استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«صدام الشيعة» مرشح للعودة بقوة بعد الانتخابات

السبت 9 أكتوبر 2021 07:58 ص

«صدام الشيعة» مرشح للعودة بقوة بعد الانتخابات العراقية

المالكي هو المرشح الأوفر حظاً لرئاسة الوزراء رغم اعتراض متوقع من الصدر ستتم تسويته غالبا من خلال «البيت الشيعي».

التيارات الحزبية من القوى التقليدية التي حكمت العراق منذ 2003 ستقرر وجه النظام السياسي المقبل أو ستعيد إنتاجه بنسخة 2022.

يُرجح تصدر القوائم الشيعية نفسها التي برزت في الانتخابات السابقة أي قوائم الصدريين والحشد الشعبي مع صعود متوقع لقائمة المالكي هذه المرة.

حلفاء الملكي يرونه «صدام الشيعي» القادر على قيادة شيعة العراق وإعادة الاستقرار للمنظومة السياسية بعد اضطراب كبير هددها في السنوات الأخيرة.

عودة المالكي لرئاسة الوزراء انتصار رمزي لإيران وتعزيز لتيار يفضلها على واشنطن كحليف لبغداد العائق الأساسي أمام المالكي هم الصدريون، وتحديدا مقتدى الصدر.

*     *     *

أيام قليلة وتعلن نتائج الانتخابات العراقية، التي ستفرز سلطة سياسية تحكم البلاد لأربع سنوات جديدة مقبلة، وإن كان من غير المتوقع ان تكون السلطة المنتخبة المقبلة جديدة!

فمن المرجح تصدر القوائم الشيعية نفسها، التي برزت في الانتخابات السابقة، القوائم التابعة للصدريين والحشد الشعبي مع صعود متوقع لقائمة المالكي هذه المرة، وإن تحقق هذا السيناريو فإن هذه التيارات الحزبية من القوى التقليدية التي حكمت العراق منذ 2003، ستقرر وجه النظام السياسي المقبل، أو بشكل أدق ستعيد إنتاجه بنسخة 2022.

وفي تقديري فإن نوري المالكي هو المرشح الأوفر حظاً لموقع رئاسة الوزراء على الرغم من اعتراض متوقع من الصدر، ستتم تسويته غالبا من خلال «البيت الشيعي».

هذا لا يعني أن قائمة المالكي ستتصدر الانتخابات، لكنّ حلفاءه في الحشد الشعبي وأوساط اجتماعية عشائرية وحزبية شيعية، تراه الشخصية الشيعية الأقوى القادرة على إعادة الوحدة (وإن بالقوة) للبيت الشيعي، يرونه «صدام الشيعي» القادر على قيادة الشيعة في العراق وإعادة الاستقرار للمنظومة السياسية بعد الاضطراب الكبير الذي هددها في السنوات الأخيرة.

كما إن إيران تعتبره رجلا مناسبا لمرحلة المواجهة مع الأمريكيين، فهو أولا مصنف كرجل غير مرغوب به أمريكيا، ويجمع كل المسؤولين الأمريكيين الذين تولوا مسؤولية في العراق، خلال عهد المالكي مثل زلماي خليل زاده، وقادة الجيش الأمريكي على وصفه بـ«الطائفي» والقريب من إيران.

وبلا شك ستعني عودته لرئاسة الوزراء انتصارا رمزيا لإيران، وتعزيزا للتيار الذي يفضل طهران على واشنطن كحليف لبغداد. العائق الأساسي أمام المالكي إذن هم الصدريون، وتحديدا مقتدى الصدر.

لكن علينا أن نتذكر أن نخبة من القيادات الصدرية، التي كانت في مواقع قيادية في التيار الصدري عام 2003 حتى 2005، وما زالت تملك تأثيرا ضمن الجمهور والمعاقل الصدرية، هذه القيادات قريبة للمالكي، ونقصد هنا قيس الخزعلي والكعبي وغيرهما من مساعدي مقتدى الصدر، الذين باتوا قادة فصائل في الحشد الشعبي المقربة من إيران.

