هل نفذ إسرائيليون مهمة سرية لإنقاذ قبر نبي يهودي بالعراق؟

الخميس 16 سبتمبر 2021 05:41 م

زعمت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن مهندسين إسرائيليين نفذا مهمة سرية في 2017 بالعراق؛ لإنقاذ ضريح نبي يهودي يدعي "ناحوم" كان على وشك الانهيار.

وذكرت الصحيفة أن المهمة جرت في قرية ألقوش المسيحية الصغيرة شمالي الموصل، حيث يوجد القبر المذكور، وقد دخلا إليها بسيارتين جيب معتمتين من كردستان العراق وكانا يحملان جوازات سفر إسرائيلية.

وأوضحت أن منفذي مهمة الترميم السرية هما "يعقوب شافر" و"مئير رونين" وانضم إليهما في وقت لاحق رجل أعمال أمريكي يهودي يدعى "أدم تيفن"، وهو جندي سابق في الجيش الأمريكي خدم سابقا في منطقة سبع البور ببغداد.

وشاهد الاثنان خلال رحلتهما نحو ألقوش مشاهد الدمار التي خلفتها الحرب، فيما لا يزال عناصر تنظيم الدولة الإسلامية يقاتلون الجيش العراقي على بعد حوالي 20 كيلومترا.

وعندما اقترب الرتل من القرية، توقفت السيارتان ونزل منها "شافر" و"رونين" برفقة حراسهما الأكراد، وتوجه الجميع مشيا على الأقدام إلى موقع أثري يقع في الجزء الشمالي من المدينة القديمة، وهو قبر النبي اليهودي "ناحوم" الذي يعتقد أنه عاش في القرن السابع قبل الميلاد.

وقالت الصحيفة إنه لعقود من الزمان كان سكان ألقوش وغالبيتهم يتبعون الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية يحرسون الضريح الذي يقدسه اليهود. لكنهم عندما وصلا كان الضريح يتداعى وبحالة سيئة، إذ كانت الشقوق تملأ الجدران والسقف معرض للانهيار في أية لحظة.

ويعد "شيفر" و"رونين" خبراء في ترميم المعابد اليهودية التي يعود تاريخها إلى العصور القديمة. بينما عمل "تيفن" متطوعا في منظمة مدنية غير ربحية تدعى "التحالف من أجل استعادة التراث الثقافي" وترأسها خبيرة الأمن القومي "شيريل بينارد"، وهي زوجة السفير الأمريكي السابق في العراق "زلماي خليل زاده".

كان "تيفن" قد زار الضريح في عام 2016 وقرر البدء بترميمه إلى جانب معبد يهودي مجاور.

ووفقا لـ"تيفن" فإن أحد التحديات التي واجهها المشروع هو العثور على الأموال اللازمة، بالنظر إلى حساسيته وحقيقة أنه لا يمكن الحديث عنه علنا.

وأضاف "كنا نحاول ترميم كنيس يهودي قديم، في بلدة مسيحية، تحت مظلة حكومة يقودها إسلاميون وفي منطقة متنازع عليها تبعد نحو 20 كيلومترا عن الخطوط الأمامية مع تنظم الدولة.

وتمكنت المنظمة التي يعمل فيها "تيفن" من جمع أموال من مجموعة صغيرة من المتبرعين، بما في ذلك شركات نفط وطاقة من النرويج والحكومة الكردية المحلية والسفارة الأمريكية في العراق وعدد قليل من المانحين المدنيين، وتم جمع مليوني دولار.

التحدي الآخر كان يتمثل في إيجاد طريقة للدخول إلى العراق، على الرغم من أنه ليس من غير المألوف أن يزور الإسرائيليون كردستان، إلا أن دخول العراق يتطلب عادة إبراز جواز سفر من دولة أخرى، وفقا للصحيفة.

وتضيف في النهاية، وافق المسؤولون الأكراد على دخول الإسرائيليين وحصلوا على دعم وتصريح خاص من وزير الداخلية الاسرائيلي آنذاك "أرييه درعي"، على الرغم من أن إسرائيل تمنع مواطنيها من زيارة العراق لأنه "دولة معادية".

بمجرد وصولهم إلى ألقوش، قام المهندسان بجولة في الضريح نصف المدمر وشرعا بوضع خطة لترميمه.

وحذر الخبيران من أنه إذا لم يتم القيام بعمل فوري لترميم البناء فقد تتسبب الرياح والأمطار في انهياره بالكامل في غضون أشهر.

ووفق الصحيفة، بدأت أعمال الترميم في 2018 بمساعدة شركة تشيكية، وكان مقررا أن يتم الانتهاء منها في بداية 2020، إلا أن جائحة كورونا أجبرتهم على التوقف، ليكتمل المشروع بالنهاية خلال ربيع 2021.

وقالت الصحيفة إن " الضريح مفتوح للزوار في الوقت الحالي، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان الإسرائيليون سيتمكنون من زيارته".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

العراق يهود إسرائيل