أمير مغربي: الخليج العربي يشهد انتصارا لقطر وتراجعا للإمارات

الثلاثاء 5 أكتوبر 2021 07:42 م

قال الأمير المغربي "هشام العلوي" (ابن عم الملك محمد السادس) إن قطر تفوقت على الإمارات فيما يتعلق بالسياسية الخارجية خلال السنوات الأربع الماضية.

جاء ذلك في مقال نشره "العلوي" باللغتين العربية والفرنسية بموقع "أوريون 21".

ورأى الأمير المغربي، أن قطر فهمت مجرى التاريخ وتعاطت ببرجماتية مع الأحداث، بينما تعرضت الإمارات لنكسات في مشروعها الدولي، ولكنها تستمر في الحفاظ على بعض نقاط القوة.

وفي إشارة للحصار الذي فرضته الإمارات ومعها السعودية والبحرين ومصر على قطر، قال إنه "بعد 4 سنوات، انقلب الوضع، وشهدت منطقة الخليج إعادة توازن جيوسياسي كبير".

وأضاف أن "قطر احتلت مكانة جديدة بفضل قوة سياستها الخارجية التي تفوق بكثير حجمها الجغرافي الصغير، في حين أصبحت الإمارات في موقف دفاعي بعد أن تعرضت لعدة نكسات في مواضع إقليمية مختلفة".

وتابع: "يمكن تفسير هذا الوضع الجديد قبل كل شيء من خلال مقارباتهما الإقليمية المتعارضة كليا، فقد طورت قطر سياسة خارجية مستقلة مستوحاة من نظرة استراتيجية على المدى الطويل، في حين طبقت الإمارات من جانبها تكتيكات قصيرة المدى".

ورأى الأمير المغربي في الملف الأفغاني عنوانا لنجاح دبلوماسية قطر. وقال "العلوي": "أصبح من غير الممكن تجاوز قطر في أي حوار مع طالبان".

ومضى موضحا: "قامت قطر بتسهيل إقامة جسور جوية لإجلاء العديد من الأمريكيين والأفغان المعرضين للخطر، ووافقت إلى جانب تركيا على إدارة مطار كابل نيابة عن السلطة الجديدة. وهكذا، أصبحت العلاقات بين الغرب وطالبان ترتبط جزئيا بالدوحة".

ولا يستبعد الكاتب أن تستمر قطر في أداء هذا الدور الدولي، خاصة في العالم العربي.

وأضاف: "يمكن أن تشكل فلسطين الانفتاح القادم بالنسبة لقطر ويسمح لها بتكرار نجاحها الأفغاني من خلال القيام بدور الوسيط بين حماس من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى".

وذكر أن قطر قبل 4 سنوات استثمرت في القوة الناعمة بعد الربيع العربي في حين استثمرت الإمارات في القوة الصلبة وراكمت من الأخطاء الكثير رفقة تيار مناهضة الثورات الذي يضم كذلك المملكة العربية السعودية والبحرين ومصر.

وتحدث الكاتب عن تواطؤ الإمارات مع إدارة "دونالد ترامب" والقيام بتدخلات عسكرية في المنطقة بهدف توقيف أي تقدم ديمقراطي.

كما روجت "أبوظبي" لتقنيات جديدة مثل "بيجاسوس" بهدف "إسكات المعارضين والأصوات المنتقدة في الخارج".

وتابع أن "هذه الاستراتيجية أظهرت محدوديتها بوضوح، خاصة أن استعراضات القوة لم تؤد إلا لتضخيم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية".

ولفت إلى أن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تتخبط فيها ليبيا واليمن تؤكد هذه الحصيلة الرديئة.

وعلى صعيد آخر قال الكاتب إن "الإماراتيين وجدوا أنفسهم مقيدي الأيدي والأرجل في فلسطين خلال حرب غزة في 2021". فدعمهم الحماسي لـ"صفقة القرن" تحت إدارة ترامب منعهم من الانخراط أكثر مع الفلسطينيين على الأرض".

وتمتد أخطاء الإمارات إلى طريقة التعامل مع السعودية، فهذه الأخيرة وجدت نفسها تتحمل فاتورة مغامرات الإمارات في الثورة المضادة بل وحتى في التطبيع مع إسرائيل".

وذكر الكاتب أن الإمارات تأخذ بعين الاعتبار وضعية السعودية الداخلية علاوة على الاختلاف حول إنتاج النفط، ما دفع بالرياض إلى تقليص صامت لنوعية العلاقات بل حتى سحب الشركات من الإمارات".

وتكهن الأمير المغربي في مقاله باستمرار الصراع بين البلدين في عالم متعدد الأطراف يتبلور تدريجيا.

وختم مقاله قائلا: "باختصار تدخل دولتان خليجيتان صغيرتان بطموحاتهما الهائلة حقبة جديدة من التنافس الجيوسياسي. ويصعب إلى حد الآن التنبؤ بنتائج هذه المواجهة".

 

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أمير مغربي السياسة الخارجية القطرية السياسة الخارجية الإماراتية

أمير قطر وعاهل المغرب يبحثان العلاقات الثنائية والقضايا الدولية

رئيس الوزراء المغربي يزور قطر ويترأس اجتماعات اللجنة العليا المشتركة

قطر والمغرب يوقعان اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مجالات عدة