من الصحافة العبرية: تصفية داعش .. وليس حربا عالمية ثالثة

الثلاثاء 17 نوفمبر 2015 08:11 ص

الاحداث القاسية التي وقعت في باريس مساء يوم الجمعة كفيلة بان تدفع العالم الى عمل اكثر حزما ضد داعش. ويحتمل أن تؤدي ايضا الى تفعيل قوات برية في العراق وفي سوريا، الى جانب قوات الاكراد. ولكن في كل الاحوال، ليست هذه حربا عالمية ثالثة، كما يعرض ذلك بعض من المحللين.

الحرب العالمية هي ظاهرة وقعت مرتين، بفارق قصير من السنوات – في اثناء القسم الاول من القرن العشرين، وتميزت بمشاركة العديد من الدول في قارات مختلفة وتحالفات مسبقة الزمتها بالعمل حين وقفت احداها امام التهديد. كل واحدة من الحربين استمرت لسنوات طويلة، وعدد الضحايا المدنيين والعسكريين فيهما كان غير مسبوق في التاريخ العالمي.

هذا لم يحصل ولن يحصل ايضا امام داعش. هنا يدور الحديث عن جهة متزمتة، لها قاعدة جغرافية محددة جدا في قسم من العراق ومن سوريا ولها قوة لان تجتذب اليها شباب من اماكن مختلفة من العالم الاسلامي وخارجه. ويتميز هذا التنظيم بوحشية استثنائية وبذكاء لا بأس به حين يدور الحديث عن وسائل الاتصالات الحديثة.

ليس لداعش دعم من أي دولة في العالم، واذا كان الحديث يدور عن شبكات من التحالف – فليس له اي أمل في أن يقيم شبكة كهذه. وهو مدعو من الافراد وكذا من منظمات اسلامية متطرفة تخاف منافسته. هنا ينتهي الدعم.

قرار من العالم (من خلال مجلس الامن في الامم المتحدة) للخروج الى حرب ضد داعش سيكون – لاول مرة – قرار من العالم للخروج الى حرب ضد كيان ارهابي؛ ولكن حتى لو شاركت العديد من الدول في مثل هذه الحرب، في ظل تنسيق اقصى واستغلال القدرات المختلفة للدول المختلفة، فلا يزال لن تكون هذه حربا عالمية (بمعنى نوع من حرب الكل ضد الكل) بل حرب من دول العالم ضد جهة ليست عضوا في النادي الدولي.

هذه حرب قد يقع فيها ضحايا غير قليلين، ولكن عددهم لن يكون قريبا من الملايين الذين قتلوا في الحربين العالميتين. وهي قد تستغرق زمنا طويلا، ولكنها لن تستغرق ما استغرقته الحربان العالميتان. وبالعكس، فانها كفيلة بان تعزز القاسم المشترك بين العالم البراغماتي في مواجهة التطرف الذي لا يطاق وليس محدودا لاناس داعش وامثالهم.

من أمل حتى الان في ألا تكون مثل هذه الحرب ضرورية إذ انها يمكن أن تبقى حربا محلية – في ظل التدخل الجوي لجهات خارجية – سيجد صعوبة في ان يواصل التمسك بهذا الموقف في أعقاب احداث باريس. تنظيم داعش يجب تصفيته، وتصفيته لا يمكن ان تتم الا من خلال عملية برية أليمة وباهظة الثمن ولكن ضرورية. لا يمكن مواصلة السماح للارهاب بتهديد العالم الحر. ومثل هذه الحرب لن تتطور لتصبح حربا عالمية، وثمنها سيكون أقل بكثير

* يوسي بيلين وزير العدل (الإسرائيلي) الأسبق من (اليسار) الصهيوني. 

  كلمات مفتاحية

تصفية داعش حرب عالمية ثالثة إسرائيل يوسي بيلين عملية برية أليمة ثمن باهظ الارهاب تهديد العالم الحر

دواعش بلا دين