دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر مساء الجمعة إلى التطبيع بين العراق وإسرائيل، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد" ونُظم في إقليم كردستان المتمتع بالحكم الذاتي.
نظم المؤتمر مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك، وتناول قضية التطبيع بين إسرائيل والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن 300 قيادة محلية بالعراق، بينهم زعماء قبائل بارزون، دعوا حكومة بلادهم، الجمعة، إلى الانضمام إلى اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وإلغاء حظر العلاقات المدنية بين العراقيين والإسرائيليين.
وذكرت "يديعوت" أن الداعين للتطبيع شخصيات سنية وشيعية بارزة، وأطلقوا دعوتهم في مؤتمر عقدوه في مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق.
وفي السياق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن القادة العراقيين، بينهم زعيم أكبر اتحاد عشائري في الشرق الأوسط (عشائر شمر) وجنرالات سابقون في الجيش العراقي، مشيرة إلى أن المؤتمر، الذي تم بثه مباشرة على عدة شبكات اجتماعية، استضاف "حمي بيريز"، نجل الرئيس الإسرائيلي الراحل رئيس الوزراء "شيمون بيريز"، الذي تحدث بالعبرية عن الحاجة إلى إقامة علاقات سلام.
وأضافت أن قوات الأمن الكردية قامت بتأمين المؤتمر الذي رحبت به دولة الإمارات، فيما ربط بعض المتحدثين الدعوة للتطبيع مع اسرائيل بالمطالبة بإقامة حكومة فيدرالية في العراق.
وفي أول رد فعل رسمي على الدعوة، قال وزير الخارجية الإسرائيلي "يائير لابيد" إن هذا الحدث "يبعث الأمل في أماكن لم نفكر فيها من قبل"، مضيفا: "نحن والعراق نتقاسم تاريخا وجذورا مشتركة في الطائفة اليهودية، وكلما تواصل شخص ما معنا، سنفعل كل شيء للتواصل معه".
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2020، أصبحت الإمارات والبحرين أول دولتين خليجيتين تطبّعان علنا علاقاتهما مع إسرائيل، برعاية الرئيس الأمريكي آنذاك "دونالد ترامب"، فيما أقدم المغرب والسودان فيما بعد على الخطوة نفسها.
وتقول إدارة الرئيس الأمريكي الحالي "جو بايدن" إنها توافق على هذه الاتفاقات التي تُعتبر بمثابة أحد الإنجازات الدبلوماسية الرئيسية التي حققها سلفه الجمهوري.
ووعدت الولايات المتحدة، بحث دول عربية أخرى على الاعتراف بإسرائيل وذلك خلال لقاء وزاري عقد في الذكرى السنوية الأولى لاتفاقات التطبيع.
وقال وزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، خلال هذا اللقاء الافتراضي مع نظرائه الإسرائيلي والإماراتي والبحريني والمغربي: "سنشجّع مزيدا من الدول لتحذو حذو الإمارات والبحرين والمغرب".
وأضاف: "نريد أن نوسع دائرة الدبلوماسية السلمية. من مصلحة دول المنطقة والعالم أن يتمّ التعامل مع إسرائيل كسائر الدول". وتابع أن "التطبيع سيحمل مزيدا من الاستقرار"، معتبرا أن اتفاقات التطبيع أفادت شعوب المنطقة.
يذكر أنه في عام 1948، أُنشئت دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد حرب مع الدول العربية ومن بينها العراق، وعلى أثر ذلك، غادر غالبية اليهود الذين يقطنون العراق البالغ عددهم 150 ألفا إلى الأرض المحتلة.