أما قيادة الصدريين التي يتزعمها السيد مقتدى الصدر حاليا، فلا تزال تحمل بغضا شديدا للمالكي، ويعود هذا الموقف منه لتراكمات عديدة، تبدأ مما قبل 2003 عندما اختط السيد محمد صادق الصدر والد مقتدى مسارا منافسا للمراجع الشيعية، وأطلق على نفسه «الحوزة الناطقة» وعلى مراجع النجف التقليدية «الحوزة الصامتة».

وأقنع محمد صادق الصدر انصاره من فقراء الأحياء الشعبية، بأنهم هم المعارضة الحقيقية التي تقاسي قمع صدام حسين في الداخل، وأن «شيعة الخارج» يجب أن لا يحتكروا التحدث باسم المعارضة الشيعية، والمقصود هنا طبعا الحزبان الكبيران «الدعوة» و«المجلس الأعلى» والمراجع الداعمة لهما.

وكان حزب الدعوة الذي يعتبر المالكي من قادته البارزين يعتبر العدو الأول لحكومة صدام حسين، وأعدم ما يزيد على 5 آلاف عضو من أعضائه طوال سنوات حكم البعث.

الخلاف بين محمد صادق الصدر والأحزاب والمراجع التقليدية، كان مستعرا حتى وصل لدرجة الاتهام بالعمالة لصدام حسين، فقبل اغتيال محمد صادق الصدر بأيام، كتب صدرالدين القبانجي مقالا من طهران اتهم فيه محمد صادق الصدر بالعمالة لصدام حسين، وهو ما أجج الخلافات بين أنصار الطرفين، حيث اندلعت اشتباكات بين مكتب محمد صادق الصدر ومكتب الحكيم في حوزة قم بعد اغتيال الصدر.

وبعد 2003، لعبت هذه الخلفية دورا في النفور الصدري من العملية السياسية التي قادتها الأحزاب التقليدية الشيعية، خصوصا حزب الدعوة، الذي استأثر بمناصب رئاسة الوزراء بعد 2003.

وبعد الصدامات التي وقعت في معركة النجف الأولى والثانية، زاد النفور بين أنصار السيستاني وأنصار الصدر، وكنت عندما التقي قيس الخزعلي في براني النجف، وحينها هو ناطق باسم مقتدى الصدر، كان الخزعلي يحدثني عن اتهامات توجه له وللتيار الصدري بأنهم «بعثية».

وقد حاولت الأطراف الشيعية السيطرة على تلك الخلافات بتشكيل «البيت الشيعي» الذي لعب فيه أحمد الجلبي دورا مهما وزار النجف نهاية 2004 والتقى قيس الخزعلي.

وبلغت العلاقة بين المالكي والصدريين ذروة سوئها عندما قرر المالكي قمع الصدريين في الكوفة والبصرة، في ما يعرف بـ«صولة الفرسان».

لكن مراجع الشيعة كانت لها دوما قدرة فائقة على رأب الصدع بين الفرقاء الشيعة، كما لعبت التحديات المهددة لدور الشيعة في العراق والنزاع الأهلي مع السنة دورا في توحيد الصدريين مع منافسيهم الشيعة.

ظهر ذلك عند سقوط الموصل وتأسيس الحشد الشعبي، عندما تدفقت أعداد كبيرة من سكان الأحياء الشعبية، مثل مدينة الصدر والشعلة للحشد الشعبي، كانت هذه الأحياء معاقل للصدريين وجمع الحشد ابناءها مع أنصار القوى الشيعية الأخرى المنافسة.

إذا سار السيناريو المتوقع لعودة المالكي، فإن إيران ستلعب بلا شك دورا في التوسط لتليين موقف مقتدى الصدر تجاه المالكي، في مشهد مقارب لما حصل عند تولي عادل عبد المهدي رئاسة الوزراء، عندما تم إقناع الصدر بالتنازل عن مطالبه في تشكيل الحكومة، والاتفاق على عبد المهدي في لقاء جمعه مع حسن نصرالله في بيروت.

* وائل عصام كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العراق، الانتخابات، الصدريون، المالكي، صدام الشيعة، مقتدى الصدر، إيران، الحشد الشعبي، مراجع الشيعة،