قال المواطن البريطاني «كارل أندريه» عقب عودته إلى بلاده بعد أن أنهى مدة سجنه في المملكة العربية السعودية بتهمة حيازة خمور  إن السلطات في المملكة عاملته بشكل جيد جدا.

وأكد كارل «أندريه» أنه لا يوجد أي أساس من الصحة حول التقارير البريطانية التي تحدثت عن سوء معاملته من قبل سلطات المملكة.

وفي مقابلة متلفزة مع «آي تي إن» وأذاعتها «الغارديان» على موقعها، اعترف «أندريه» البالغ من العمر 74 عاما بارتكابه جرم حيازة مشروبات كحولية محلية الصنع في سيارته.

وأشار إلى أنه تم معاملته معاملة جيدة سواء في مراحل التحقيق أو داخل السجن الذي قضى فيه أكثر من سنة منذ توقيفه في أغسطس/آب 2014، موضحا أن الفترة الأسوأ كانت عقب القبض عليه مباشرة، حيث كان يشعر بالحرج ‏والمهانة مما فعل، خاصة عندما عرف أولاده ما حدث له، وأنه ظل يلوم نفسه ويسأل «لماذا ‏فعلت ذلك بنفسي؟، وأضعت سنة من عمري، وذلك نتيجة ‏مخالفة الشريعة المطبقة في المملكة».

وروى المواطن البريطاني كيف كان ضابط السجن يزوره ويطمئن عليه وعلى ما يقدم له من خدمات كسجين، وقال إنه اعتبر نفسه في معسكر، كما كان يفعل وهو صغير، وذلك حتى يمضي مدة السجن.

وكانت المملكة قد رحلت أندريه إلى بلاده.

وقضى «أندريه» أكثر من عام في السجن بالسعودية، بعد إلقاء القبض عليه من جانب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بتهمة حيازة خمور.

وقال «أندريه» لصحيفة «ذا صن» البريطانية إنه «مبتهج» لعودته لبلاده، ويتطلع لإعادة بناء حياته من جديد.

فيما قال وزير الخارجية البريطاني، «فيليب هاموند»، إن إطلاق سراح «أندريه» أظهر «قوة وعمق» العلاقة بين بلاده والسعودية، بحسب «بي بي سي».

وسجن «أندريه»، الذي يعيش في السعودية منذ نحو 25 عاما، منذ إلقاء القبض عليه في جدة في أغسطس/آب من عام 2014 ، حيث كان ينقل خمورا في سيارته، وهو ما يجرمه القانون السعودي.

وخشيت عائلة «أندريه» من أن يتعرض لعقوبة الجلد بنحو 360 جلدة، لكن مسؤولين سعوديين وبريطانيين قالوا لـ«بي بي سي»، في وقت سابق إنه «لا توجد أي نية لجلد أندريه».

وأطلق أبناء «أندريه» التماسا عبر الإنترنت، موقعا من أكثر من 230 ألف شخص، دعوا فيه رئيس الوزراء «ديفيد كاميرون» للتدخل في قضيته.

ووصف «كاميرون» في وقت سابق قضية «أندريه» بأنها «مقلقة للغاية»، وأثارها مع مسؤولين سعوديين، حتى أطلق سراحه أخيرا في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال «فيليب هاموند»، الذي قام بزيارة دبلوماسية إلى السعودية الشهر الماضي: «أنا ممتن للحكومة السعودية، لجهودها من أجل تحقيق هذه النتائج الإيجابية، بعد مناقشاتنا التي أجريناها خلال زيارتي»، مضيفا: «لقد استطعنا عبر قوة وعمق العلاقات بين بلدينا التغلب على قضية صعبة مثل هذه».

وأثار الخبر الكثير من الجدل بين النشطاء على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حيث عبر معظمهم عن أن ما حدث أمر طبيعي وأن المملكة لا يمكنها محاكمة المواطن البريطاني، حيث قال «محمد سلامة»، عبر حسابه :«هل تجرؤ السعودية أن تحاكم بريطاني واحد».