بعد تصريحات ماكرون.. الجزائر ترفض تدخل فرنسا في شؤونها الداخلية

السبت 2 أكتوبر 2021 09:50 م

أعربت الجزائر السبت، عن "رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية" على خلفية التصريحات المنسوبة للرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، التي ضمنها اتهامات مبطنة للنظام السياسي والعسكري في الجزائر.

وقرر الرئيس الجزائري "عبدالمجيد تبون"، استدعاء السفير الجزائري لدى فرنسا للتشاور لـ"مواجهة الوضع غير المقبول بشكل خاص الناتج عن هذه التصريحات (المنسوبة لماكرون) غير المسؤولة".

وقالت الرئاسة الجزائرية في بيان لها نشرته وكالة الأنباء الرسمية: "عقب التعليقات التي لا جدال فيها، والتي نسبتها عدة مصادر فرنسية بالاسم إلى رئيس الجمهورية الفرنسية، تعرب الجزائر عن رفضها القاطع للتدخل غير المقبول في شؤونها الداخلية الذي تشكله هذه التعليقات".

وأضاف ذات المصدر "الكلمات المذكورة هي هجوم لا يطاق على ذكرى 5 ملايين و630 ألف شهيد شجاع ضحوا بأرواحهم في مقاومتهم البطولية للغزو الاستعماري الفرنسي وكذلك في ثورة التحرير الوطني المجيدة". 

وتابعت الرئاسة: "جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى وتتوافق مع أكثر التعريفات تطلبًا للإبادة الجماعية ضد الإنسانية، هذه الجرائم غير القابلة للتقادم، لا يمكن أن تخضع للتلاعب بالحقائق والتفسيرات المخففة".

وأكدت الرئاسة الجزائرية أن "نزعة الحنين إلى الجزائر الفرنسية والدوائر التي تستسلم بصعوبة للاستقلال الكامل الذي فاز به الجزائريون بقتال شاق، تتجلى من خلال محاولات فاشلة لإخفاء الابتزاز والمجازر، وتدمير مئات القرى واستئصال قبائل المقاومة، وهي إبادة جماعية في سلسلة لن تتمكن الألعاب البهلوانية المفاهيمية والاختصارات السياسية من إخفائها".

كما أبرزت الرئاسة أن "التقييمات السطحية والتقريبية والمغرضة التي تم إجراؤها فيما يتعلق ببناء الدولة الوطنية الجزائرية وكذلك تأكيد الهوية الوطنية هي جزء من مفهوم هيمنة مبتذلة للعلاقات بين الدول".

ونوهت الرئاسة أن هذا "التدخل المؤسف الذي يتعارض بشكل أساسي مع المبادئ التي ينبغي أن تحكم تعاونا جزائريا فرنسيا محتملا في مسألة الذاكرة، له عيب لا يمكن إصلاحه يتمثل في الاتجاه نحو الترويج لنسخة اعتذارية من الاستعمار على حساب الرؤية التي وضعها تاريخ شرعية نضالات التحرر الوطني، حيث لا شيء ولا أحد يستطيع أن يعفي القوى الاستعمارية من جرائمها، بما في ذلك مذابح 17 أكتوبر/تشرين الأول في باريس والتي تستعد الجزائر ومجتمعها في فرنسا لإحياء ذكرى كرامة". 

ونشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تصريحات للرئيس "ماكرون" قال فيها "إن نظيره الجزائري عبدالمجيد تبون "عالق داخل نظام صعب للغاية".

كما أشار "ماكرون" في تصريحاته إلى الماضي التاريخي لفرنسا في الجزائر، لافتا إلى أنه يرغب في إعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية والأمازيغية: "لكشف تزييف الحقائق الذي قام به الأتراك الذين يعيدون كتابة التاريخ".

كما شكك الرئيس الفرنسي في وجود "أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، مشددا على ضرورة التطرق لهذه المسألة من أجل تحقيق "المصالحة بين الشعوب".

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ماكرون الجزائر فرنسا تبون عبدالمجيد تبون

أغراض سياسية وراء قرار ماكرون بحق الجزائر والمغرب وتونس

رئيس وزراء الجزائر ينتقد ماكرون: بلادنا أكبر من تصريحاته

حقوقي فرنسي لماكرون: العثمانيون لم يلقوا الجزائريين أحياء من الطائرات

ردا على ماكرون.. الجزائر تتجه نحو تجريم الاستعمار الفرنسي

فرنسا.. لوبان تدعو لحرمان الجزائريين من التأشيرات ووقف تحويلاتهم البنكية

لوموند: علاقة ماكرون وبن زايد تهدد النفوذ الفرنسي.. والدليل المغرب العربي