موقع أمريكي: السعودية نحو تعاون عسكري معلن مع إسرائيل بدافع إيراني

الأحد 7 نوفمبر 2021 08:17 ص

سلط مدير مركز القوة العسكرية والسياسية في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "برادلي بومان" الضوء على دلالات مشاركة طائرات سعودية مقاتلة في الدورية الجوية متعددة الأطراف، التي قادتها الولايات المتحدة عبر إرسال القاذفة "بي-١ بي لانسر" الاستراتيجية فوق نقاط بحرية رئيسية في الشرق الأوسط، بالتنسيق مع حلفائها في المنطقة.

وذكر "بومان"، في مقال نشره بموقع "ميليتري" الأمريكي، أن الطائرات المقاتلة الإسرائيلية والسعودية شاركت في نفس الدورية، وإن كان في أوقات مختلفة من يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مصحوبة بالقاذفة الأمريكية، في محاولة لإرسال رسالة ردع إلى طهران.

واعتبر الخبير الأمريكي أن استعداد الرياض للانضمام إلى مهمة عسكرية تشارك فيها إسرائيل هو أحدث مؤشر على أن سلوك إيران يحفز بعض الدول العربية على التعاون العسكري ​​العلني مع إسرائيل.

وحلقت الدورية بالقرب من المجال الجوي لمصر وإسرائيل والأردن والكويت والسعودية والبحرين والإمارات، بينما كان تلتف على طول الحدود البحرية الجنوبية لإيران.

وشمل مسار الدورية خليج عدن الاستراتيجي ومضيق باب المندب والبحر الأحمر وقناة السويس والخليج العربي ومضيق هرمز وخليج عمان.

وتمثل هذه الممرات المائية بعضًا من أكثر طرق الشحن ازدحامًا في العالم، وشهدت العديد من الهجمات على ناقلات ومصافي النفط القريبة، بدعم إيراني.

ولم يكن تحليق الدورية، بقيادة القاذفة الأمريكية، في تلك المنطقة الأول من نوعه، إذ أعلنت قيادة القوات الجوية الأمريكية المسؤولة عن الشرق الأوسط أن الدورية الأخيرة كانت الخامسة عام 2021 ، بعد سلسلة من الدوريات عام 2020.

وأشار "بومان" إلى أن إدارتي الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" والحالي "جو بايدن" استخدمت هكذا دوريات لطمأنة أصدقاء واشنطن وتحذير طهران.

دورية جوية تقودها قاذفة "بي 1 بي لانسر" الأمريكية عبر الشرق الأوسط ليست جديدة إذن، لكن المساهمة السعودية هي الجزء الأكثر إثارة للاهتمام في نسختها الأخيرة، وذلك لأن المملكة -على عكس البحرين ومصر والأردن والإمارات- لم تطبع العلاقات مع إسرائيل رسميا.

وتمثل دورية السبت الماضي المرة الثانية التي تشارك فيها السعودية في مهمة دورية للقاذفات الأمريكية، شملت طائرات إسرائيلية. ففي مارس/آذار الماضي، حلقت قاذفتان، تابعتان للقوات الجوية الأمريكية، من طراز "B-52H Stratofortress"، في دورية مماثلة بالشرق الأوسط، ورافقهما في نقاط مختلفة طائرات إسرائيلية وسعودية وقطرية.

وتأتي الدورية الأخيرة بعد تمرين العلم الأزرق 2021، الذي استضافته إسرائيل الشهر الماضي، والذي تضمن زيارة تاريخية إلى إسرائيل قام بها قائد سلاح الجو الإماراتي.

ويعود السبب الرئيسي لهذا التعاون العسكري ​​الإسرائيلي العربي المتزايد إلى القلق المشترك بشأن "عدوان طهران على جيرانها وجهودها المبذولة بالمنطقة لزرع عدم الاستقرار والإرهاب" بحسب تعبير "بومان".

ويرى الخبير الأمريكي أن دوريات تقودها القاذفات الأمريكية قد تكون تصرفا ضروريا ضد طهران، لأنها تذكر صانعي القرار في طهران بأن صراعًا عسكريًا تقليديًا واسع النطاق مع الولايات المتحدة لن ينتهي على الأرجح بشكل جيد بالنسبة لإيران، كما تؤكد هذه الدوريات مجددًا أن الولايات المتحدة لديها الوسائل لتدمير برنامج طهران النووي.

وفي حين أن مشاركة مقاتلات من السعودية وإسرائيل في ذات الدورية أمر مهم ، إلا أن هذا التطور لا يعني بالضرورة أن التطبيع بين البلدين بات وشيكًا، بحسب تأكيد الخبير الأمريكي، الذي أشار إلى أن السعودية لم تذكر مشاركة إسرائيل في بيان صحفي حول مهمة الدورية، وأعلنت عنها باعتبارها "تدريبات ثنائية" مع القوات الجوية الأمريكية.

ورغم أن وزير الخارجية السعودي، الأمير "فيصل بن فرحان آل سعود" لطالما صرح بأن قيام دولة فلسطينية "شرط مسبق لتطبيع علاقات الرياض مع تل أبيب"، إلا أن هذا التصريح قد يعكس موقفا عابرا أكثر منه سياسة طويلة الأجل، حسبما يرى "بومان"، مشيرا إلى أن طائرة تجارية إسرائيلية هبطت في الرياض، أواخر أكتوبر /تشرين الأول الماضي، بعد يوم من هبوط طائرة سعودية في مطار "بن جوريون" الإسرائيلي.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل برادلي بومان مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات طهران إيران الولايات المتحدة بايدن ترامب

شركة مجوهرات إسرائيلية كبرى تشارك في موسم الرياض بالسعودية

مسؤول إيراني: السعودية واحدة من الدول الأساسية في المنطقة