وضع قائد شرطة باريس "ديدييه لالمان"، الأحد، إكليل زهور قرب نهر السين، ووقف دقيقة صمت؛ إحياء للذكرى الستين لمذبحة الجزائريين في العام 1961.
ويعد "لالمان" أول قائد لشرطة باريس يكرم ذكرى الضحايا الجزائريين، وسط حضور أمني وإعلامي كبير، بحسب "أ ف ب".
وجاءت الخطوة بعد إجراء مماثل قام به الرئيس الفرنسي "إيمانويل ماكرون"، السبت الماضي، بتكريم ذكرى الضحايا على ضفاف السين.
وقال "ماكرون" في بيان، إن "الجرائم التي ارتكبت تلك الليلة تحت سلطة موريس بابون (مدير أمن العاصمة) لا يمكن تبريرها"، واصفا ما حدث بأنه قمع "وحشي وعنيف ودام".
واعتقل آلاف الجزائريين ونقلوا إلى مراكز فرز في ملعب كوبرتان وقصر الرياضات وأماكن أخرى، وقتل العشرات ورميت جثثهم في نهر السين.
وقال مدير إذاعة "بور إف إم"، "ناصر قطان"، الذي دعي إلى المراسم السبت: "لقد تحقق تقدم، لكنه ليس اعترافا بجريمة دولة".
ويعد "ماكرون" أول رئيس فرنسي يحضر مراسم مماثلة، في خطوة تأتي بعد تصريحات له سببت أزمة سياسية مع الجزائر.
يشار إلى أن "ماكرون" قد يسعى في خطوته هذه إلى ردم الهوة التي خلقتها تصريحاته الأخيرة "عما إذا كان هناك أُمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي"، وهو الذي نال نقداً شديداً وأزّم العلاقات مع الجزائر.
واندلعت ثورة تحرير الجزائر عام 1954، وانتهت بالاستقلال عن فرنسا عام 1962، وخلال تلك الفترة قُتل أكثر من مليون ونصف المليون جزائري، حتى باتت الجزائر تُلقب بـ"بلد المليون شهيد".