قالت مجلة "فورين بوليسي" إن إيران تسعى لاستغلال انشعال الجميع بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، للسعي جاهدة في تقوية موقفها فيما يتعلق باقتنائها سلاح نووي.

وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين عبروا عن مخاوفهم من استخدام طهران "تأثير أفغانستان" لبناء القنبلة النووية.

وأوضحت أنه "في الأسبوع الماضي ظهر وزير الخارجية الإيراني الجديد حسين عبداللهيان للمرة الأولى على المسرح الدولي، وأذهلت تصريحاته في الأمم المتحدة المراقبين الذين رأوا فيها ثقة زائدة بالنفس إلى درجة الغرور".

وتابعت: "ولا يزال لدى إدارة الرئيس بايدن أمل بالعودة إلى الاتفاقية النووية عام 2015 مع طهران، لكن المسؤولين الأمريكيين يخشون من تحرك إيران نحو خطة ب، فهي تقوم بالتفاوض في وقت تموضع فيه نفسها نحو خرق سريع في السلاح النووي".

ووفق المجلة، "تأتي هذه النتيجة الخطيرة بعد الخروج المتعجل لجو بايدن من أفغانستان وما تبع ذلك من سيطرة سريعة لحركة طالبان على السلطة في كابول. وهو ما أوضح لأعداء الولايات المتحدة وحلفائها على حد سواء رغبة بايدن الانسحاب من المنطقة للتركيز على التهديد الصيني".

ونقلت المجلة عن الدبلوماسي الأمريكي السابق في الشرق الأوسط "دينس روس"، قوله إن "الإيرانيين لم يعودوا يخافون منا، هذا بات واضحا وهذا يعني أنه لم يعد لدينا الردع الذي نحتاجه سواء في الموضوع النووي أو بالمنطقة".

ويصف "روس" وغيره هذا الوضع بأنه "مفارقة معكوسة للحملة الدولية ضد إيران والتي سادت قبل خروج الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاقية النووية الموقعة عام 2015، وبناء على تلك الاتفاقية وافقت إيران على مستوى محدود من تخصيب اليورانيوم والسماح بنظام تفتيش لمنشآتها من فرق الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وقال "روس": "تبنت إيران الآن نهج أقصى ضغط ضد الولايات المتحدة. وتبنت نهجا ترامبيا ضدنا بتوقعات تنازلات منا".

وفي عام 2018؛ أعلن "ترامب" وبدعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه "بنيامين نتنياهو" عن خروجه من الاتفاق النووي أو الخطة المشتركة الشاملة للعمل.

ثم قام "ترامب" بفرض ما سماه المسؤولون الأمريكيون حملة "أقصى ضغط" بما فيها مجموعة من العقوبات بهدف جلب طهران إلى طاولة المفاوضات.