استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حراك فلسطيني مهم ضد «وعد بلفور»

الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 04:42 ص

حراك فلسطيني مهم ضد «وعد بلفور»

الحراك ضد وعد بلفور يُطالب بريطانيا بالتراجع عن هذا الوعد ولعب دور في إنهاء الاحتلال، كما لعبت دوراً في إيجاده.

ملاحقة الاحتلال في الخارج لا تقل أهمية عن مقاومته في الداخل والفلسطينيون ماضون في هذا وذاك على أي حال.

الفلسطينيون ماضون في نضالهم ضد الاحتلال بمختلف الساحات والوسائل من ملاحقات قضائية وتحركات قانونية.

يُشكل الحراك ضد وعد بلفور إجماعاً فلسطينيا مرده الشعور بالحاجة لنقض الرواية الإسرائيلية وبيان حقيقة قضية فلسطين للرأي العام العالمي.

اعتبر إعلان وعد بلفور أن الفلسطينيين الذين هم الشعب الأصلي المالك لتلك الأرض مجرد «طوائف» واكتفى بالقول «مع ضمان حقوق الطوائف الأخرى».

*     *     *

ثمة حراك فلسطيني مهم تجاه «وعد بلفور» الذي هو أصل الحكاية الفلسطينية وأساسها وبداية المأساة، وهذا الحراك يتصاعد تدريجياً منذ سنوات، ويُشكل إجماعاً فلسطينياً مرده الشعور بالحاجة إلى نقض الرواية الإسرائيلية، وبيان حقيقة القضية الفلسطينية للرأي العام في العالم، وهذه حاجة ملحَّة وبالغة الأهمية في الصراع مع الاحتلال.

«وعد بلفور» الصادر في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 1917، أي قبل 104 سنوات، هو تصريح أصدره وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور، ويتضمن التعهد بتسهيل إقامة «وطن قومي لليهود على أرض فلسطين» في ما اعتبر الإعلان أن الفلسطينيين الذين هم الشعب الأصلي المالك لتلك الأرض، مجرد «طوائف» واكتفى بالقول «مع ضمان حقوق الطوائف الأخرى».

الحراك الفلسطيني الجديد ضد «وعد بلفور» سببه أننا بحاجة ماسة وضرورية إلى فضح أساس الاحتلال وأصله، وكشف كذب وزيف الرواية الإسرائيلية، وهذا الحراك يُطالب بريطانيا بالتراجع عن هذا الوعد، ولعب دور في إنهاء الاحتلال، كما لعبت دوراً في إيجاده.

كما يُطالب بريطانيا بالاعتذار عن هذا الوعد، بما سيعني للعالم أن الفلسطينيين تعرضوا لعقود من الظلم والاضطهاد بسبب احتلال لم يكن له أي مبرر، سوى أنه كان بقرار من قوة احتلال أخرى سابقة وهي بريطانيا، أي أن ما حدث أن احتلالاً سلّم فلسطين لآخر قبل أن يغادر، وأن الشعبَ الأصلي لا يزالُ يدفع الثمن.

أما أهم ما يميز الحراك الفلسطيني العام ضد «وعد بلفور» فهو أنه عابر للفصائل، ومحل إجماع وطني عام، كما أنه حراك خارجي أكثر منه داخليا، فضلاً عن أنه بدأ يتصاعد في السنوات الأخيرة، وهذا دليل على فهم أعمق لقضية فلسطين وإدراك أكبر لأهمية الدور الدولي تجاه ما يجري في فلسطين، ما يعني أننا في نهاية المطاف أمام تحول سياسي فلسطيني مهم ومؤثر.

أحدث حلقات الحراك الفلسطيني ضد «وعد بلفور» هو الاستعداد لرفع دعوى قضائية أمام المحاكم البريطانية، لإلزام الحكومة في لندن على الاعتذار العلني والرسمي، والاعتراف بأن ما قامت به القوات البريطانية في فلسطين خلال القرن الماضي كان سبباً في مأساة شعب وتشريده.

ويستند هذا التحرك القانوني إلى القضية المقامة من قبل رجل الأعمال والسياسي الفلسطيني المعروف منيب المصري، الذي يبذل جهوداً متواصلة وحثيثة في هذا الاتجاه.

التحرك القانوني لفلسطينيي بريطانيا سبقته حملة شعبية نظمها قبل سنوات «مركز العودة الفلسطيني» في لندن، الذي جمع آلاف التواقيع التي تطالب بريطانيا بالاعتذار عن «وعد بلفور» وهي الحملة التي كانت الأولى من نوعها، وكانت مناسبة مهمة لتعريف الرأي العام في بريطانيا خصوصاً، والعالم عموماً بأصل الحكاية وبداية المأساة، وكيف تم اقتلاعُ شعبٍ من أرضه وبيته لإحلال مهاجرين قادمين من الخارج مكانه.

العام الحالي وبينما يستعد الفلسطينيون في بريطانيا لإيداع شكوى قضائية أمام محاكم لندن، ستكون الأولى من نوعها منذ صدور «وعد بلفور» قبل 104 سنوات، فإن عشرة عواصم أوروبية ستشهد وقفات احتجاجية متزامنة مع هذه الذكرى أمام السفارات البريطانية في تلك العواصم، وهو تحرك ذو أهمية كبيرة هو الآخر.

واقع الحال أن ثمة تحرك فلسطيني مهم على الساحة الدولية، وأهم ما يميز هذا التحرك أنه يهدف أساساً لكسب معركة الرأي العام وإبطال الرواية الإسرائيلية للصراع، وكشف حقيقة ما جرى سابقاً وما يجري حالياً على أرض فلسطين.

كما أنَّ أهم ما يميز هذا الحراك هو أنه وحدوي لا يتأثر بالانقسام الداخلي ولا بالخلافات الفصائلية، بل من الممكن أن يكون وسيلة لإنهاء الانقسام أو على الأقل تخفيف احتقانه أو تخفيف آثاره على الفلسطينيين في الخارج.

أما الخلاصة الأهم، فهي أن الفلسطينيين ماضون في نضالهم ضد الاحتلال على مختلف المنصات، وبمختلف الوسائل، بما فيها الملاحقات القضائية والتحركات القانونية، كما أن ملاحقة الاحتلال في الخارج لا تقل أهمية عن مقاومته في الداخل، والفلسطينيون ماضون في هذا وذاك على أي حال.

* محمد عايش كاتب صحفي فلسطيني

المصدر | القدس العربي

  كلمات مفتاحية

فلسطين، اقتلاع شعب، الحراك، فلسطينو الخارج، وعد بلفور، بريطانيا، احتلال، الرواية الإسرائيلية،