حذر خبراء من أن منطقة الخليج تقع ضمن المناطق التي تواجه خطرا مدمرا جراء موجات الحرارة المتصاعدة الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ، فضلا عن مخاوف من نضوب النفط مستقبلا.
ويضاعف من تلك المخاطر، ما سيترتب عليها من أزمات اقتصادية وسياسية في دول تعتمد اقتصاداتها بشكل أساسي على إيرادات البترول والغاز الطبيعي.
وينصح الخبراء بتغيير بوصلة موارد الطاقة بدول الخليج العربي من الطاقة الأحفورية إلى الطاقة النظيفة المتجددة، ما يقلل من احتمالية تأثر دول الخليج بالكوارث الطبيعية الناتجة عن الاحتباس الحراري، بحسب "trt" عربي.
ويرى خبراء بيئيون أن أزمة المناخ قد توجه ضربة مزدوجة إلى منطقة الشرق الأوسط عموماً، من خلال إنضاب دخلها من النفط، مع تحول العالم إلى مصادر الطاقة المتجددة.
وقال رئيس شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، "جيفري ساكس"، إن "هذه المنطقة هي مركز الوقود الأحفوري في العالم، لذا فإن كثيراً من اقتصاداتها يعتمد على وقود لم يعد مواتياً للعصر، وعلينا وقف استخدامه".
وأضاف: "باستطاعة دول الخليج قلب المناخ الحار والشمس الحارقة من نقمة إلى نعمة، كل ما عليهم هو أن ينظروا إلى السماء، فأشعة الشمس توفر لهم أساس اقتصاد جديد نظيف وأخضر".
وترى الخبيرة في التغير المناخي "ماري لومي" أنه "رغم احتواء دول الخليج على احتياطيات من النفط قد تكفي لقرن آخر، فإن الخليجيين لديهم بالفعل سبب للتخوف لأن تراجع الطلب العالمي قد يحصل مبكرا".
ووفق "لومي" فإن الخليج أمام طريق طويل لبناء الهياكل المؤسساتية والاجتماعية، عندما ينتقل تركيز الصناعة العالمية مستقبلاً بعيداً عن صادرات الغاز والنفط.
وعمدت دول خليجية مؤخرا إلى تدشين خطط وبرامج بيئية لتنويع مصادر الطاقة والدخل القومي، والاعتماد أكثر على مصادر للطاقة المتجددة، إضافة إلى تخفيض كمية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وفي مقدمة الكوارث التي قد تنتج عن التغير المناخي، يأتي عامل "درجة حرارة المصباح الرطب" (WBT)، وهو مقياس يستخدمه علماء البيئة لتحديد المناطق الجغرافية التي قد يصبح من الخطر على الإنسان العيش فيها مستقبلاً جراء ارتفاع درجات الحرارة.
وتقع منطقة الخليج ضمن المناطق الجغرافية حول العالم التي تواجه خطر ارتفاع "درجة حرارة المصباح الرطب" على نحو قاتل لا يمكن للإنسان التعايش معه.