استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

اتفاق أوكوس: انهيار التحالفات الغربية وحرب باردة جديدة

الأربعاء 22 سبتمبر 2021 10:02 ص

انهيار التحالفات الغربية وحرب باردة جديدة

الدلالة الأخطر لاتفاق أوكوس أنه مسمار جديد فى نعش التحالف الغربى.

أعلنت نيوزيلندا أنها لن تسمح لغواصات أستراليا النووية بالإبحار في مجالها البحرى.

يمثل اتفاق أوكوس جزءًا حيويًا من استراتيجية بايدن المعلنة لتطويق واحتواء الصين والعودة لما كان بدأه أوباما، وأطلق عليه وقتها التركيز على «محور آسيا».

اتفقت أطراف اتفاق أوكوس على منح أمريكا غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا وأحدث الاتفاق زلزالًا عنيفًا من ردود أفعال أكثرها غضبًا من الصين وفرنسا.

الإمبراطورية الأمريكية المتداعية التي فشلت على مدار 20 عامًا فى القضاء على طالبان وصارت اليوم بدون حلفائها التقليديين لن تُقدم على أكثر من تطويق الصين واحتوائها.

رغم أن الاتفاق يعنى تفاقم «الحرب الباردة» بين أمريكا والصين يُستبعد قيام حرب «ساخنة» نووية بينهما إلا دون قصد أو إن وصل للحكم فى أحد البلدين رئيس أحمق يشعل الحرب فيدمر العالم.

صارت أمريكا مستعدة لتجاهل كل حلفائها إن لزم الأمر لتحقيق أهدافها الاستراتيجية ورغم إصرارها على أن الغواصات «تعمل بالطاقة النووية لا غواصات نووية» فإنه يسهل تحميلها بالأسلحة النووية عند اللزوم.

*     *     *

رغم الطنطنة الدولية، خصوصًا من جانب القوى النووية، حول «عالم خالٍ من السلاح النووى»، اشتركت الولايات المتحدة وبريطانيا عمليًا فى تحويل أستراليا لدولة نووية، دون حتى إخطار حلفائهما الدوليين!

فدول الاتحاد الأوروبى وكندا بل الدول المحيطة بأستراليا بما فيها اليابان عرفت بالتحالف الجديد عبر الإعلام! فقد اتفقت الدول الثلاث على منح أمريكا غواصات تعمل بالطاقة النووية لأستراليا. وقد أحدث الاتفاق الذى عُرف بالأحرف الأولى للدول الثلاث «أوكوس» زلزالًا عنيفًا من ردود الأفعال أتى أكثرها غضبًا من الصين وفرنسا.

والاتفاق يمثل جزءًا حيويًا من استراتيجية بايدن المعلنة منذ اليوم الأول لتطويق الصين واحتوائها والعودة لما كان قد بدأه أوباما، والذى أطلق عليه وقتها «التركيز على آسيا».

فإدارة بايدن سعت، منذ يومها الأول، للانسحاب من حروبها العبثية ليس فقط فى أفغانستان والعراق وإنما فى سوريا وليبيا، وتجاهل الشرق الأوسط من أجل التركيز على ما تراه تهديدًا صينيًا عبر التواجد العسكرى المكثف فى بحر الصين الجنوبى وفى المحيطين الهندى والهادى.

وقد وصف مستشار الأمن القومى البريطانى الاتفاق مع أستراليا بأنه «ربما التعاون الأكثر مغزى.. فى أى مكان فى العالم فى الستين عامًا الأخيرة».

لكن الجديد فى كل ذلك هو استعداد الولايات المتحدة لتحويل دول تلك المنطقة لدول نووية، ولأن تضرب عرض الحائط بمعاهدتى عدم الانتشار النووى والحفاظ على منطقة جنوب الهادى «منطقة خالية من السلاح النووى»، اللتين وقعت أستراليا عليهما.

بل صارت أمريكا مستعدة لتجاهل كل حلفائها بالمطلق، إذا لزم الأمر، للوصول لأهدافها الاستراتيجية. ورغم إصرار أمريكا على أن تلك الغواصات «تعمل بالطاقة النووية لا غواصات نووية»، فإنه يسهل تحميل الأسلحة النووية على تلك الغواصات عند اللزوم.

أكثر من ذلك، وافقت أستراليا على المزيد من التواجد العسكرى الأمريكى فى مجالها الجوى. والمفارقة أن الاتفاق جاء قبل أيام قليلة من اجتماع دول الحوار الأمنى الرباعى، المعروف اختصارًا باسم الكواد، والذى يضم اليابان والهند وأستراليا والولايات المتحدة، والذى كان قد أجرى أولى مناوراته البحرية العسكرية العام الماضى.

والطبيعى أن يكون رد فعل الصين غاضبًا، كونها المستهدفة من تلك الخطوة، إذ وصفت الاتفاق بأنه «خطير وغير مسؤول». أما الجديد فكان رد الفعل الفرنسى شديد الغضب. فأستراليا بذلك التحالف حنثت باتفاق مع فرنسا بمليارات الدولارات تقدم لها فرنسا بموجبه غواصات تعمل بالطاقة الكهربية.

فوزير الخارجية الفرنسى بعد أن وصف الاتفاق بأنه «طعنة فى الظهر»، قال إنه يشعر «بالغضب والمرارة»، وأضاف أن إدارة بايدن تماثل إدارة ترامب فى تجاهل الحلفاء.

أما الاتحاد الأوروبى فقد أعلن عن استراتيجية جديدة مستقلة عن الولايات المتحدة بموجبها تعزز دوله وجودها العسكرى فى بحر الصين والمحيطين الهادى والهندى.

كما أعلنت رئيسة وزراء نيوزيلندا أن بلادها لن تسمح لتلك الغواصات النووية بالإبحار بالمجال البحرى النيوزيلندى. باختصار فإن الدلالة الأخطر لذلك الاتفاق أنه مسمار جديد فى نعش التحالف الغربى.

ورغم أن الاتفاق يعنى تفاقم «الحرب الباردة» بين أمريكا والصين، فمن المستبعد قيام حرب «ساخنة»، هى بالضرورة نووية، بين البلدين، اللهم إلا دون قصد، أو فى حالة ما إذا وصل للحكم فى أى من البلدين رئيس أحمق يشعل تلك الحرب عمدًا، فيدمر العالم.

والإمبراطورية الأمريكية المتداعية، التى فشلت على مدار عشرين عامًا فى القضاء على طالبان، وصارت اليوم بدون حلفائها التقليديين، لن تُقدم على أكثر من تطويق الصين واحتوائها.

* د. منار الشوربجي أستاذ العلوم السياسية، باحثة في الشأن الأمريكي.

المصدر | المصري اليوم

  كلمات مفتاحية

التحالفت الغربية، الحرب الباردة، أمريكا، الصين، فرنسا، أستراليا، نيوزيلندا، الغواصات النووية،

إيران عن اتفاقية أوكوس: واشنطن ولندن تهددان اتفاقية نزع السلاح النووي