فورين بوليسي: آن الأوان لسحب الشيك المفتوح من "إسبرطة الخليج"

الخميس 4 نوفمبر 2021 04:27 م

طالب "جون هوفمان" الباحث في جامعة "جورج ميسون" الرئيس الأمريكي "جو بايدن" بسحب الشيك المفتوح الذي منحته الإدارات الأمريكية المتعاقبة لدولة الإمارات التي وصفها بأنها "إسبرطة صغرى" في الخليج.

وذكر "هوفمان" في مقال مطول نشرته مجلة "فورين بوليسي" أن الإمارات تنتهج سلوك سيء ويضر بالمصالح الأمريكية في المنطقة، ليس هذا فحسب ولكنها أصبحت تتدخل أيضا في السياسة الخارجية لواشنطن.

وأشار إلى أنه بالرغم من انتهاكات الإمارات المتعددة داخليا وخارجيا، ظل ينظر إلى الإمارات في واشنطن كحليف مهم، ورمز للاستقرار والازدهار في منطقة مضطربة، وكمكون مهم في رغبة الولايات المتحدة تخفيف أعبائها في الشرق الأوسط والتحول نحو آسيا.

ولفت الكاتب إلى أن تدخلات الإمارات الإقليمية وما صاحبها من انتهاكات مروعة لحقوق الإنسان ودعمها الأنظمة الاستبدادية والسلطوية، يراه مسؤولون في واشنطن منذ سنوات بأنها ممارسات غير ضارة بالمصالح الأمريكية.

ويبدو أن إدارة "بايدن" تقبلت هذا الرأي وصادقت على صفقة أسلحة بـ 23 مليار دولار وتضم مقاتلات (أف-35)، وهي الصفقة التي بدأت في عهد إدارة "دونالد ترامب" وأشادت بالإمارات على أنها "شريك أمني مهم" للولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن السياسات التي تبنتها الإمارات في الشرق الأوسط خلال القليلة السنوات الماضية كانت بطبيعتها مضرة بالاستقرار وتفاقم الكثير من الحروب الأهلية المستمرة بالمنطقة وتخرق القوانين الدولية وتخرب وبشكل مستمر محاولات التحول الديمقراطي.

وبالتزامن مع هذه مغامراتها الإقليمية، حاولت الإمارات وبشكل متكرر التدخل في السياسة الداخلية الأمريكية وعلى أعلى المستويات ومراقبة الدبلوماسيين والمسؤولين الحكوميين حول العالم.

ورأي "هوفمان" أن الولايات المتحدة بحاجة لإعادة النظر في هؤلاء حلفاء الشرق الأوسط الذين تريد نقل أعباء مصالحها إليهم قبل أن تتحرك إلى مسارح أخرى.

وذكر أنه على واشنطن في الوقت نفسه محاسبة من يحاولون التدخل بطريقة غير قانونية في السياسة الداخلية الامريكية، مشيرا إلى أنه لتحقيق هذا على واشنطن وقف "الصك" أو "الشيك المفتوح" للإمارات.

وأوضح الكاتب أن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط طغت عليها ما أطلق عليها "أسطورة الاستقرار الديكتاتوري" حيث تعتقد واشنطن أن الديكتاتوريين في الشرق الأوسط "لديهم القدرة على حماية المصالح الأمريكية من خلال فرض نظام سياسي واجتماعي على مواطنيهم المحرومين".

لكن هذا النهج كما يقول "نادر هاشمي"، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة دنفر غير صحيح. فهذه الأنظمة الديكتاتورية "هي مصدر رئيسي لعدم الاستقرار، فيما يتعلق بطبيعة حكمهم وسياساتهم التي يتبعونها".

وأكد الكاتب أن الإمارات هي مثال واضح عن هذه الأسطورة، موضحا أن غياب محاسبة نظام الدولة الخليجية في الداخل والصك مفتوح من الولايات المتحدة في الخارج شجعها على تبني سياسات تضر بالاستقرار وأصبحت لعنة على المصالح الأمريكية.

ودعا "هوفمان" واشنطن لوقف الصك المفتوح لـ"أسبرطة الصغيرة" والاعتراف بالدور الذي لعبته في زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتقويض فرص التحول الديمقراطي بالمنطقة وجهودها للتدخل بطريقة غير قانونية في السياسة الأمريكية المحلية.

والخطوة المباشرة لعمل هذا هي وقف صفقات الأسلحة إلى الإمارات التي أدت لإطالة أمد الحرب بالمنطقة وارتكاب انتهاكات حقوق الإنسان ودعم سياسات ليست متوافقة مع المصالح الأمريكية.

وذكر أنه مع أن هذه السياسات قد تؤثر على مستقبل الولايات المتحدة في قاعدة الظفرة الجوية، لكن يجب انتهاز هذه الفرصة وإعادة النظر بالوجود العسكري الأمريكي بالمنطقة والذي يسهم بعدم الاستقرار.

وختم مقاله قائلا "يجب أن تقود عملية إعادة النظر في العلاقات مع الإمارات لعملية فحص رئيسية للإستراتيجية الأمريكية في كل الشرق الأوسط والقائمة على أسطورة ديكتاتورية الاستقرار".

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الإمارات انتهاكات الإدارة الأمريكية