نصر حاسم، يبدو أن أمريكا قد استقرت على شيء أقل طموحا: (إنجاز) جيد بما فيه الكفاية".

وأضاف: "الإرهاب الجهادي لن يزول، لكن تأثيره الأكبر محسوس بشكل رئيسي في أجزاء من العالم حيث المصالح الأمريكية محدودة".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

تنظيم القاعدة اسامة بن لادن هجمات سبتمبر