بعد اتهامه بتمويل الإرهاب.. الجارديان: مصنع لافارج بسوريا استخدمته مخابرات غربية

الجمعة 10 سبتمبر 2021 12:00 م

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مصنع "لافارج" الفرنسي للأسمنت في سوريا، والذي كان محور تحقيق في تمويل الإرهاب، تم استخدامه من قبل وكالات استخباراتية غربية لجمع معلومات عن الرهائن المحتجزين لدى تنظيم "الدولة"، بحسب ما قال ضابط مخابرات أردني شارك في جهود التجسس.

وأوضح الضابط أن مصنع "لافارج"، الذي استمر في العمل بعد اجتياح التنظيم لشرق سوريا، كان محورا لمحاولة فاشلة لإنقاذ ما يصل إلى 30 رهينة.

وكان من بين المحتجزين من قبل التنظيم، الصحفي الأمريكي "جيمس فولي"، والمصور البريطاني "جون كانتلي"، والطيار الأردني "معاذ الكساسبة"، الذين تأكد فيما بعد مقتل اثنين منهم.

وكان القضاء الفرنسي قضى، هذا الأسبوع، أنه يمكن التحقيق مجددا مع "لافارج" بشأن مزاعم بالتواطؤ في جرائم ضد الإنسانية؛ بسبب تعاملاتها في سوريا، بعد قرار قضائي سابق جنب الشركة التحقيق.

وفي الدعوى القضائية التي فُتحت عام 2017، يُشتبه بأن مجموعة "لافارج اس آ" دفعت في 2013 و2014 عبر فرعها في سوريا "لافارج سيمنت سيريا" حوالى 13 مليون يورو لجماعات جهادية بينها تنظيم "الدولة"، وإلى وسطاء لضمان استمرار عمل فرعها في ظل الحرب القائمة في هذا البلد.

وقالت الصحيفة إن دور ضابط الاستخبارات الأردني يمكن أن يثير أيضا تساؤلات حول تأثير أجهزة الاستخبارات على القرارات التجارية الحساسة للشركات الكبرى، وفي أي دور غير معلن للحكومة الفرنسية في الحفاظ على تشغيل المصنع.

ونقلت الصحيفة عمن وصفته بالمصدر  الاستخباراتي الكبير قوله إن "القرار أكبر من لافارج" وأن القضية أمام المحكمة لا تكشف كل جوانب القصة.

وقالت إن كبار المسؤولين الفرنسيين لم يواجهوا تدقيقا عاما ولم يتم تحديد هويتهم في تقرير أمر به في وقت لاحق "لافارج هولسيم"، وأعده مكتب المحاماة "بيكر ماكنزي".

وبحسب الصحيفة، فإن الضابط الأردني "أحمد الجلودي" كان ينتقل بانتظام بين المصنع وعمان لإطلاع قادة الاستخبارات الإقليمية والعالمية على مكان وجود الرهائن المزعوم، وفي مرحلة ما تعقبهم إلى مصنع للنفط بالقرب من مدينة الرقة شرقي سوريا.

كما سافر "الجلودي"، الذي كانت وظيفته الظاهرة مدير المخاطر الأول في "لافارج"، إلى الرقة للتعامل مع أحد كبار قادة تنظيم "الدولة" في محاولة لضمان إطلاق سراح الطيار الأردني الذي تحطمت طائرته المقاتلة من طراز "إف-16" بالقرب من الرقة.

وأكد "الجلودي"، وهو ضابط مخضرم في مديرية الاستخبارات العامة الأردنية، الذي تحدث للصحيفة هذا الشهر، أنه كان فخورا جدا بالعمل الذي قام به في محاولة لضمان الإفراج عن الرهائن، ومن بينهم الطيار الأردني.

وأوضح أنه أعطى معلومات استخباراتية دقيقة كان من الممكن أن تؤدي إلى "إنقاذ المحتجزين"، دون أن يلعب أي دور في العمليات التجارية للشركة.

وكان عملاء استخبارات في تركيا وبريطانيا والولايات المتحدة والأردن على علم بعمل الجاسوس الأردني، بحسب الصحيفة.

وأكد مصدر ثاني للصحيفة من داخل تنظيم "الدولة" أن مصنع النفط كان يستخدم كمركز احتجاز.

وقد بدأت مهمة إنقاذ آنذاك بيد أنه تم نقل الرهائن قبل أيام فقط من تنفيذ العملية.

وسلط تقرير داخلي بتكليف من "لافارج هولسيم"، التي نشأت من اندماج "لافارج" الفرنسية و"هولسيم" السويسرية عام 2015، الضوء على تحويل أموال من فرع "لافارج" السوري إلى وسطاء للتفاوض مع "جماعات مسلحة".

لكن "لافارج" في سوريا نفت على الدوام أي مسؤولية عن وصول هذه الأموال إلى منظمات إرهابية.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

مصنع لافارج تمويل الإرهاب تنظيم الدولة سوريا

المصنع.. وثائقي تركي عن علاقة المخابرات الفرنسية بتنظيم الدولة في سوريا