تظاهر عشرات السودانيين، السبت، في العاصمة الفرنسية باريس، للمطالبة بحكومة مدنية و"إسقاط حكم العسكر"، بعد 6 أيام من انقلاب قائد الجيش "عبدالفتاح البرهان"، على شركائه المدنيين في المؤسسات السياسية لمرحلة انتقالية، كان يفترض أن تتيح للسودان التحول إلى الديمقراطية عام 2023، بعد 30 عاما من حكم "عمر البشير".
واحتشد العشرات في ساحة "الجمهورية"، وسط العاصمة باريس، مرددين شعارات منها: "النصر لشعب السودان" و"النصر لثورة ديسمبر المجيدة".
ودعا المتظاهرون في باريس، إلى مواصلة التظاهر السلمي، وتنفيذ العصيان المدني الشامل، حتى إسقاط الانقلاب العسكري، واستعادة السلطة المدنية الانتقالية بمقتضي الوثيقة الدستورية.
وجاءت هذه الوقفة، بالتزامن مع "مليونية 30 أكتوبر"، التي خرجت في مدن وولايات الخرطوم، استجابة لدعوات أطلقتها قوى سودانية رافضة لاستيلاء الجيش على الحكم والإطاحة بحكومة "عبدالله حمدوك".
كل اهل السودان في الدياسبورا خرجوا اليوم تضمنا مع مليونية ٣٠ اكتوبر. وكل وقف بطريقته الخاصة… ديل ناس امريكا.. رجاء ممن يطلع منهم علي هذا المقطع ان يكتب لنا المدينة والولاية مع الشكر مقدما pic.twitter.com/CVdswh7kcK
— Hussein NABRI (@husseinabri) October 30, 2021
وقال رئيس "التجمع السوداني" في فرنسا "حسين إسماعيل أمين نابري"، إن الهدف من هذه الوقفة الاحتجاجية، هو تنبيه وتوعية الرأي العام في فرنسا وأجهزة الدولة لما يدور في السودان.
وأضاف: "خرجنا لنؤكد على الرفض التام للانقلاب العسكري الذي قام به الفريق البرهان، ودعوة الانقلابيين إلى الغاء الإجراءات التي اتخذوها والتي تتعارض مع الوثيقة الدستورية".
وشدد "نابري"، على ضرورة إعادة السلطة فورا للمدنيين وبصورة كاملة، ومن ثم إطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وناشطي المقاومة.
كما دعا إلى السماح للمتظاهرين السلميين بممارسة حقهم في إبداء الرأي والتعبير، حسب ما تكفله لهم كل القوانين والنظم والأعراف.
٣)السودانيون في باريس نظموا نهار اليوم - كسائر مدن العالم - وقفة احتجاجية تعبيرا عن رفضنا للانقلاب العسكري والمطالبة بقيام حكم مدني انتقالي متكامل، وتضامنا مع مليونية ٣٠ اكتوبر في كافة مدن وقري واقاليم السودان. النصر لثورة ديسمبر المجيدة. حسين اسماعيل امين نابري pic.twitter.com/mLQjWJvg5c
— Hussein NABRI (@husseinabri) October 30, 2021
ونزل مئات آلاف من السودانيين إلى الشوارع السبت، للمطالبة بحكومة مدنية و"إسقاط حكم العسكر".
وواجهت قوات الجيش والشرطة، المظاهرات بالقمع، رغم تعهد سابق لـ"البرهان"، بعدم التعرض للمظاهرات "السلمية".
ورغم القمع الدامي للاحتجاجات خلال الأيام الأخيرة، هتف المتظاهرون في جميع أحياء العاصمة السودانية "المدنية والسلمية خيارنا".
ويراقب العالم رد فعل العسكريين على هذه التظاهرات التي وعد منظموها بأن تكون "مليونية"، وتعالت الأصوات عشية الاحتجاجات، محذرة السلطات العسكرية من استخدام العنف ضد المتظاهرين.
ومنذ الإثنين الماضي؛ يشهد السودان احتجاجات وتظاهرات رفضا لما يعتبره المعارضون "انقلابا عسكريا"، جراء إعلان حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء، وإعفاء الولاة، واعتقال وزراء ومسؤولين وقيادات حزبية في البلاد.
وقبل إجراءات الإثنين، كان السودان يعيش، منذ 21 أغسطس/آب 2019، فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 2020.