هذا هو هدف حماس من عرض صور أسرى إسرائيل

السبت 16 أكتوبر 2021 08:34 م

رغم الوساطة المصرية والاجتماعات المستمرة لإتمامها، لا تزال صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة "حماس" تراوح مكانها، في ظل رفض تل أبيب شروط الفصائل الفلسطينية.

وفي السياق، نشرت كتائب القسام على حسابها في "تليجرام" صورا لـ4 أسرى إسرائيليين لديها، وقالت حركة "حماس" إنهم لن يروا النور إلا بعد أن يرى أسرى فلسطين الحرية.

وطرح بعضهم تساؤلات بشأن دلالات نشر صور أسرى إسرائيل لدى "حماس"، في ظل التهديدات الإسرائيلية الأخيرة بصرف النظر عن الصفقة إذا لم تخفض "حماس" من شروطها.

وقال القيادي في الحركة "خليل الحية"، إن الحركة جاهزة لصفقة تبادل الأسرى إذا دفعت إسرائيل استحقاقاتها، محذرًا في لقاء متلفز من سلوك إسرائيل تجاه الأسرى والمضربين عن الطعام.

وقال "الحية": "ونحن نعيش ذكرى الصفقة العاشرة نقول لأسرانا نحن معكم ولن نترككم وحدكم في مواجهة سلوك الاحتلال وانتهاكاته بحقكم"، وفقا لوكالة صفا الفلسطينية.

وأكد "الحية" أن لقاءات القاهرة الأخيرة تضمن عدة ملفات منها الحصار وإعادة إعمار قطاع غزة، وملف الأسرى وانتهاكات إسرائيل المتكررة.

تعثر قائم

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني "مصباح أبو كرش"، أن عملية نشر صور لأسرى إسرائيل في الموقع الخاص بكتائب القسام خير دليل على أن المفاوضات الجارية لم تحرز أي تقدم ملموس يذكر، وأن الهدف من عملية النشر هو الضغط على الحكومة الإسرائيلية من خلال المجتمع الإسرائيلي.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، لقد جرت العادة في المفاوضات التي دارت حول هذا النوع من الصفقات أن يحدث الاختلاف حول (كم ونوع) أسماء الأسرى الذين تطالب المقاومة الفلسطينية بتحريرهم من السجون الإسرائيلية وتفاصيل أخرى مرتبطة بمراحل تطبيق الصفقة.

وتابع: "لكن الأمر مختلف تماما اليوم حيث يسعى الجانب الإسرائيلي لاستغلال الظرف الاقتصادي الصعب الذي يعيشه قطاع غزة من أجل إتمام هذه الصفقة على حساب الثابت الذي ترتكز عليه المقاومة الفلسطينية في مفاوضاتها حيث التأكيد الحاسم على أن ملف الأسرى هو للأسرى فقط ولا يقبل أي شكل من أشكال المساومة الاقتصادية وكافة أشكال الابتزاز التي يمكن أن تندرج تحت ذلك".

ويرى "أبو كرش" أنه ما لم يقتنع الجانب الإسرائيلي بذلك فكل ما يحدث ليس أكثر من مضيعة للوقت ولن يحدث أي تقدم يستحق الذكر في هذه المفاوضات لكن المهم ذكره هنا هو أن هناك محاولات لربط هذا الملف بملفات أخرى الهدف منها تثبيت حالة التهدئة أكبر وقت ممكن وبما يعني أن التقدم في ملفات أخرى قد يؤدي في محصلة الأمر الى إتمام هذه الصفقة بنجاح وبما يضمن التزام الجانب الإسرائيلي بالشرط الثابت الذي تحدده المقاومة الفلسطينية من أجل إتمام صفقة تبادل للأسرى.

