تفاصيل المفاوضات بين موسكو وأنقرة بشأن العملية التركية المرتقبة في سوريا

الثلاثاء 2 نوفمبر 2021 08:42 م

تتفاوض تركيا وروسيا على تنفيذ عملية عسكرية تركية في مدينة كوباني السورية لإخلائها من "وحدات حماية الشعب" الكردية، وفقًا لما أفادت به مصادر مطلعة لموقع "ميدل إيست آي".

وقال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الشهر الماضي إن صبر أنقرة نفد بسبب الهجمات المتقطعة من "وحدات حماية الشعب" ضد القوات التركية والمناطق التي تسيطر عليها تركيا في شمال سوريا.

وقال في تعليقات متلفزة آنذاك: "نحن مصممون على القضاء على التهديدات المنبثقة من سوريا وسنأخذ الخطوات اللازمة في أقرب وقت ممكن".

معالجة تهديد كوباني

ومنذ ذلك الحين، تفاوض المسؤولون الأتراك والروس على صفقة لمعالجة المخاوف التركية فيما يتعلق بـ"وحدات حماية الشعب"، والتي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية بسبب روابطها المباشرة مع "حزب العمال الكردستاني"، وهي جماعة إرهابية وفقا لتركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

ووقعت أنقرة وموسكو اتفاقية سابقة في عام 2019، تلتزم بموجبها روسيا بسحب قوات "وحدات حماية الشعب" من المنطقة الحدودية، وهو الوعد الذي ما يزال على موسكو أن تفي به، وفقا للمسؤولين الأتراك.

وتهدف تركيا إلى تأمين الجزء الغربي من الحدود من خلال السيطرة على كوباني وربط مناطق جرابلس وتل أبيض التي تسيطر عليها تركيا.

وكانت كوباني موقع معركة كبرى بين "وحدات حماية الشعب" وتنظيم "الدولة"، حيث تمكنت المجموعة الكردية مدعومة بالضربات الجوية الأمريكية من التغلب على حصار مقاتلي "الدولة" في أواخر عام 2014 وأوائل عام 2015.

وسيطرت "وحدات حماية الشعب" على كوباني منذ عام 2012، في حين دخلت القوات السورية والروسية المدينة الحدودية خلال توغل تركي سابق في عام 2019.

وأخبرت المصادر "ميدل إيست آي" أن الصفقة المعروضة حاليا تقضي بأن تحافظ روسيا على وجودها في كوباني (المعروفة أيضا باسم عين العرب) فيما ستقوم أنقرة بالسيطرة على المناطق المحيطة باتجاه الطريق السريع "M4" الاستراتيجي.

كما لن تنشر تركيا قوات "الجيش الوطني السوري" في المدينة وستكون هناك سيطرة تركية روسية مشتركة على "M4".

وستحافظ تركيا أيضا على أمن القاعدة الروسية "سيرين" من خلال تجنب وضع قوات "الجيش الوطني السوري" في الجوار. وفي المقابل، ستحرص روسيا على انسحاب مقاتلي "وحدات حماية الشعب" جنوبا.

المفاوضات تشمل إدلب

ومع ذلك، فقد ذكرت المصادر نفسها أن روسيا ربطت عملية كوباني ببعض التنازلات بشأن إدلب، حيث تتطلع موسكو إلى مدينة "أريحا" التي تقع على الطريق السريع "M4"، ولكن ليس من الواضح ما إذا كانت أنقرة مستعدة للتخلي عن مناطق في إدلب.

وقال مسؤولون أتراك في حديثهم إلى وكالة "بلومبرج" الأسبوع الماضي، إن تركيا تدرس ترك بعض الأجزاء الصغيرة من إدلب للروس للحصول على دعم لعملية في شمال سوريا.

وقالت مصادر "ميدل ايست آي" إن المفاوضات مع روسيا لا تزال جارية، مضيفة أن "أردوغان" لابد أن يصدّق على أي صفقة قبل بدء العملية العسكرية، وقال أحد المصادر: "إنه قرار سياسي في نهاية المطاف".

من ناحية أخرى، أخبرت مصادر أمنية تركية منفصلة موقع "ميدل ايست آي" أن الجيش أكمل تقريبا استعداداته لتوغل أوّلي في شمال سوريا، وقال أحد المصادر: "إننا نضع اللمسات الأخيرة على عمليات انتشارنا في إدلب أيضا لحماية المنطقة ضد النظام السوري والهجمات الروسية".

وأضاف: "تشير تجاربنا في الماضي إلى أننا يجب أن نكون مستعدين عسكريا في إدلب حتى لو كانت لدينا صفقة مع موسكو بسبب تجاربنا السابقة مع روسيا".

وقالت مصادر أمنية إن الجيش يمكن أن يتقدم في أي عملية محتملة في شمال سوريا في نفس اليوم، ومع ذلك قد يكون هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لإكمال عمليات الانتشار.

التوترات مستمرة

وفي الوقت نفسه، تواصل روسيا التصرف بصرامة مع تركيا، ففي نهاية الأسبوع الماضي استمرت الطائرات الروسية في ضرب مقار "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا في منطقة عفرين، على بعد بضعة كيلومترات فقط من الحدود التركية.

كما نشرت روسيا 4 طائرات "Su-35" في مطار القامشلي يوم الخميس الماضي، ما يشير إلى أنها ضد أي عملية تركية محتملة في هذه المنطقة.

لكن مصدرًا من وزارة الدفاع التركية قال في اجتماع مع وسائل الإعلام التركية، إن طائرة حربية روسية واحدة فقط هبطت في القامشلي وغادرت في نفس اليوم، وأضاف المصدر أنه "لم يكن انتشارًا دائمًا".

وأشارت مصادر أمنية تركية إلى أن أنقرة كانت مهتمة أيضا بجيب مدينة تل رفعت الذي تسيطر عليه "وحدات حماية الشعب" في شمال حلب، حيث تسببت الصواريخ والهجمات في جرح وقتل عدد من قوات الجيش التركي و"الجيش الوطني السوري".

لكن الروس -مدفوعين بمخاوفهم على أمن حلب- كانوا ضد رغبات تركيا، وأضاف أحد المصادر: "ما تقدمه روسيا بهذا الصدد هو دوريات مشتركة في المنطقة".

وقالت وزارة الداخلية التركية الشهر الماضي إن ضابطي شرطة أتراك قُتلا وأصيب اثنان آخران بعد هجوم نفذته "وحدات حماية الشعب" على إعزاز.

وشنت تركيا أول حملة عسكرية لها في سوريا في عام 2016 في محاولة لإنشاء منطقة عازلة بينها وبين المناطق التي تسيطر عليها القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة. ثم نفذت أنقرة عمليتين أخريين ضد "وحدات حماية الشعب"، استهدفت إحداهما منطقة عفرين في عام 2018.

وارتفعت التوترات مؤخرا مع تكثيف تركيا لحملتها العسكرية ضد القوات الكردية في كل من سوريا والعراق.

المصدر | ليفنت كمال | ميدل إيست آي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كوباني وحدات حماية الشعب تركيا روسيا أردوغان الجيش الوطني السوري إدلب

أردوغان: النظام السوري خطر على تركيا وننتظر من روسيا نهجا مختلفا

وزيرا الدفاع التركي والروسي يبحثان الأوضاع في سوريا