استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الاقتراح المصري - الإسرائيلي وحبة الدواء المُرة لحماس

الأحد 17 أغسطس 2014 04:08 ص

عاموس هرئيل، هآرتس، 17/8/2014

اقتراح التهدئة الذي قدمه المصريون في المفاوضات في القاهرة لا يبشر حماس بالخير، وهي المحتاجة الى أن تعرض انجازات تكافيء ما قدمه السكان في غزة من تضحيات.

إذا كانت توجد شكوك ما تتعلق في مسألة أين تقف مصر في المواجهة بين اسرائيل وحماس، فيبدو أنها زالت نهائيا بتسريب اقتراح المصالحة في يوم الجمعة الذي قدمه المصريون الى الطرفين. فالوثيقة المفصلة وهي محاولة طموحة الى إعادة ترتيب علاقات اسرائيل بغزة لا تبشر حماس بالعظائم والجلائل.

والحديث في واقع الامر كما لاحظ ايضا كاتب عمود صحفي فلسطيني في صحيفة "الايام" الموالية للسلطة الفلسطينية، الحديث عن "تفاهمات عمود السحاب" في 2012 مع زيادة تعديلات تجميلية. وفي المواضع التي تسير فيها القاهرة خطوة نحو الفلسطينيين مثل التسهيلات المتوقعة في المعابر الحدودية والالغاء التدريجي للمنطقة الامنية الخاصة التي فرضها الجيش الاسرائيلي غربي السياج الحدودي (في داخل الارض الفلسطينية)، تكون تلك الاجراءات مشروطة بتنازل غير سهل على الاطلاق من جهة حماس وهو وجود معزز لقوات من الامن الوقائي في السلطة الفلسطينية.

يوجد هنا من وجهة نظر حماس حبة دواء مُرة جدا للابتلاع، هذا الى أن مصر تعيد بذلك من الباب الخلفي اتفاقات اوسلو للتباحث فيها، وهي التي تبغضها حماس حتى أكثر مما يتحفظ منها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لهذا يبدو أنه ليس من العجيب أن عبر متحدثون رسميون من المنظمة الفلسطينية أمس عن انتقاد معلن للاقتراح المصري. والذي يُظهر على نحو مفاجيء موقفا أكثر اعتدالا وبراغماتية في الاتصالات – كما فعل مدة أكثر الاسابيع الاخيرة – هو الجهاد الاسلامي خاصة الذي يُعد دائما منظمة أكثر تطرفا من حماس.

يبدو أن الجهاد عزز في المدة الاخيرة علاقاته بالقاهرة، وقد يكون أقل التزاما بالمطالب المبالغ فيها التي عرضتها حماس قبل أن تدخل سلسلة الهدنات الانسانية حيز التنفيذ، وقد امتنعت اسرائيل الى الآن عن رد رسمي على صيغة الاقتراح المصري كما تم تسريبه في وسائل الاعلام العربية.

سيزول نفاذ الهدنة الحالية غدا في منتصف الليل، وسيحاول المصريون حتى ذلك الحين زيادة الضغط على حماس لجعل مبعوثي المنظمة يوقعون على الاتفاق. في المرة السابقة في ليل يوم الاربعاء وافقت حماس في آخر لحظة على تمديد الهدنة برغم أن كل المشاركين ظنوا قبل ذلك بساعة أو ساعتين أن اطلاق النار يوشك أن يتجدد. وتبين بعد ذلك أن المنظمة غيرت رأيها في وقت متأخر كثيرا.

وقد سدد نشطاؤها قبل ذلك قذائف صاروخية لتطلق بواسطة "ساعات توقيت" بحسب تقدير أن التفاوض سيتفجر، ولهذا أطلق بضع قذائف صاروخية في حوالي منتصف الليل على النقب، وردت اسرائيل على ذلك بهجمات جوية محددة لكن أُعيد الهدوء حتى ساعات الصباح.

إن شرك حماس واضح وهو أنه ستبدو التضحية العظيمة للسكان في غزة – نحو من ألفي قتيل ومئات آلاف اللاجئين وتدمير آلاف البيوت والاضرار الشديد بالبنية التحتية المدنية نتاج هجمات الجيش الاسرائيلي – ستبدو من غير انجاز يمكن أن تعرضه أنها كانت عبثا. ومن جهة اخرى قد تجعل سلسلة تمديد الهدنات رجوعها الى القتال صعبا عليها. فالكارثة الانسانية في القطاع التي تصاحبها مشكلات صعبة من التزويد بالكهرباء وماء الشرب تجعل انتباه السكان مصروفا الى اعادة بناء حياتهم. وقد يكلف التوجه الاكثر صقرية الذي يقوده رئيس المكتب السياسي خالد مشعل من قطر، قد يكلف تجديد معاناة السكان.

إن وضع اسرائيل ايضا بعيد عن أن يكون رائعا. إن أمل حكومة نتنياهو الرئيس هو أن ينشأ هنا تأثير يشبه ما حدث في لبنان: فبرغم النتائج المختلطة للحرب نفسها، سيؤسس الدمار الكبير لتوازن ردع بعيد المدى يثبت مدة أطول من التقديرات المتشائمة التي تهب الآن من قبل المحللين. بيد أن ذلك أمل سيتضح تحققه مع مرور الوقت فقط. والحكومة في هذه الاثناء محتاجة الى هدوء في غزة يُمكن من عودة سكان كيبوتسات الحدود الى بيوتهم ويُسقط عنها الانتقاد العام لادارة القتال.

وفي الخلفية تتلبد حول الحكومة غيوم جديدة ينبع بعضها فقط مباشرة من نتائج الحرب في غزة. وإن الادارة المبذرة للسلاح وايام الخدمة الاحتياطية ستزيد في تكاليف القتال وتثقل على ميزانية الدولة في وقت تقوى فيه في المجتمع الدولي الجهود لمحاكمة ضباط الجيش الاسرائيلي عن دعاوى جرائم حرب. والازمة الشديدة بين رئيس الوزراء والادارة الامريكية التي جذورها نبش نتنياهو في السياسة الامريكية الداخلية قد زادت حدة بسبب الاختلافات في الرأي في الحرب في غزة.

وفي دائرة أبعد تصوغ الزعزعة التي يحدثها تقدم منظمة "الدولة الاسلامية" في العراق وسوريا، تصوغ مجددا الآن برنامج العمل الاستراتيجي في الشرق الاوسط وستكون لها ايضا تأثيرات غير مباشرة على الأقل في اسرائيل. ومع قائمة بهذا القدر من الاكتظاظ بقضايا ساخنة قد لا يكون من المفاجيء أن نتنياهو لم يكد يفرغ للتحذير في الآونة الاخيرة من أخطار برنامج ايران الذري التي ما زالت على حالها.

  كلمات مفتاحية