احتجزت السلطات المصرية الروبوت "أيدا"، التي توصف بأنها أول روبوت فنان تشكيلي في هيئة إنسان يعمل بالذكاء الاصطناعي في العالم، قبل مشاركتها المقررة، الخميس، في معرض فني هو الأول من نوعه للفن المعاصر يقام عند سفح الأهرامات.

 وذكرت صحيفة "الجارديان" أن "هواجس أمنية" كانت وراء احتجاز "أيدا"، إذ احتجزت لمدة 10 أيام لدى الجمارك المصرية على خلفية "مخاوف من تورطها في مؤامرة تجسس واسعة"، قبل أن تطلق السلطات سراحها، الأربعاء.

وأفادت الصحيفة البريطانية بأن السفير البريطاني في القاهرة "جاريث بايلي" تدخل لإطلاق سراح "أيدا"، وهو ما تم فعلا قبل ساعات من بدء المعرض، وعبرت السفارة البريطانية في القاهرة عن "سرورها" إزائه.

ومن جانبه، قال مخترع الروبوت البريطاني "إيدن ميلر" إن السلطات المصرية احتجزت "أيدا" في البداية "لأن فيها مودم، ثم بسبب وجود كاميرات في عينيها (التي تستخدمها للرسم والطلاء)"، مضيفا: "يمكنني التخلص من أجهزة المودم، لكن لا يمكنني فعلاً إغماض عينيها".

وتابع "ميلر" أنه يأمل دائمًا أن يثير مشروعه الجدل حول التصاعد المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، مضيفا: "إنها فنانة روبوت، فلنكن واضحين بشأن هذا الأمر. هي ليست جاسوسة. يخاف الناس من الروبوتات، وأنا أفهم ذلك. لكن الموقف برمته مثير للسخرية".

وأردف:  "كان السفير البريطاني يعمل طوال الليل لإطلاق سراح أيدا. إنه أمر مرهق حقا".

وسُميت "أيدا" على اسم رائدة الحوسبة "آدا لوفليس Ada Lovelace"، وصممها فريق من المبرمجين وعلماء الروبوتات وخبراء الفن وعلماء النفس، في إطار مشروع تبلغ تكلفته ملايين الجنيهات عام 2019، ويتم تحديثه مع تحسن تقنية الذكاء الاصطناعي.

وأُرسلت "أيدا"، والتمثال الذي يجسدها، في حقائب طيران متخصصة عن طريق الشحن الجوي إلى القاهرة، قبل بدء معرض "الأبد هو الآن" Forever Is Now الذي يستمر حتى 7 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وتقدمه شركة "آرت دي إيجيبت" بالشراكة مع وزارة الآثار المصرية والسياحة ووزارة الخارجية المصرية.

وسيعرض المعرض أعمال مجموعة من كبار الفنانين المصريين والعالميين، بينهم "ستيفن كوكس" و"لورنزو كوين" و"معتز نصر" و"ألكسندر بونوماريف".

وقوبل خبر احتجاز السلطات المصرية لـ "أيدا" بسخرية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى اعتبر البعض أن ما كتبه "جورج أورويل" في روايته الشهيرة "1984" أصبح واقعاً.

وغرد الحقوقي "بهي الدين حسين": "السعار الأمني يلامس العالمية! القبض على روبوت فني واحتجازه 10 أيام باعتباره خطراً على الأمن القومي المصري، الإفراج جرى بعد تدخل المجتمع الدولي (السفارة البريطانية)".

وسخر "أحمد النظامي": "خدوا بالكم ع الروبوت بقى في مصر ليتخطف قسريا، شر البلية ما يضحك".

وشاركه "محمد البدراوي": "متخيل التحقيق والظابط بيسألها وانتي عرفتي المعلومات دي كلها ازاي، وتقوله:  google"