تقرير: 5 تريليونات دولار غنيمة مقاولو الدفاع الأمريكيين من حربي العراق وأفغانستان

الأحد 12 سبتمبر 2021 02:23 م

أظهر تقرير استقصائي حديث أن حجم ما أنفقته الولايات المتحدة الأمريكية في حربي أفغانستان والعراق، اللتين خاضتهما بدعوى "القضاء على الإرهاب"، ناهز 5 تريليونات دولار، وأن المستفيد الأول من هذه الأموال هم مقاولو الدفاع.

وأورد التقرير، الذي أعدته البروفيسور "ليندا ج. بيلمز"، رئيسة مركز دانيال باتريك موينيهان للسياسة العامة والمالية العامة بجامعة هارفارد، مساعدة وزير التجارة الأمريكي السابقة، ونشرته صحيفة "الجارديان" بمناسبة الذكرى العشرين لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001، أن عدد المقاولين العسكريين في حربي العراق وأفغانستان فاق عدد القوات الأمريكية الموجودة على الأرض، في شراكة مريبة حصلت بين القطاعين العام والخاص، كان الفائز الوحيد الواضح فيها هو صناعة الدفاع الأمريكية، بالعوائد وأسعار الأسهم.

وعرضت الصحيفة البريطانية كيف اعتمد الجيش الأمريكي في العراق وأفغانستان بدرجة غير مسبوقة على متعاقدين من القطاع الخاص للدعم في جميع مناطق العمليات الحربية تقريبا.

وبحسب التقرير، فقد قام المقاولون بلوجستيات تزويد الشاحنات والطائرات والوقود والمروحيات والسفن والطائرات من دون طيار والأسلحة والذخيرة، بالإضافة إلى خدمات الدعم من تقديم الطعام والبناء إلى تكنولوجيا المعلومات والخدمات اللوجستية.

واستند التقرير إلى بيانات رسمية تظهر أن الولايات المتحدة كان لديها 22 ألفا و562 متعاقدا في أفغانستان بحلول صيف عام 2020 وهو  ما يقرب من ضعف عدد القوات الأمريكية.

وقبل ذلك، أظهرت أرقام القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) للربع الرابع من السنة المالية 2018، وجود 49 ألفا و451 متعاقدا يعملون لصالح وزارة الدفاع في منطقة مسؤوليتها، بما في ذلك 28 ألفا و189 في أفغانستان والعراق وسوريا.

ويعرض التقرير كيف أن تمويل مخصصات بند "الحساء" مثلا الخاص بصناعة الدفاع كان يتم بالطريقة نفسها التي تم بها وضع ميزانية الحروب ودفع ثمنها.

ولأن هذا النوع من الإنفاق مستثنى من توقعات الموازنة وتقديرات العجز، فقد مكّن الجميع من الاستمرار في التظاهر بأن الحروب ستنتهي قريبا، وكانت النتيجة، كما يشير التقرير، هي ما سماه وزير الدفاع السابق "روبرت جيتس" ثقافة المال اللامتناهي داخل البنتاجون.

واتخذت وزارة الدفاع الأمريكية القرارات العملياتية بإدارة عملية تقديم العطاءات للمقاولين ومنح العقود (إلى حد كبير باستخدام العطاءات غير التنافسية)، واحتفظت بما لا يقل عن 10% من تمويل زمن الحرب في حسابات سرية.

ولذلك، حتى الأزمة المالية لعام 2008 لم تستطع أن توقف فورة الإنفاق، وفي حين فرض الكونجرس سقوفا شاملة للإنفاق على البرامج الحكومية، تم استبعاد الإنفاق الحربي على وجه التحديد.

ويُظهر التقرير أن أسهم شركات الصناعة الدفاعية خلال حرب أفغانستان ارتفعت بأكثر من 60% فوق المؤشر العام للسوق.

وأتاحت زيادة الإنفاق الحربي موجة من الاندماج في الصناعة الدفاعية، بحسب التقرير، إذ استحوذت الشركات الخمس الكبرى: "لوكهيد مارتن، وبوينج، وجنرال دايناميكس، ورايثيون، ونورثروب جرومان، على حفنة من الشركات الأخرى الأصغر مثل هيوز للطائرات وماكدونيل دوجلاس".

وقامت شركة "لوكهيد مارتن" بتصنيع مروحيات بلاك هوك المستخدمة على نطاق واسع في أفغانستان، وباعت شركة "بوينج" الطائرات والمركبات القتالية البرية، كما فازت شركة "رايثيون" بالعقد الرئيسي لتدريب القوات الجوية الأفغانية، في حين زودت شركتا "نورثروب جرومان" و"جنرال دايناميكس" تلك القوات بالمعدات الإلكترونية ومعدات الاتصالات.

وفي الوقت نفسه كسب الآلاف من المقاولين حول العالم أموالا من بيع نظارات الرؤية الليلية والمحركات وأكياس الرمل ومعدات الاتصالات وجميع أنواع الأدوات في المجهود الحربي.

كما كانت شركات النفط العالمية من المستفيدين الرئيسيين من الحرب، لأن البنتاجون هو أكبر مشترٍ للوقود في العالم.

ولتوضيح مبررات الريبة في كل ذلك، يسجل التقرير أن قطاع الدفاع الأمريكي أنفق أكثر من 2.4 مليارات دولار للضغط على الكونجرس منذ عام 2001، وقدم مساهمات مباشرة في حملات معظم الأعضاء.

ووثق المفتشون العامون لأفغانستان والعراق ولجنة التعاقد في زمن الحرب، والمفتش العام للبنتاجون، حالات هدر وفساد وإنفاق وهمي، وبينوا أن "بعض الأموال أُنفقت على أنشطة لم تكن موجودة على الإطلاق"، بحسب التقرير.

ووفقا لمحللين حكوميين، كما جاء في التقرير، فقد كانت النتيجة النهائية لمشاركة القطاع الخاص على نطاق واسع في العراق وأفغانستان هي زيادة تكلفة العمليات الحربية ماديا، وتم إنفاق الكثير من أموال إعادة الإعمار البالغة 145 مليار دولار على مشاريع مشكوك فيها، وبميزانيات بدت مفرطة، أو ببساطة لا يمكن حسابها.

ويخلص التقرير إلى أن الوجود العسكري الأمريكي على الأرض قد يكون انتهى الآن، لكن، لا يزال يتعين على أمريكا استيعاب ثمنه الباهظ، مرجحا أن سيستمر هذا الإرث في التهام ميزانية الولايات المتحدة لسنوات قادمة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق أفغانستان مقاولو الدفاع أحداث سبتمبر الإرهاب الولايات المتحدة

أوبزيرفر: انسحاب أمريكي محرج يقود أفغانستان إلى مصير العراق

رؤساء أمريكيون سابقون يطلقون حملة لدعم اللاجئين الأفغان

العراق يقترب من امتلاك منظومة دفاعية متطورة لصد المسيّرات

وزير الدفاع البريطاني الأسبق: تلقيت أمرا بحرق مذكرة سرية حول شرعية حرب العراق