للحصول على دعم عسكري.. أحمد مسعود يستعين بشركة علاقات عامة أمريكية

الخميس 16 سبتمبر 2021 02:56 م

كشفت صحيفة أمريكية، الخميس، أن القيادي المعارض لحركة طالبان الأفغانية "أحمد مسعود" استعان بشركة علاقات عامة في واشنطن للمساعدة في حصوله على الدعم العسكري والمالي داخل الولايات المتحدة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن ممثل لـ"مسعود" في واشنطن تأكيده للعقد الموقع مع شركة "روربرت ستريك" التي نشأت في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب"، وذلك في وقت تحاول فيه جماعات أفغانية أخرى البحث عن طرق للحصول على دعم في واشنطن.

وفي الوقت الذي وجدت بعض الجماعات دعما من بعض الجمهوريين، إلا أن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" أعربت عن عدم اهتمامها بلعب أي دور في الحرب الأهلية الأفغانية.

وتريد الإدارة الأمريكية الموازنة بين المعارضة لحكم طالبان، والحاجة للتعاون معها في إجلاء ما تبقى من الأمريكيين وحلفاء الولايات المتحدة داخل أفغانستان.

وقال ممثلون عن جماعات ضغط إن حركة طالبان تحاول أيضا الحصول على تمثيل في شركات العلاقات العامة الأمريكية في محاولتها الحصول على دعم مالي وشرعية.

وربما تحولت المعارضة الأفغانية الممثلة بشكل جيد في واشنطن "المجلس الأفغاني الأمريكي للسلام الديمقراطي والازدهار" عربةً لتمثيل البرلمان المنحل، في وقت تناقش فكرة تشكيل حكومة بالمنفى حسب مسؤول على اطّلاع بالأمر.

ولا يزال المجلس يحتفظ بعدد من شركات الاستشارة في واشنطن قبل انهيار الحكومة الأفغانية من أجل الضغط في واشنطن لدعم الجيش الأفغاني.

وتبنى المجلس منذ سيطرة طالبان على الحكم الاحتجاج ضدها بالإضافة لنشر رسائل من البرلمانيين السابقين، وانتقادات لإدارة "بايدن" وطريقة معالجتها للانسحاب من أفغانستان.

وقال ممثل عن "مسعود" إن الهدف الرئيسي لحملة اللوبي هو وقف أي تحرك من الولايات المتحدة أو حكومات أخرى لمنح شرعية لطالبان، أو أي  شخص غير "مسعود" كزعيم شرعي لأفغانستان.

وقال "على نزاري"، الذي يمثل "مسعود" في الولايات المتحدة: "لا يمكن لأي كيان الحصول على الشرعية بدون دعم ومصادقة معالي أحمد مسعود لأنه مصدر الشرعية اليوم".

ويبلغ "مسعود" من العمر 32 عاما، وهو نجل "أحمد شاه مسعود"، القائد العسكري المعروف أثناء الاحتلال السوفييتي لأفغانستان في الثمانينات من القرن الماضي، ويقود اليوم المقاومة ضد طالبان من نفس الوادي الذي قاد فيه والده المقاومة ضدها، لكنه يواجه كفاحا صعبا، حيث تحاصر طالبان المقاتلين التابعين له بدون أسلحة وإمدادات أو دعم خارجي.

كما يواجه "مسعود" معركة أخرى تتعلق بمدى شرعيته، حيث زعم نائب الرئيس الأفغاني السابق "أمر الله صالح" أنه الرئيس الشرعي لأفغانستان.

وقال "نزاري": "نطلب من الولايات المتحدة تقديم الدعم المادي لجهودنا والتي تضم شحن أسلحة دفاعية"، لافتا إلى أن اختيار (ستريك) لتمثيل مصالح "مسعود" في الولايات المتحدة يأتي لأنه "ليس قريبا من المؤسسة في واشنطن"، والتي اتهمها "نزاري" بمحاولة استرضاء طالبان.

وعملت "ستريك" في موضوعات تتعلق بأفغانستان، وحصلت على 160 ألف دولار لتمثّل الحكومة السابقة عدة أشهر عام 2017. وفي الشهر الماضي، ساعدت في ترتيب رحلات خاصة وسط الفوضى في مطار كابل.

وأشارت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية إلى أن السيناتور الجمهوري "ليندسي جراهام"، المعروف بصفقاته الداعمة لـ"ترامب"، وجد اليوم قضية جديدة، وهي دعم الرجل الذي يزعم أنه الرئيس الشرعي لأفغانستان.

وبعد سقوط كابل بيد طالبان، بدأ "جراهام" من خلف الأضواء بناء دعم وسط دوائر السياسة الخارجية لـ "أمر الله صالح"، الرجل الذي يقود المقاومة ضد حركة طالبان من وادي بانشير في شمال- شرق البلاد.

وقالت المجلة إن "جراهام"، وفي محاولة لبناء شرعية للمقاومة ضد طالبان، قام بربط "صالح" و"مسعود" مع دبلوماسيين بريطانيين وهنود بارزين، بالإضافة لرموز مهمة في الإعلام، ولعب دور المرتب لظهور "صالح" في 27 أغسطس/آب على برنامج "شين هانيتي" في فوكس نيوز، وناشد في المقابلة تقديم الدعم الأمريكي لجهوده، وهو يحاول تجميع ما تبقى من قوات الحكومة السابقة بعد انهيار حكومة طالبان.

وأكد عدد من المشرعين وجماعات الضغط ما يقوم به "جراهام" نيابة عن المقاومة الأفغانية، وأكد السيناتور نفسه دوره بشكل عام.

وقال "جراهام": "أريد أن يخرج صوته (صالح)، وسأمضي حتى النهاية، طالبان تحتجز أبناءنا رهائن، وهم جماعة إرهابية، وجماعة راديكالية إسلامية جهادية ولو قويناهم فسنضر بأنفسنا والعالم".

ولدى "جراهام" شريك في الحزب الجمهوري في مواقفه الداعمة للمعارضة المسلحة ضد طالبان، وهو النائب عن فلوريدا "مايكل وولتز" وهو جندي مارينز سابق في أفغانستان، ورتّب في الأسبوع الماضي لقاءً لـ "مسعود" على فوكس نيوز، إلا أن مسارعة طالبان لقطع الإنترنت والاتصالات عن بانشير أحبطت المقابلة.

ويعني دعم "صالح" و"مسعود" التورط مرة أخرى في حرب يريد "بايدن" الخروج منها. وسيؤثر على علاقات واشنطن بطالبان التي تريد تعاونها في عمليات إجلاء الأمريكيين الذي ظلوا في أفغانستان.

ويرى منتقدي "جراهام" بأنه داعية للحرب، وخاصة مواقفه من إيران وسوريا. وستحيي دعوته لدعم المعارضة الأفغانية المسلحة نفس الهجمات عليه.

ولكن "جراهام" يؤكد أن الحرب الأهلية في أفغانستان ستحدث حتما، وأن لدى "بايدن" فرصة ذهبية للوقوف إلى جانب القوى الداعية للديمقراطية ومنحهم اليد العليا في أي تسوية سياسية مع طالبان، حسب تعبيره.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

أفغانستان طالبان أحمد مسعود ليندسي جراهام

صحيفة إيرانية: الأفغاني أحمد مسعود التقى رئيس شركة بلاك ووتر الأمريكية