واستطرد بالقول: "شاءت الظروف أن ترتبط مفاوضات صفقة التبادل الحالية بمفاوضات أخرى مرتبطة بمجموعة من الملفات وهو الأمر الذي يدفعنا لتوقع أن إنجاز صفقة من هذا النوع سيحتاج لمزيد من الوقت فلن يكون من السهل وخاصة على الحكومة الإسرائيلية الحالية المضي في طريق إنجاز هذه الصفقة دون إحراز تقدم ملموس وجوهري في مفاوضات الملفات الأخرى".

مساومة إسرائيلية

بدوره، اعتبر أستاذ العلوم السياسية، القيادي في حركة "فتح"، "أيمن الرقب"، أن بعد جولة مفاوضات بين الوفد الإسرائيلي والوسيط المصري لم يتم الاتفاق بشكل نهائي حول تسليم فيديو مدته دقيقة عن الأسرى الإسرائيلين لدى المقاومة، مقابل إطلاق سراح 350 أسيرا فلسطينيا من فئة الأطفال والنساء.

وبحسب حديثه لـ"سبوتنيك"، رغم ليونة المقاومة في هذا الشرط وعدم إدراج محرري صفقة شاليط والمرضى في هذا البند إلا أن إسرائيل لا تزال تراوغ وتساوم وتريد الحصول على الفيديو دون ثمن مما دفع المقاومة لنشر صور الإسرائيليين الأربعة الموجودين بحوزة المقاومة دون الإعلام من منهم ميت ومن منهم على قيد الحياة.

ويرى "الرقب" أن المقاومة تسعى من نشر هذه الصور الضغط على إسرائيل للتسريع بإنجاز الصفقة خاصة أن المرحلة الثانية ستكون الحديث عن العدد الذي ستطلبه المقاومة لإطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية، وهذا مرتبط بشريط الفيديو الذي ستسلمه المقاومة للوسيط المصري.

وتسعى المقاومة أن تكون هذه الصفقة هي الأكبر ويخشى رئيس الوزراء الإسرائيلي "نفتالي بينيت" من تبعات الصفقة خاصة انها مرتبطة في بعضها البعض وفي ثلاث مراحل تبدأ بالفيديو ثم التفاوض على العدد والأسماء وتنتهي بالتنفيذ لذلك يسعى الاحتلال على الحصول على المعلومات قبل البدء الفعلي في التنفيذ ليتوقع الثمن قبل الموافقة على الصفقة خاصة أن المقاومة تزيد في الغموض حول الأحياء والأموات من جنود الاحتلال لديها .

ونقلت صحف محلية، الجمعة، عن الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، "عبداللطيف القانوع"، قوله إنه لا خيار أمام إسرائيل سوى الخضوع لشروط المقاومة لإبرام صفقة تبادل الأسرى.

وأوضح أن المقاومة الفلسطينية قادرة على إتمام صفقة تبادل أسرى مشرفة، مؤكدا أن "مراوغة" الاحتلال ومماطلته في التعامل مع خارطة الطريق التي قدمتها حركة "حماس" لعملية التبادل "غير مجدية".

يذكر أن مصر كانت قد أعلنت استضافة اجتماعات الفصائل الفلسطينية في شهر يونيو/حزيران الماضي، لمناقشة ملفات عالقة والوصول لتوافقات حولها، تمهيدا لإنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني والاتفاق على آليات إعادة إعمار غزة، إلا أنها عادت وقررت التأجيل لمنح الفصائل فرصة للتشاور.

وفي شهر مايو/أيار الماضي، عرض رئيس المخابرات المصرية مشروع صفقة تبادل أسرى بين "حماس" وإسرائيل، وربطت إسرائيل تخفيف الحصار عن غزة بإنجاز صفقة تبادل الأسرى.

المصدر | الخليج الجديد + سبوتنيك

  كلمات مفتاحية

إسرائيل حماس أسرى مصر فلسطين فتح

حماس تتعهد بصفقة تبادل أسرى تشكل علامة فارقة في مسيرة المقاومة

حماس تتهم إسرائيل بتعطيل التوصل لصفقة تبادل أسرى