وول ستريت جورنال: طالبان تهجر الشيعة وتستولي على منازلهم وممتلكاتهم

الجمعة 1 أكتوبر 2021 07:40 ص

تحدثت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن نزوح مئات العائلات من طائفة "الهزارة" الشيعية بوسط أفغانستان منذ سيطرة "طالبان" على الحكم؛ ما عزز المخاوف من تجدد الاضطهاد ضد هذه الأقلية الدينية.

وخلال هذا الأسبوع، أصدرت "طالبان" تحذيرات لسكان قريتي كندير وتاجبدار بمغادرة منازلهم في غضون 9 أيام.

وأكد سكان القريتين أن آلاف الأشخاص من 700 عائلة من طائفة الهزارة  امتثلوا لأوامر "طالبان" وهربوا من منازلهم.

وفي الأسبوع الماضي، وجه "الملا مسفير"، حاكم طالبان في منطقة باتو بمقاطعة دايكندي، تحذيرا مماثلا إلى قريتي شاغولجا وخرجاك، وأمر السكان بمغادرة منازلهم في غضون 5 أيام.

وينتمي حكام "طالبان" في أوروزغان ودايكوندي مثل معظم أعضاء الحركة، إلى مجتمع البشتون السني.

وقال "غلام حضرة محمدي"، شيخ قبيلة من تاجبدار: "هذا عمل مرعب. هذا يحدث لنا فقط نحن الهزارة".

وذكر بعض السكان أن "طالبان" والأشخاص الذين يدعمونهم صادروا أيضا ماشية ومحاصيل مثل القمح واللوز من أفراد طائفة الهزارة. 

من جانبها، نفت "طالبان" إجلاء "الهزارة" بشكل غير قانوني، وقالت إن ملكية الأرض التي تعيش عليها العائلات المتضررة محل نزاع قانوني، وهو ما يرفضه السكان المحليون.

وقال "محمدي": "نحن نعيش هنا منذ أجيال. حتى في التسعينيات كنا نعيش هنا، ولم يجبرنا أي مسؤول من طالبان على مغادرة منازلنا".

وأكد سكان القرى المتضررة أن "طالبان" تستبدل السكان الأصليين بمستوطنين جدد من البشتون من إقليم أوروزغان. 

وقال "إحسان كان"، الباحث والخبير القانوني، إنه بغض النظر عن مزايا النزاع على الأرض، فإن "الطريقة التي تجبر بها طالبان السكان المحليين على مغادرة منازلهم وأراضيهم دون المرور بإجراءات قانونية مناسبة غير قانونية تماما". 

وأضاف: "الشريعة تقول: في حالة وجود نزاع على الأرض؛ فالمالك هو من يعيش على الأرض ما لم يثبت الطرف الآخر خلاف ذلك".

لكن السكان النازحين قالوا إن عمليات الإخلاء كانت على ما يبدو محاولة من جانب "طالبان" لمكافأة مقاتليها وأنصارها بعد 20 عاما من الحرب.

وأضافوا أن بعض المستوطنين الجدد ليسوا من مقاتلي "طالبان"، لكنهم استولوا على ممتلكات بدعم من الحركة. 

وقال رجل مسن من قرية خرجاك: "لقد خاضت حربا مقدسة لمدة 20 عاما ضد الحكومة. الآن تريد القضاء على الشيعة؟".

كما أكد زعيم الهزارة "محمد محقق"، على "فيسبوك"، أن تهجير العائلات قبل حلول فصل الشتاء قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.

يذكر أنه في أماكن أخرى من البلاد، يواجه الأفغان من غير طائفة "الهزارة" أيضا تهديدات بالنزوح؛ بسبب ارتباطهم بالجمهورية الأفغانية المنهارة.

وفي منطقة فرقة بمدينة قندهار، المعقل التقليدي لطالبان، احتج المئات من السكان على خطط لطردهم من منازلهم، وتعرض بعضهم للضرب على أيدي أمن طالبان.

وتعرّض "الهزارة"، الذين يسهل التعرف عليهم لسماتهم الآسيوية، لتهميش واضطهاد خلال مراحل عدة من التاريخ.

ووفقا لبعض التقارير، قضي على نصف هذه الأقلية خلال غزو لمناطقهم قام به الباشتون السنة في نهاية القرن التاسع عشر.

ولم تتوقف معاناتهم عام 2001 مع رحيل "طالبان" عن السلطة، بل استمر استهداف الهزارة عبر هجمات نفذها متشددون خلال العشرين سنة الماضية.

وينتمي هؤلاء إلى أقلية الهزارة الشيعية التي تشكل ما بين 10 إلى 20 % من سكان أفغانستان الذين يقدر عددهم بحوالى 40 مليون نسمة.

وقتل 50 شخصا من هذه الأقلية في مايو/أيار الماضي، في هجمات وقعت قرب مدرسة للبنات في حي في كابول يسكنه الهزارة.

وتحدثت تقارير عن تعرض أفرادها لمجازر قضى خلالها الآلاف على أيدي الحركة الإسلامية المتشددة إبان سيطرتها على الحكم بين عامي 1996 و2001.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

طالبان أفغانستان الشيعة طائفة الهزارة الشيعية

حماية الشيعة مقابل التسليح والتدريب.. اتفاق مثير طالبان وسليماني عام 2015

طالبان تعلن التوصل لاتفاقيات تجارية واقتصادية مهمة مع إيران.. تعرف عليها