تسبب ترجل الرئيس التونسي "قيس سعيد"، بشارع بورقيبة وسط العاصمة، في موجة من التندر والسخرية، حيث ربطه الناشطون بالذكرى الرابعة والثلاثين لانقلاب الرئيس الأسبق "زين العابدين بن علي".
وتجول "سعيد"، الأحد في شارع الحبيب بورقيبة، وتحدث مع عدد من التونسيين، كما احتسى القهوة في أحد المقاهي المطلة على الشارع الأشهر في تونس.
وتعليقا على ذلك، قال ناشطون إن "سعيّد" ربما يرغب بـ"الاحتفال" بالذكرى الرابعة والثلاثين لانقلاب "بن علي"، على الزعيم "الحبيب بورقيبة"، فيما قال آخرون إنه يرغب بالاستعانة بالشارع لمواجهة الضغوط الدولية المتزايدة عليه لإنهاء "تدابيره الاستثنائية".
انقلاب 25جويلية/تموز (ذكرى انقلاب #بورقيبة على الحكم الملكي للباي عام1957) اختاره #قيس_سعيد لإعلان انقلابه الدستوري على نظام ما بعد الثورة.
— محمد الرفرافي RAFRAFI (@RAFRAFI_MED) November 7, 2021
اليوم وفي ذكرى انقلاب #بن_علي على بورقيبة (7 نوفمبر1987) نزل قيس إلى شارع بورقيبة لاحتساء قهوة وهو نفسه الذي نزله بن علي بعد إعلان انقلابه🤔
على خطى زين العابدين بن علي عشية انقلابه على بورقيبة يوم 7 نوفمبر 1987 الذي قام يومها بجولة قصيرة في شارع الحبيب بورقيبة ثم دخل بسرعة مقر وزارة الداخلية ، قيس سعيد يقوم بجولة صغيرة في شارع الثورة ثم يدخل وزارة الداخلية دون الادلاء بأي تصريح كعادته
— خالد من تونس 🇹🇳🇱🇾🇹🇷 (@moslim35198382) November 7, 2021
وكتب الناشط السياسي "الأسعد البوعزيزي": "على خطى زين العابدين بن علي عشية انقلابه على بورقيبة يوم 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987 الذي قام يومها بجولة قصيرة في شارع الحبيب بورقيبة ثم دخل بسرعة مقر وزارة الداخلية، قيس سعيّد يقوم بجولة صغيرة في شارع الثورة ثم يدخل وزارة الداخلية دون الإدلاء بأي تصريح كعادته".
وأضاف: "هي رسالة للدولة العميقة فحواها 7 نوفمبر لم يسقط، وإن ذهب يوما فها هو يعود لكم من جديد فلا تقلقوا".
وتحت عنوان "مجرد صدفة أو خاطر؟"، كتب المحلل السياسي "عبداللطيف دربالة"، قائلا: "في نفس ذكرى ظهور زين العابدين بن علي عام 1987 بشارع الحبيب بورقيبة قبل صعوده لوزارة الداخليّة، وسط ترحيب الناس به تلقائيّا وهتافهم له أيضا فرحين مستبشرين بالتغيير وما اعتبروه إنقاذه للبلاد بعد انقلابه على بورقيبة فجرا واستيلائه على الحكم، قام قيس سعيّد بجولة بنفس الشارع".
وتساءل: "لماذا حضر قيس سعيّد بالشارع نفسه اليوم بالذات، وبعد فترة غياب طويلة نسبيّا عن جولاته المعتادة بشارع بورقيبة وسط العاصمة؟ لعلّها الصدفة المحضة!".
ومنذ 25 يوليو/تموز الماضي، تعاني تونس من أزمة سياسية حادة، حيث بدأ "سعيّد" سلسلة قرارات استثنائية، منها تجميد اختصاصات البرلمان ورفع الحصانة عن نوابه، وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وترؤسه النيابة العامة، وإقالة رئيس الحكومة "هشام المشيشي"، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة "نجلاء بودن".
ولاقت إجراءات "سعيد" رفضا واسعا بين الأحزاب التونسية، التي اعتبرتها انقلابا" على الدستور ومواده، وإحكام السيطرة على كل مقاليد الحكم.
وحكومة "بودن"، التي ضمت 24 عضوا من المستقلين بينهم 10 نساء، هي الحكومة الـ13 منذ ثورة الياسمين التي اندلعت شراراتها في 17 ديسمبر/كانون الأول 2010، وتوجت في 14 يناير/كانون الثاني 2011 بهروب الرئيس الراحل "زين العابدين بن علي" خارج البلاد.
يشار إلى أنه في 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987، قاد "بن علي" انقلابا في تونس، تولى على إثره سدة الحكم بعد إزاحته للرئيس "الحبيب بورقيبة"، الذي وضع حينها رهن الإقامة الإجبارية في ضيعته في مرناق.