استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

أمريكا والمخاض الانتقالي في السودان

الأحد 26 سبتمبر 2021 07:47 ص

أمريكا والمخاض الانتقالي في السودان

التوتر بين العسكر وحكومة حمدوك سابق للمحاولة الانقلابية.

السودان ما يزال يقبع تحت ظلال العقوبات التي دمرت اقتصاده وأعاقت نموه.

اتهم البرهان وحميدتي القوى المدنية المتحالفة مع حمدوك بمحاولة تفكيك الجيش السوداني وتهديد وحدة البلاد.

أنباء المحاولة الانقلابية سبقت المحاولة الفعلية بأسبوع بالتزامن مع لقاء جمع رئيس الوزراء حمدوك بقائد قوات التدخل السريع حميدتي.

المؤسسة العسكرية قلقة من امكانية اصدار القوى المدنية قرارات تعيد هيكلة الجيش والمؤسسة العسكرية مستفيدة من انتقال السلطة والصلاحيات لمجلس مدني.

اكد الأمريكيون لحمدوك "وقوف الإدارة الأمريكية بقوة وحسم ضد محاولات عرقلة أو تعطيل إرادة الشعب السوداني في تحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة".

أزمة السودان مرشحة للتصاعد ومهمة المبعوث الامريكي ستواجه معيقات وملفات معقدة تتطلب التعامل بواقعية بعيدا عن الأجندة المتطرفة لأمريكا وحلفائها.

*     *     *

شكر رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك عبر تغريدة اطلقها الاربعاء الموافق 22 سبتمبر ايلول الحالي الرئيس الأمريكي جو بايدن على احتفائه بنضالات الشعب السوداني خلال جلسات الجمعية العامة للامم المتحدة، مؤكدا تطلعه للدعم المستمر من حكومة الولايات المتحدة لشعب السودان المتطلع للديموقراطية وسيادة القانون.

التغريدة جاءت بعد ساعات قليلة من إعلان فشل المحاولة الانقلابية في الخرطوم من قبل ضباط في سلاح الدروع السوداني، علمًا بأن التوتر بين المؤسسة العسكرية والحكومة التي يترأسها حمدوك سابق لذلك؛ فالانباء عن محاولة انقلابية سبقت المحاولة الفعلية بأسبوع بالتزامن مع لقاء جمع رئيس الوزراء حمدوك بقائد قوات التدخل السريع محمد حمدان دقلو الملقب حميدتي.

لقاءٌ طالب فيه رئيس الوزراء حمدوك بتوحيد القوات المسلحة ومن ضمنها قوات التدخل السريع بالجيش؛ فحمدوك كان محملًا برسائل قوية لإعادة هيكلة الجيش لا تخلو من ضغوط خارجية سياسية ترافقت مع تلقي السودان 700 مليون دولار كمساعدات من الحكومة الامريكية بداية أغسطس الماضي، خاصة أن السودان ما يزال يقبع تحت الظلال السوداء للعقوبات التي دمرت اقتصاده وأعاقت نموه.

المواجهة بين المؤسسة العسكرية المطالَبة بتسليم السلطة للمدنيين بحسب نص الاتفاق السياسي والوثيقة الدستوية واتفاق جوبا بات محل قلق العسكريين.

فالمؤسسة العسكرية قلقة من امكانية اصدار القوى المدنية قرارات تعيد هيكلة الجيش والمؤسسة العسكرية، مستفيدة من انتقال السلطة والصلاحيات للمجلس المدني.

الامر الذي ادى لرفع لغة الخطاب لكل من رئيس المجلس العسكري اللواء عبد الفتاح البرهان ونائبه حمدتي اثناء حفل تخريج ضباط من الجيش السوداني اتهما فيها القوى المدنية بالمسؤولية عن الانقلابات؛ لانشغالها بالسلطة بدل خدمة المواطنين، والأخطر من ذلك اتهام القوى المدنية المتحالفة مع حمدوك بمحاولة تفكيك الجيش السوداني، وتهديد وحدة البلاد.

انتقادات لم يمض عليها ساعات ليتبعها اتصال هاتفي امس الجمعة 24 ايلول سبتمبر الحالي من قبل جاك سوليفان مستشار الامن القومي الامريكي برئيس الوزاء عبد الله حمدوك اكد له فيها "وقوف الإدارة الأمريكية بقوة وحسم ضد أي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب السوداني في تحقيق شعارات الحرية والسلام والعدالة".

ودعا الى ضرورة "ضرورة التزام جميع الأطراف بالوثيقة الدستورية والاتفاق السياسي واتفاق جوبا لسلام السودان، وضرورة أن تواصل الحكومة اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تعزيز وتعميق الاستقرار الاقتصادي، ومواصلة تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وإكمال عملية السلام، وضمان تطبيق العدالة والمساءلة"، ليعلن بعدها عن زيارة مرتقبة للمبعوث الامريكي للسودان دونالد بوث.

المرحلة الانتقالية الى السودان دخلت منعطفا خطرا؛ فالولايات المتحدة تضغط بقوة لتمرير اجندتها وبتسارع كبير بعد ان اعلن في أغسطس الماضي عن تقديم مساعدات للحكومة المركزية تقدر بـ700 مليون دولار.

فالاستعدادات اكتملت للبدء بعملية هيكلة واسعة أدخلت الشركاء في المجلس السيادي في ازمة ثقة عمقتها دعوات إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية، والتهديد المستمر بعمليات تطهير وإقصاء واسعة فجرت أزمة مع حكام الولايات والقوى المجتمعية.

أزمةٌ كان من إرهاصاتها القوية الإضراب في ولاية البحر الاحمر، وإغلاق انبوب الغاز مساء اليوم السبت.

ختامًا..

الازمة في السودان مرشحة للتصاعد، ومهمة المبعوث الامريكي ستواجه الكثير من المعيقات والملفات المعقدة التي تتطلب التعامل بواقعية بعيدا عن الاجندة المتطرفة لأمريكا وحلفائها المحليين والإقليميين.

* حازم عياد كاتب صحفي أردني

المصدر | السبيل

  كلمات مفتاحية

المرحلة الانتقالية، السودان، أمريكا، حمدوك، جيك سوليفان، المؤسسة العسكرية، هيكلة الجيش، حميدتي، البرهان،