ميدل إيست آي: بن زايد والسيسي عدوا الديمقراطية وراعيا الانقلابات العربية

الأربعاء 3 نوفمبر 2021 05:47 م

اعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، "خليل عناني" أن ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" باتا العدوين الرئيسين للديمقراطية ومصدرين رئيسين لرعاية وهندسة وتمويل الانقلابات في العالم العربي.

وذكر أن زعيما الإمارات ومصر يستهدفان بشكل صريح أي عملية للتحول الديمقراطي في العالم العربي خشية أن تنتشر عدواها، وتهدد عرشيهما.

وأشار إلى أن المتظاهرين السودانيين حملوا في مسيرة احتجاجية قبل فترة صورا لـ"السيسي" و"بن زايد" وهتفوا ضدهما في رفض واضح لدعمهما قائد الانقلاب الجنرال "عبدالفتاح البرهان".

وفعل المتظاهرون في تونس نفس الشيء ضد الانقلاب الذي قاده "قيس سعيد". ولا تكاد تخلو تظاهرة تدعو إلى الحرية والديمقراطية في العالم العربي دون صور لـ"بن زايد" و"السيسي" تدين نهجهما.

ويعلق الكاتب أن الرسالة واضحة: يؤمن الكثير من الشباب العرب أن مصر والإمارات تمثلان عقبة رئيسية أمام التغيير في العالم العربي حيث تحاولان دفن أي انتفاضة أو ثورة محتملة.

تصدير الانقلاب

وذكر الكاتب أنه يبدو أن البلدين باتا يصدران الانقلابات في المنطقة ومستعدان لعمل أي شيء، بما في ذلك انتهاك حقوق الإنسان لمنع مطالب الديمقراطية والتغيير.

كما ذكر أنه لم يكن غريبا دعم كل من "السيسي" و"بن زايد" انقلاب "خليفة حفتر" في ليبيا و"سعيد" في تونس و"البرهان" في السودان.

ولفت أن مصر كانت أول بلد رحب بإجراءات الرئيس التونسي التي شملت تجميد البرلمان وحل الحكومة. ولم يكن "البرهان" قادرا على القيام بحركته العسكرية بدون ضوء أخضر من مصر، التي تعتبر واحدة من أهم حلفائه في المنطقة. ولهذا السبب لم تبد مصر شجبا لانقلاب الشهر الماضي.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المسؤولون الأمريكيون والإماراتيون إيجاد حل للأزمة، يبدو أن الإماراتيين يتفاوضون نيابة عن "البرهان"، بشكل يعكس دورهم الأساسي بدعم انقلابه ضد الحكومة المدنية لـ"عبدالله حمدوك".

ويقول الكاتب إن "محمد بن زايد" يدير منذ سنوات محور الثورات المضادة بالتعاون مع السعودية وإسرائيل، ويعتبره الكثيرون العدو الرئيسي للديمقراطية في العالم العربي وخرب عددا لا يحصى من محاولات الشباب العربي المطالبة بالحرية والديمقراطية والكرامة.

وأضاف أن "بن زايد" يقدم دعما سخيا للديكتاتوريين وأمراء الحرب في المنطقة العربية بما فيها مصر واليمن والسودان وسوريا، ويستخدم المال والمؤسسات الإعلامية التابعة له للتشويه والتحريض ضد الثورات العربية.

ويفضل على ما يبدو التعاون مع الجنرالات العسكريين على التعامل مع المسؤولين المنتخبين.

وفي مصر أحبط "السيسي" أول محاولة ديمقراطية حقيقية عبر انقلابه عام 2013، ولم يكن نظامه لينجو هذه المدة بدون دعم مالي ودبلوماسي وسياسي من الإمارات والسعودية وإسرائيل.

وساعد "بن زايد" على بناء ديكتاتورية "السيسي" بهدف منع كل محاولات التغيير السلمي في المنطقة العربية.

واعتقل "السيسي" أي شخص يعارضه، سواء كان صحفيا، سياسيا أم ناشطا، وتمتلئ السجون المصرية بآلاف المعتقلين المصريين.

ولا يزال "السيسي" يحمل ثورة 2011 مسؤولية المشاكل التي تعاني منها البلاد بما في ذلك الخلاف مع إثيوبيا بشأن سد النهضة العظيم.

ثأر شخصي

وتشن مصر والإمارات حملة شعواء ضد الإسلاميين، محليا وإقليميا ودوليا، باعتبارهم الأعداء الحقيقيين لوصولهم إلى الحكم عبر انتخابات حرة ونزيهة.

وتحول الإسلاميون لفزاعة تخويف المواطنين والغرب ومنع أي محاولة للتغيير، ذلك أن مشكلتهم الرئيسية هي مع فكرة الديمقراطية نفسها التي تمثل خطرا على سلطتهما.

فقد خسر الإسلاميون انتخابات في الجزائر وتونس والمغرب، ولم يمثل الإسلاميون وهم في الحكم أي تهديد على مصالح الإمارات ومصر، لكن يبدو أن "السيسي" و"بن زايد" لديهما ثأر شخصي ضد جماعة "الإخوان المسلمون" والجماعات المرتبطة بها ويحاولان محوهم باعتبارهم يمثلون تهديدا محتوما.

ومنذ بداية الربيع العربي كانت هناك مخاوف في الإمارات من وصول حمى التغيير إلى شواطئها، وهو ما دفعها للتحرك وتبني استراتيجية هجومية وليس دفاعية.

ومنذ ذلك الوقت يحاول "بن زايد" بناء حاجز ضد الثورات العربية وقتلها في مهدها، ولم تعد الإستراتيجية محددة بتمويل الثورات المضادة في الدول العربية بل وتمويل وتصدير نموذج الانقلابات.

لكن "السيسي" و"بن زايد" والداعمين لهما يقفون على الجانب الخطأ من التاريخ، فالمعركة طويلة وسنرى من ستكون له الضحكة الأخيرة.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

عبدالفتاح السيسي محمد بن زايد انقلابات مصر الإمارات تونس السودان ليبيا البرهلن حفتر

بن زايد والسيسي يبحثان هاتفيا تعزيز العلاقات وقضايا إقليمية

صراع الدول العربية مع الديمقراطية بعد 11 عاما من الثورات

شركة استخبارات إسرائيلية: جنرالات مصر وقيادات الغرب يستعدون للإطاحة بالسيسي

ميدل إيست آي: القمع سر بقاء العسكر في حكم مصر 70 عاما.. وهذه بدائل الوضع القائم

تونس تتراجع.. مؤشر الديمقراطية يرسم صورة قاتمة للعالم العربي