هل تخلت تركيا عن حذرها من الإمارات وتتجه لطي صحفة الخلافات؟

الأربعاء 20 أكتوبر 2021 04:35 م

في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، كشف الكاتب البريطاني "ديفيد هيرست" أن ولي عهد أبوظبي عرض على الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" استثمارات تزيد عن 10 مليارات دولار، في ظل مساعي من الدولة الخليجية لتطبيع علاقاتها المتدهورة منذ سنوات مع أنقرة.

وذكر "هيرست" أن "أردوغان" يقابل التقرب الإماراتي بالحذر، ومؤسسة السياسة الخارجية في تركيا متشككة، وكلاهما لديه أسباب وجيهة، بسبب السجل الطويل للاستهداف الإماراتي للمصالح التركية في أكثر منطقة.

وفي وقت لاحق في الشهر ذاته، ذكر الكاتب أن التحول الحادث بالسياسة الخارجية لولي عهد أبوظبي، ليس أكثر من "مناورة" يتجاوز بها الرياح غير المواتية في واشنطن للسياسات القديمة، على أمل أن تهب رياح مواتية مرة أخرى في واشنطن.

غير أنه منذ ذلك الحين، تلاحقت اللقاءات والمباحثات (لا سيما الاقتصادية) بين مسؤولين في تركيا والإمارات على أعلى الأصعدة، فهل تخلت أنقرة عن حذرها تجاه أبوظبي وحكامها وتتجه إلى طي الخلافات العاصفة التي امتدت لسنوات بين الجانبين؟

نشاط اقتصادي مكثف

منذ توقيع المصالحة الخليجية في مطلع العام، وإعلان الإمارات رغبتها في تطبيع العلاقات مع تركيا، لم يتوقف النشاط الاقتصادي المكثف بين أنقرة وأبوظبي.

وخلال الأسبوع الماضي، بحث وفد من جمعية الناشرين الإماراتيين خلال زيارته لغرفة تجارة إسطنبول، مع رئيس الغرفة "شكيب أوفداغيتش"، تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين.

بعدها، أعلنت أنقرة أن وفدا اقتصاديا تركيا، بحث في أبوظبي سبل تعزيز العلاقات التجارية وزيادة تبادل السلع خلال الفترة المقبلة.

وخلال شهر رمضان الماضي، أجرى وزيرا خارجية البلدين اتصالا هاتفيا تناول العلاقات الثنائية بين البلدين، وأعقب ذلك قيام مستشار ولي عهد أبوظبي "طحنون بن زايد" بزيارة لتركيا في أغسطس/آب الماضي.

وتلا زيارة "طحنون" بعد 8 أيام، اتصال بين الرئيس "أردوغان" و"محمد بن زايد".

مرهون بالسياسة 

وفي تعليقه على التقارب المكثف الجاري على الأرض بين أنقرة وأبوظبي، استبعد المحلل التركي "برهان كور أوغلو" عودة العلاقات الاقتصادية بشكلها المأمول.

واستشهد المحلل بواقع استمرار الخلافات السياسية العالقة، مؤكدا أن العلاقات التجارية بين تركيا والإمارات لم تتوقف في عز التأزم السياسي، حسبما نقل موقع "العربي الجديد".

وأضاف أن من مصلحة البلدين زيادة حجم التبادل التجاري الذي نما خلال العام الماضي بنحو 21% عمّا كان عليه عام 2019، ليقترب من 9 مليارات دولار.

وأشار إلى أن تركيا، ومنذ انفراج الأزمة الخليجية وفك الحصار عن قطر، تحاول تحسين العلاقات مع السعودية ومصر والإمارات.

وتابع: "ولكن تعميق العلاقات، وخاصة التجارية والاستثمارات، مرتبط بمواقف الإمارات السياسية وعدم خدمة مصالح أخرى بالضغط على تركيا واستهداف اقتصادها وعملتها".

طوق نجاة

في المقابل؛ اعتبر المحلل التركي "إسلام أوزجان" أن تطبيع العلاقات بين الإمارات وتركيا بمثابة طوق لاقتصاد الأخيرة، الذي يعاني من التضخم وعجز الميزان التجاري وارتفاع المديونية الخارجية.

وأضاف أن أنقرة تحاول تحسين علاقاتها مع دول الخليج العربي ومصر؛ لإخراج حزب "العدالة والتنمية" الحاكم من المأزق الاقتصادي الذي سيؤثر على شعبيته خلال الانتخابات المقبلة عام 2023.

وذكر "أوزجان" أن الاستثمارات الخليجية، ومنها الإماراتية، يمكن أن "تخرج تركيا من المشاكل الاقتصادية" وإلا فالوضع الاقتصادي مرشح للتأزم، في ظل تصاعد الأزمات السياسية التركية مع بعض الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وفي وقت سابق علل الرئيس التركي عودة العلاقات مع الإمارات، بالقول إن "مثل هذه التقلبات يمكن أن تحصل وحصلت بين الدول، وهنا أيضا حدثت بعض المواقف المماثلة"، كاشفا عن لقاء مرتقب مع "محمد بن زايد" في الفترة المقبلة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الإمارات العلاقات الإماراتية التركية رجب طيب أردوغان محمد بن زايد

تركيا تكشف عن محادثات حول الاستثمار مع الإمارات

مسؤولون رفيعون من قطر وتركيا في دبي لحضور مؤتمر للغاز.. والإمارات ترحب