بدأ رئيس الوزراء المغربي المكلف "عزيز أخنوش"، الإثنين، مشاورات لتشكيل حكومة جديدة بعد تصدر حزبه "التجمع الوطني للأحرار" نتائج الانتخابات العامة ملحقا هزيمة مدوية بالإسلاميين.

واستهل "أخنوش"، الذي حاز حزبه 102 مقعدا في مجلس النواب من أصل 395، المشاروات مع الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة الذي حل ثانيا (86 مقعد) "عبداللطيف وهبي"، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

وقال "وهبي" عقب لقائه "أخنوش": "تلقينا من رئيس الحكومة المعين إشارات جد إيجابية وسنعمل على استمرار هذا الحوار".

وكانت العلاقات بين الحزبين قد شهدت توترا قبل الانتخابات، مع اتهام "وهبي" حزب التجمع بشراء مرشحين وناخبين.

وظل حزب الأصالة والمعاصرة في المعارضة البرلمانية منذ تأسيسه عام 2008 لمواجهة الإسلاميين من طرف مستشار الملك "محمد السادس" حاليا "فؤاد عالي الهمة"، ويصنف مع حزب التجمع، الذي كان مشاركا في الحكومة المنتهية ولايتها، ضمن الصف الليبرالي.

والتقى "أخنوش" إثر ذلك، الأمين العام لحزب الاستقلال (يمين وسط) "نزار بركة" الذي حل ثالثا بحصوله على 81 مقعدا وكان في المعارضة البرلمانية. وقال الأخير إن حزبه "سيناقش العرض الذي تقدم به رئيس الحكومة المكلف"، من دون تفاصيل أخرى.

ومن المرتقب أن يلتقي "أخنوش" لاحقا بقية الأحزاب الممثلة في البرلمان، خاصة أنه وعد، إثر تعيينه رئيسا للحكومة، الجمعة، من طرف الملك "محمد السادس" بتشكيل حكومة "منسجمة ومتماسكة لها برامج متقاربة".

وسبق لـ "أخنوش"، الذي تولى وزارة الزراعة منذ العام 2007، أن واجه انتقادات من خصومه السياسيين حول "الجمع بين المال والسلطة"، إذ قدرت مجلة "فوربس" المتخصصة ثروته بحوالى ملياري دولار.

لكن رئيس الحكومة المكلف أعلن، في بيان أصدره الإثنين،  "الشروع في الانسحاب التام من جميع مناصب التسيير داخل الهولدينغ العائلي (مجموعة شركات العائلة) متفرغا بشكل كامل للمسؤوليات الجديدة التي كلفه بها جلالة الملك".

ويدير "اخنوش" منذ 1996 مجموعة "أكوا" المتخصصة في المحروقات والعقارات والسياحة، فضلا عن امتلاكه مجموعة إعلامية.

واستطاع حزب التجمع الوطني للأحرار إبعاد حزب العدالة والتنمية الإسلامي عن رئاسة الحكومة التي استمر فيها لعشرة أعوام منذ الربيع العربي، ولم يتول الوزارات الأساسية فيها.

وتكبد "العدالة والتنمية" هزيمة انتخابية قاسية، فحل في المرتبة الثامنة مع 13 مقعدا في مقابل 125 في البرلمان المنتهية ولايته، وأعلن غداة ذلك اصطفافه في المعارضة، بينما استقالت قيادته من الأمانة العامة داعية إلى مؤتمر استثنائي.